سلفادور إليندي
تميزت حياة الرئيس سلفادور بالعديد من الألغاز، خاصة خلال فترة رئاسته التي شهدت تباينا في الدعم والمعارضة. ومن بين الأمور التي اشتهر بها هو وفاته على يد الانقلابيين، وما زالت وفاته تثير الكثير من الأسئلة والتساؤلات حتى اليوم، حيث يعتقد البعض أنه انتحر، ويعتقد آخرون أن وفاته نجمت عن جريمة قتل .
إليندي كان من أسرة ذات تاريخ طويل في السياسة، وتأثر بشدة بخوان داي مارشي، صانع الأحذية الأناركي الذي ساهم في نشوء الثورة الراديكالية. بسبب شغفه بالسياسة ونشاطاته المتعددة، تعرض إليندي للاعتقال عدة مرات في سنوات شبابه عندما كان طالبا في كلية الطب، حيث احتج على قرارات الحكومة آنذاك. ظهر اهتمامه بالسياسة منذ صغره، وتمكن من الانخراط في هذا المجال في البداية عندما كان أحد مؤسسي حزب التشيل الاشتراكي .
من هو سلفادور إليندي
ولد إليدني عام 1908 في السادس والعشرين من شهر يونيو في تشيلي كان ينتمي إلى عائلة من الطبقات العليا حصل على شهادته الجامعية في عام 1932 في المجال الطبي ، كان من ضمن الأعضاء المشاركين في تأسيس الحزب الاشتراكي حيث كانت ذو نشاط ماركسي ، وفي عام 1937 تم انتخابه في مجلس النواب وظل يعمل كوزير الصحة في ولاية الرئيس بيدرو أغيري سيردا ، وفي عام 1952 تم المضي قدما نحو الترشح للرئاسة .
خلال ذلك الوقت، قرر المرشح سلفادور الخروج من الحزب الذي كان ينتمي إليه وذلك لأنه كان يدعم الشيوعيين في تلك الفترة، ورغم أنه لم يحصل على الرئاسة في الانتخابات الأولى التي شارك فيها في عام 1958، إلا أنه قرر الترشح مرة أخرى بدعم من الحزب الاشتراكي، ولكنه لم يحالفه الحظ في الفوز بالرئاسة في الانتخابات الثانية، وتمكن من الفوز بالرئاسة في عام 1970. ومن بين القرارات الهامة التي اتخذها سلفادور أثناء توليه منصب وزير الصحة كانت زيادة نسبة المعاشات للموظفين عند تقاعدهم لضمان حياة كريمة لهم، كما عمل على توفير الغذاء المجاني لجميع المراحل التعليمية المختلفة، ووضع قوانين السلامة لحماية موظفي المصانع. وفي عام 1940، تزوج سلفادور هورتينسيا بوسي، وأنجب منها ثلاث فتيات وهم كارمن باز وإيزابيل وبيتريز
الحياة السياسية لسلفادور إليندي
بعد أن كان من أهم أعضاء الحزب الاشتراكي في تشيلي، تم انتخاب سلفادور بمجلس الشيوخ لأربع مرات منذ عام 1945 حتى عام 1969. وفي وقت قصير، أعلن تحيزه وانتمائه إلى الفكر الماركسي ورغبته في تحويل تشيلي إلى الاشتراكية، وكان من المؤيدين الكبار لأصحاب الطبقة العاملة ومهاجمة الرأسمالية والإمبريالية. وكان يترشح للرئاسة بانتظام ولكن لم يفز إلا في عام 1970، وكان من بين المؤمنين بثورة كوبا التي حدثت في ذلك الوقت
أهم قرارات إليندي
بعد فوزه بالرئاسة، عمل على إجراء العديد من التعديلات والقرارات التي من شأنها تحسين بلدته وتقدمها، ومن بين هذه القرارات كان العمل على تغيير فلسفة دولته لتصبح تحت راية الاشتراكية، وفي الوقت نفسه، تم الحفاظ بقدر الإمكان على حقوق المجتمع التشيلي المدنية
من بين القرارات التي اتخذتها حكومة سلفادور إليندي هو السيطرة على شركات النحاس التي تعود ملكيتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، دون دفع تعويضات، مما أدى إلى انسحاب العديد من المستثمرين الأجانب من إقامة مشروعاتهم في تشيلي. وجاء هذا القرار نتيجة خلاف بين سلفادور إليندي والحكومة الأمريكية. وعلاوة على ذلك، عملت حكومة إليندي على السيطرة على أهم شركات التعدين والصناعات التحويلية والأراضي الزراعية لتشغيلها من قبل الفلاحين، بهدف التحكم في الدخل وتوزيعه بشكل عادل. وقد عملت أيضا على زيادة الأجور وطباعة كميات كبيرة من العملات، على أمل التخفيف من العجز المالي الذي تعاني منه البلاد جراء شراء بعض الصناعات الرئيسية
نتائج قرارات إليندي
في عام ١٩٧٢، كان الإنتاج والصادرات قليلة في تشيلي بسبب بعض القرارات التي تم اتخاذها وعدم الاستثمار، مما أدى إلى نقص في الاحتياطي المالي، وكانت تشيلي تعاني من حالة عدم استقرار نتيجة للتضخم. كانت أكبر المشاكل التي واجهت تشيلي في ذلك الوقت هي نقص الغذاء اللازم لأبناء الشعب، وكان الأطفال في فترة حكم سلفادور يعانون من سوء التغذية بشكل خاص، كما تفاقمت البطالة وأصبحت الأوضاع أكثر تعقيدا
ظهور هذه العديد من المسائل أدى إلى حدوث العديد من الاضطرابات وعدم الاستقرار في تشيلي، خاصة مع ظهور المعارضين نتيجة لما يحدث في البلاد، ولا سيما بين أصحاب الطبقات الوسطى. في ذات الوقت، عمل إليندي على تطوير العلاقات مع بعض الدول الأخرى مثل الصين وكوريا. كانت طبقة العمال والفلاحين من بين الطبقات الداعمة له، مما ساهم في فوز الائتلاف الذي ينتمي إليه بنسبة 44% في انتخابات الكونغرس عام 1973. عمل المعارضين على إسقاط حكومة تشيلي في الحادي عشر من سبتمبر عام 1973 من خلال انقلاب عسكري بقيادة أوغستو بينوشيه. تم التخطيط لهذا الانقلاب العسكري مسبقا من خلال السيطرة على القصر الرئاسي لسلفادور .
موت سلفادور إليندي
بعد كل تلك الأحداث التي عاصرها سلفادور إليندي تمت الإطاحة به من خلال الانقلاب العسكري الذي يرأسه بينوشيه ، لم يستسلم سلفادور إليندي لذلك الانقلاب بسهولة مما جعل الانقلابيين يحاصرونه في مقر الرئاسة أدى ذلك الفر والكر إلى سجن العديد من أبناء الشعب التشيلي ، وإصابة آخرين أيضا في تلك الأحداث .
تباينت الآراء حول وفاة سلفادور إليندي بين الانتحار والقتل. زعم البعض أن القوات الجوية التشيلية كانت السبب في وفاته بعد أن تم حصاره ونزوله بناء على طلب المعارضين من الشعب التشيلي الذين كانوا يعرفون مسبقا عن الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد آنذاك. في البداية لم يتم التعرف على هوية سلفادور إليندي لمعرفة سبب وفاته. وفي عام 2011 تم تشريح جثته واستخراجها، وتبين بعدها أن سلفادور انتحر ولم يقتل. وبذلك انتهت حياة سلفادور إليندي بعد مسيرة حافلة بالنشاطات السياسية والتدرجات السياسية المختلفة .