سبب نزول سورة النجم وسبب تسميتها
سورة النجم: سورة (980) هي إحدى السور المكية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وقد قال كل من ابن عباس وقتادة أنها مكية باستثناء قوله تعالى (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة)، ويقال إنها نزلت في المدينة المنورة، ولكن الكثير من الناس يتفقون على أن جميع آياتها مكية.
يحتوي هذا السورة على 62 آية، 360 كلمة، و 1,405 حرفا، وهي السورة رقم 53 في ترتيب سور القرآن الكريم، ونزلت بعد سورة الإخلاص، وقد صرح ابن مسعود بأنها كانت أول سورة بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة.
سبب تسمية سورة النجم بهذا الاسم:
سميت سورة النجم بهذا الاسم لأنها ذكرت النجم فيها، وبدأت بالقسم بالنجم العظيم. فالله لا يقسم إلا بالأشياء العظيمة. وسميت والنجم بناء على الآية الأولى فيها، حيث قال ابن مسعود: `إن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد بها، فسجد القوم جميعا. ثم أخذ رجل كفا من حصباء أو تراب ورفعه إلى وجهه، وقال: `هذا يكفيني`. قال عبد الله: `لقد رأيته بعد قتل كافر`. وكان هذا الرجل هو أمية بن خلف. وقال ابن عباس: `إن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون`.
كما يشار إليها أيضا بـ (والنجم إذا هوى) كما ذكر زيد بن ثابت (أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ “والنجم إذا هوى” ولم يسجد) وكان ذلك في وقت آخر غير الوقت المذكور في روايتي ابن مسعود وابن عباس.
فضل قراءة سورة النجم:
تُعتبر سورة النجم من السور ذات الفضل العظيم، فقد نقل عن عليٍّ وعن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: هي سورة النجم (يا علي من قرأها أعطاه الله بكل آية قرأها نورًا، وله بكل حرف ثلاثمائة حسنة، ورفع له ثلاثمائة درجة).
سبب نزول سورة النجم:
– من أهم أسباب نزول سورة النجم أن المشركين قالوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يألف آيات القرآن الكريم، واتهموه بأنه إما شاعر أو مجنون، فأنزل الله تعالى السورة الكريمة حتى يتثبت لهم، أن القرآن الكريم من عند الله وأنه ينزلها على نبيه عن طريق الوحي.
– وقد نزلت احدى آيات السورة في اليهود، حيث قال ثابت بن الحرث الأنصاري: كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير ” هو صدّيق “، فبلغ ذلك النبي فقال : ” كذبت يهود ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه إلا أنه شقى أو سعيد ” فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية ( هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ في بُطُونِ أُمَّهَاتِك إلى آخرها) .
– وقد نزلت سورة النجم حتى تؤكد لمشركين أن الله وحده من يعلم الغيب، وانه لا يعلمون شيء عن المستقبل والغيبيات حيث قال تعالى (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى* وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى *أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى)، وقال بن عباس والسدي أنها نزلت في عثمان بن عفان حيث أنه كان كثير التصدق، فأخبره أخوه في الرضاعة أنه من كثرة الانفاق في سبيل الله سوف تنتهي كل امواله، فقال له عثمان أنه ينفق الاموال لان له الكثير من الذنوب وحتى يعفو عنه الله، فطلب منه أخه أنه إذا أعطاه ناقته بما تحمله سوف يتحمل عنه ذنوبه واعماله امام الله، فأعطاه عثمان اياها وقلل ما كان يتصدق به فنزلت الآية الكريمة.
قال مجاهد وابن زيد أن الآية نزلت في الوليد بن المغيرة، عندما اتبع دين الإسلام وتبعه أصحابه من المشركين الذين قالوا له: “لماذا تركت دين آبائك وأضللتهم وزعمت أنهم في النار؟.” فأخبرهم أنه يخشى عقاب الله. ثم أقنعه أحدهم أنه إذا أعطاه جزءا من ماله، فسوف يتحمل هو العذاب بدلا منه. فعاد إلى شركه الأولى وأعطى الرجل بعضا من المال، ثم منعه من ذلك. ونزلت الآية في هذا السياق.