السيرة الذاتية للصحابي الجليل زيد بن ثابت كاتب الوحي
نرحب اليوم بنجم من نجوم الإسلام وهو الصحابي الجليل زيد بن ثابت، الذي نشأ في مدرسة النبوة واستمد منها العلم والمعرفة. وهو كاتب الوحي وجامع القرآن الكريم، ويعد أكثر الصحابة معرفة بالفروض، وكان من أهل المدينة المنورة ومن بني النجار.
هذه هي السيرة الذاتية للصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه
اسمه و نسبه و التعريف به : هو زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة، وهو من الأنصار في المدينة المنورة من بني النجار، وزوجته هي أم العلاء الأنصارية وهي والدة ابنه المسمى خارجة بن زيد بن ثابت .
مولده : ولد الصحابي العظيم زيد بن ثابت في السنة الثانية عشرة قبل الهجرة، أي عام 611 بالتقويم الميلادي… وولد الصحابي العظيم زيد بن ثابت في المدينة المنورة .
اسلامه : عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجرا من مكة إلى المدينة، تابع الصحابي الجليل زيد بن ثابت مع أسرته وأسلم عندما كان عمره 11 عاما، وقد توفي والده قبل ست سنوات من ذلك في يوم البعثة. كان زيد مثقفا ومشهورا بتفوقه في العلم والحكمة. عندما بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم ينشر دعوته للعالم الخارجي ويرسل رسائله إلى ملوك الأرض والقياصرة، طلب من زيد تعلم بعض لغاتهم. وفي وقت قصير، تعلم لغة اليهود في نصف شهر والسريانية في سبعة عشر يوما. كان يكتب للرسول صلى الله عليه وسلم عندما يأمره بذلك، ويقرأ له إذا كتبوا للنبي صلى الله عليه وسلم شيئا. وأشتهر زيد بن ثابت بكتابته للوحي وحفظه للقرآن، وعندما ينزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يرسل إلى زيد ليكتبه أو يكتب بواسطة أبي بن كعب. وقرأ زيد رضي الله عنه على الرسول صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين. وقد سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت لأنه كتبها وقرأها للرسول، وشهد العروض الأخيرة وكان يتلوها للناس حتى وفاته. كما أشتهر زيد بن ثابت بأنه من أكثر الصحابة علما بالفروض، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “أفرض أمتي زيد بن ثابت”. وقال ابن سيرين “غلب زيد بن ثابت الناس بخصلتين، بالقرآن والفرائض .
جهاده : لم يشارك الصحابي الجليل زيد بن ثابت في غزوة بدر ولا في غزوة أحد، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوافق على مشاركته في هذه الغزوات بسبب صغر سنه وضآلة جسمه في ذلك الوقت، ولكنه بعد ذلك بدأ يشارك في الغزوات، وأول غزوة شارك فيها هي غزوة الخندق في السنة الخامسة من الهجرة، وشارك أيضا في معركة اليرموك .
فضله : زيد بن ثابت، صحابي جليل، كان له مكانة عظيمة بسبب معرفته العلمية وحفظه للقرآن وقراءته له على الوجه الذي أنزل به، مثل قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم. كان أيضا ملما جدا بالفروض وكان يكتب الوحي. أصبح محترما ومحترما من قبل المسلمين. في غزوة تبوك، حمل عمار بن حزم راية بني النجار أولا، ثم أخذها النبي صلى الله عليه وسلم منه وسلمها لزيد بن ثابت. فقال له عمار: `يا رسول الله! هل سمعت شيئا عني؟` فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم: `لا، ولكن القرآن أولى بالتقدير.` عندما كان عمر بن الخطاب يسافر إلى المدينة، كان يعين زيد بن ثابت بديلا له في القضاء. وكان زيد بن ثابت هو الذي قسم الغنائم في يوم اليرموك .
من تم تكليفه بجمع القرآن الكريم؟ ولماذا تم اختياره؟ ولماذا جمعوا القرآن؟
بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم ارتد كثير من المسلمون عن الاسلام و شُغِل المسلمون بحروب الردة، و في معركة اليمامة كان عدد الشهداء من حفظة القرآن كبيرا، فخاف عمر بن الخطاب ان يموت باقي حفظة القرآن فما أن هدأت نار الفتنة حتى قال عمر لابي بكر انه لابد من جمع القرأن قبل ان يموت بقية القراء و الحفاظ … فاختاروا زيد بن ثابت ليقوم بهذه المهمة لانه كان كاتب الوحي وحافظ لكتاب الله و قارئ للقرآن الكريم و قام زيد رضي الله عنه بالمهمة و أبلى بلاء عظيما فيها … و قال زيد بن ثابت رضي الله عنه كلمته المشهورة في جمع القرآن قال : « والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن » … كما قال : « فكنتُ أتبع القرآن أجمعه من الرّقاع و الأكتاف و العُسُب و صدور الرجال ». و أنجز زيد رضي الله عنه المهمة و جمع القرآن في أكثر من مصحف … و الحمد لله على هذا العمل الرائع … ثم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه كان الإسلام يستقبل كل يوم أناسا جددا عليه فخافوا الصحابة من تعدد المصاحف مع تعدد الالسنة فقرر عثمان والصحابة وعلى رأسهم حذيفة بن اليمان ضرورة توحيد المصحف، فقال عثمان: ” مَنْ أكتب الناس؟ “. قالوا: ” كاتب رسول الله زيد بن ثابت “. قال: ” فأي الناس أعربُ؟ “. قالوا: ” سعيد بن العاص “. و كان سعيد بن العاص أشبه لهجة برسول الله، فقال عثمان: ” فليُملِ سعيد و ليكتب زيدٌ فجمع زيد أصحابه و أعوانه و جاءوا بالمصاحف من بيت حفصة بنت عمر وباشروا مهمتهم الجليلة وجمعوا القرآن في مصحف واحد .
وفاته : توفي في السنة الخامسة والأربعين من الهجرة الموافقة لسنة 665 ميلاديا، في عهد معاوية بن أبي سفيان… وعند وفاته قال ابن عباس: `لقد دفن اليوم علم كثير`… وقال أبو هريرة: `مات حبر الأمة! ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خليفا` .