اسلامياتالقران الكريم

سبب نزول الآية ” وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون “

وما منعنا من إرسال الآيات، إلا أن الأولين كذبوها، وآتينا ثمود الناقة المبصرة فظلموا بها، ولم نرسل الآيات إلا لتخويفهم، كما هلاك من كان قبلهم من الأمم. قال ابن عباس: سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا، وأن ينحي الجبال عنهم فيزرعوا، وقيل له: إن شئت أن نستأني بهم، وإن شئت أن يأتيهم الذي سألوا، فإن كفروا هلكوا، كما هلكت الأمم التي كانت قبلهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا، بل أستأني بهم.” وأنزل الله تعالى: “وما منعنا أن نرۡسل بٱلۡأٓيـٰت إلآ أن كذب بها ٱلۡأولون

سبب نزول الآية:
وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] صاح رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم على أبي قبيس: «يا آل عبد مناف إني نذير» فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم، فقالوا: تزعم أنك نبي يوحى إليك وإن سليمان سخر له الريح والجبال، وإن موسى سخر له البحر، وإن عيسى كان يحيي الموتى، فادع اللّه أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهاراً فنتخذ محارث فنزرع ونأكل، وإلا فادع اللّه أن يحيي لنا موتانا لنكلمهم ويكلمونا، وإلا فادع اللّه أن يصير لنا هذه الصخرة التي تحتك ذهباً فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف، فإنك تزعم أنك كهيئتهم. قال: فبينما نحن حوله إذ نزل عليه الوحي فلما سري عنه قال: «والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم، ولو شئت لكان، ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فلا يؤمن منكم أحد، فاخترت باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم، وأخبرني أنه إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم أنه يعذبكم عذاباً لا يعذبه أحد من العالمين»، ونزلت: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ}، وقرأ ثلاث آيات.

تفسير الآية:
{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ}: وعن ابن عباس قال، قالت قريش للنبي صل اللّه عليه وسلم: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهباً، ونؤمن بك قال: «وتفعلون؟» قالوا: نعم، قال: فدعا فأتاه جبريل، فقال: «إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهباً، فمن كفر بعد ذلك عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين، وإن شئت فتحت لهم أبواب التوبة والرحمة» فقال: «بل باب التوبة والرحمة»

ولهذا قال تعالى: لم نمنع أنفسنا من إرسال الآيات، أي نبعث الآيات ونأتي بها استجابة لطلب أمتك. لكن الأمر ليس صعبا بالنسبة لنا، إلا أن الأجيال السابقة رفضتها وكذبت عليها. تكررت هذه السنة فيما يتعلق بهم وبأمثالهم، حيث لم يكن لديهم تأخير في رفض الآيات بعد نزولها. وقد قال الله تعالى في سورة المائدة: `قال الله إني منزلها عليكم، فمن يكفر بعد ذلك منكم، فإني سأعذبه بعذاب لا يعذب به أحد من العالمين`. وقد قال الله تعالى عن قوم ثمود عندما سألوا عن الناقة: `تمتعوا في دياركم ثلاثة أيام، وهذا وعد غير مكذوب`.

{وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا}: أي دالة على وحدانية الخالق وصدق رسوله، فمن كفر بها ومنع شربها وقتل صاحبها فقد ظلم، وأبادهم الله عن آخرهم وانتقم منهم بقوة وقوله تعالى: “وما نرسل بالآيات إلا تخويفا”، وقال قتادة: إن الله تعالى يخوف الناس بما شاء من الآيات لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى