رثاء الخنساء لاخيها صخر
الخنساء هي شاعرة عاشت في عصر الجاهلية والإسلام وانتشر شعرها الرثائي، إذ رثت أخويها صخر ومعاوية اللذان قتلا في الجاهلية، وقد أطلق عليها لقب الخنساء بسبب شكل أنفها، ولكن اسمها الحقيقي هو تماضر بنت عمرو السلمية، وكانت من أشهر شعراء العرب في عصرها، وربما يكون السبب في ذلك هو ما مرت به من مآسي وأحزان.
من هي الخنساء
تماضر بنت عمرو السلمية هي شاعرة، وكانت مشهورة قبل الإسلام بشعر الرثاء، وخاصةً الشعر الذي رثت فيه أخويها صخر ومعاوية. ولكن بعد الإسلام، اشتهرت بشعرها الذي يدافع عن الإسلام والمسلمين، وفي مدح الرسول عليه الصلاة والسلام.
عاشت هذه المرأة لمدة تقارب السبعين عامًا، وأسلمت في السنة الثامنة من الهجرة، وكانت في سن كبيرة في ذلك الوقت، وعندما أسلمت تغير شعرها بشكل كبير.
تزوجت هذه المرأة مرتين في الجاهلية، وأنجبت كل أولادها من الذكور. كانت دائما تحث أبنائها على الجهاد في سبيل الله، ولكنهم استشهدوا جميعا في معركة القادسية، وهم عمرة ومعاوية ويزيد وعمرو. وعلى الرغم من أن وفاتهم كانت مصدمة لها، إلا أنها كانت قوية واحتسبتهم عند الله. بعد رثاء أخويها بعد مقتلهم، أبدت امتنانها لله على استشهادهم
الحمد لله الذي شرّفني بقتلهم، وأتمنى أن يجمعني الله معهم في مستقر رحمته.
كانت هي الخيار الأول لدى الكثير من الشعراء عندما سئلوا عن أفضل شاعر في عصرها، وكان من بين هؤلاء النابغة الذيباني الذي وصفها بأنها أشعر الجن والإنس.
– كان الرسول عليه الصلاة والسلام يطلب منها قراءة الشعر عليه وعندما يسمعه كان يمدحها ويثني عليها.
رثاء الخنساء لأخيها صقر
اعيني جيداً ولا تتجمدا، ولا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميل… ألا تبكيان الفتى السيدا
طويل النجاد، رفيع العماد. أمردته أشياء سوداء عشيرته
إذا مدَّ القومُ أيديهم بإخلاص، إلى المجدِ مدَّ يدَك إليهم
إذا توحدوا وعملوا بأيديهم… سيكونون قادرين على التميز والتفوق
يحمله الناس مهما كان حجمهم، وإن كانوا الأصغر سناً
وإذا ذكر المجد ألفيته… فليتعاضد معه المجد ثم يرتديه
أيا صخرًا، إن بكيت عيناي فإنما كانت لأنك أضحكتني طويلاً في الماضي
أنت الحياة التي دفعتني إلى الخطوبة… فمن يد فعل الخطبة الجليلة
إذا كان البكاء على القتيل شيئًا مشينًا … فإن بكائكِ جميلٌ كحسن
يذكرني طلوع الشمس بالصخرة، وأذكرها في كل غروب للشمس
لو لم يكن هناك الكثير من الباكين حولي…لما قتلت نفسي بأيدي إخوانهم
ومع ذلك، ما زلت أرى الأمل والتفاؤل، ويناديني الأمل ليوم أفضل
كلتاهما تبكي أخاها. . . عشية رزئه أو غب أمس
لا يوجد شيء يبكيني مثل فقد أخي، لذا أسلي نفسي من الحزن والأسى
في يوم الوداع والفراق، ودعت صخرًا… أبي حسان لذتي وأنسي
يمكن أن يكون في الضريح في الصباح والمساء، وهو محبوب مني ومن أمي
هل وجدت قـذى بعينيك أم بالعين ترى خطيئتك، أم أصبحت الأرض قاحلة بعد رحيل سكانها؟
كأن عيني تذكره عندما يعترضني… ينساب فيض على خدي بسخاء
تبكي الخناس على الصخر ولها الحق، لأن الدهر ربطها بالمشقة، فإن الدهر مضر
تتطلب الأحوال المختلفة صرف الميتة، وتتغير الحياة باستمرار
أيها الصخر الذي ينبع منه الماء… يا أهل الموارد الذين ليس لديهم نقيب
وإذا صخرة تحامينا وسيدنا… وإذا صخرة متحركة لنهاري
إن صخرةً يمكن أن تتمم الهداة بها، كما لو كانت تحمل نارًا في رأسها
لم يتأثره جار يمشي بطاحتها… لا ريبة حين يترك بيته الجار
تبقى الثأرية حيةً، كأنها وراء جدارٍ متجمدٍ،ولم تستسلم للزمن
طلق اليدين بفعل الخير معتمد، ويتضخم الإنجاز بالأعمال الصالحة
حـــمال القوات المسلحة، طيار في الجيش الجوي، شاهد لأندية، مقاتل للجيش
وقالت أيضا في رثاء أخيها صقر
ذكرْتُ أخي بعدَ نوْمِ الخَليّ
ذكرتُ أخي بعد نوم الخلية … فانحدر الدمع مني انحداراً
وخيل لبست لأبطالها شليلا… ودمرت قوما دمارا
يتم تصيد ريعانها بالرمح، ويتم تضييق الكبش عليها بشكل كامل
فأغارا وحمت القوم تحت الوغى… وأرسلت مهرك فيها
اليقين والتحسب هما قوافل… إذا توافقت الأمور وساد الهدوء
وهذا في الجد مكروه، وفي السلم تُلهو وتُرخي الإزراء
هاجرة حرَّها صاخِدٌ… جَعَلْتَ رِداءَكَ فيها خِمارًا
لتدرك مصيرك عن قرب… وتكسب الثناء وتحمي سمعتك
تزيد السنان وتقلل الكمية كما المرجل عندما يفرغ الطباخ
تغطي الخيول حياض النجيع وتعطي الجزيل وترد العشارا
كان القتود، إذا شدت، على ذي وسوم تباري صورا
تمكّنُ في دفءِ ارطائهِ …أهاجَ العَشِيُّ عَلَيْهِ فَثارَا
عندما شاهدت فدار ترى سربها… أحس بقرب قناص وطار بسرعة
تشقق سرباله هاجرًا من الشدة عندما وجدت الفِرارَا
فأصبح يستهدف أبطالها… وينضغط الماء منه بشدة