دور العمانيين في نشر الإسلام بالهند
لعب العمانيون دورا مهما في نشر الإسلام في العديد من مناطق العالم، ويرجع ذلك إلى العلاقات القديمة التي كانت للعمان مع العديد من المناطق، مثل شرق أفريقيا والهند والصين، بسبب النشاط الاقتصادي الكبير في هذه المناطق من العالم. سيتم مناقشة دور أهل عمان في نشر الإسلام في الهند في هذه المقالة، بالإضافة إلى تحديد تلك العوامل التي ساعدت في نشر الدين الإسلامي في الهند .
عوامل ساعدت في نشر الإسلام بالهند :- وجود الاتصال بين عمان والهند يُعزى إلى عدة عوامل رئيسية، من بينها:
يعزى الجوار الحميم بين عمان والهند إلى وجود السلطنة قبالة السواحل الهندية، حيث لا يوجد وسيلة أخرى للوصول إلى الهند سوى المحيط الهندي، وهذا جعل من عمان بوابة الهند إلى الخليج وحتى إلى الجزيرة العربية بأكملها، ولقد تعززت العلاقات بين البلدين منذ القدم بفعل هذا الجوار الوثيق .
2- بالنسبة للحركات التجارية :- – دائما كانت الحركات التجارية والنشاط الاقتصادي مستمرة بين عمان والهند، حيث كانت السفن تجوب المحيط الهندي ذهابا وإيابا بين البلدين، وكانت الهند في حاجة ماسة لتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع بلاد العرب بشكل عام وعمان بشكل خاص، وذلك لأن الهند كانت تحتاج بشدة إلى اللبان الذي يستخدم في صناعة البخور، والذي تشتهر به منطقة الظفار عالميا.
تحتاج أيضا إلى الحصول عليها من التجار العمانيين في شرق أفريقيا، بالإضافة إلى الحصول عليها من سلطنة عمان، وذلك أثناء شرائها للأقمشة والأقطان والتوابل المتنوعة، وكذلك العديد من أنواع العطور والمواد الزراعية والصناعية من الهند .
دور أهل عمان من نشر الإسلام بالهند :- كما معروف، تحتاج إلى منافسة قوية للسيطرة على الطرق التجارية البحرية بين الهند وعمان، بالإضافة إلى ضرورة تأمينها بشكل جيد، حيث تتعرض القوارب العمانية لهجمات القراصنة الهنود بين الحين والآخر، مما دفع الأئمة العمانيين إلى توفير الحماية لأنشطتهم التجارية من خلال أسطول حربي قوي يمكنه التصدي لهجمات القراصنة الهنود .
و لهذا فقد قام الإمام غسان بن عبد الله اليحمدي ، و ذلك في خلال عام مائة ، و أثنان ، و تسعون هجرياً بالقيام بإنشاء أسطولاً بحرياً قوياً ، و مسلحاً من أجل توفير الحماية للشواطئ العمانية ، هذا إلى جانب تأمين الطريق البحري من هجمات القراصنة ، و قد وصل هذا الأسطول البحري ، و كان هذا تحديداً في عهد الإمام مهنا بن جيفر اليحمدي .
يعود ذلك إلى فترة الزمن بين القرن الثالث والعشرين الهجري وحتى القرن السابع والثلاثين الهجري، وكان هناك أسطول ضخم يتألف من حوالي ثلاثمائة سفينة حربية مسلحة بدرجة عالية من العدة والتجهيزات .
و قد تمكنت جميع تلك العوامل من تعزيز العلاقات بين الهند وعمان. وقد تمكنت أيضا من دفع العمانيين إلى الاستقرار، وجذب الكثير من التجار العمانيين إلى هذه الأرض. وكان الدعوة إلى الدين الإسلامي ونشره بين سكانها هو السبب الرئيسي لذلك، بالإضافة إلى الدعاة الذين كانوا يأتون إلى الهند بغرض التجارة أو الدعوة إلى الإسلام. ومن الواضح أيضا أن أخلاق المسلمين الرفيعة ومعاملتهم الحسنة كانت من بين العوامل الأساسية التي ساعدت في نشر الإسلام بين الهنود