دور السمنة في زيادة احتمالية التدخين وصعوبة الإقلاع عنه
وفقًا لدراسة حديثة، فإن السمنة مرتبطة بزيادة خطر التدخين، وزيادة مستوى التدخين وشدته أي “عدد السجائر المدخنة في اليوم .
تزيد السمنة من احتمالية التدخين وتجعل من الصعب الإقلاع عنه
وجدت دراسة نشرت من قبل BMJ في السادس عشر من مايو الجاري، أن السمنة ترتبط بزيادة خطر التدخين وتكرار التدخين ” عدد السجائر المدخنة في اليوم “، وهذه النتائج تشير بقوة إلى أن السمنة تؤثر على سلوك التدخين، والتي يمكن أن يكون لها آثار على التدخلات الصحية العامة التي تهدف إلى الحد من انتشار عوامل الخطر الهامة بحسب ما يؤكد الباحثون .
العلاقة بين زيادة الوزن وبدء التدخين
من المعروف أن المدخنين لديهم وزن أقل في المتوسط من غير المدخنين، ولكنهم يميلون إلى زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين، ومع ذلك فإن المدخنين النشطين الذين يدخنون بشكل مكثف يميلون إلى زيادة الوزن أكثر من المدخنين الخفيفين، في حين أن هذا قد يكون بسبب عوامل أخرى في نمط الحياة، مثل عدم النشاط البدني والنظام الغذائي غير الصحي، إلا أنه من الممكن أيضا أن تكون السمنة هي من تؤثر على امتصاص التدخين وشدته .
تشير الأدلة الجينية في الواقع إلى وجود أساس بيولوجي مشترك محتمل للسلوكيات الإدمانية، مثل إدمان النيكوتين وزيادة تناول الطاقة، وإذا تم إثبات أن السمنة تؤثر على سلوك التدخين، فستكون لذلك آثار على استراتيجيات الوقاية التي تهدف إلى الحد من هذه العوامل الخطرة الهامة .
ما قام به الباحثون
لفهم هذه التفاعلات بشكل أفضل، أجرى فريق من الباحثين في فرنسا والمملكة المتحدة دراسة لتحديد ما إذا كانت العلامات الجينية المرتبطة بالبدانة تؤثر مباشرة في سلوك التدخين أم لا. قام الباحثون بتحليل المتغيرات الجينية المعروفة التأثير على مؤشر كتلة الجسم (BMI) ونسبة الدهون في الجسم ومحيط الخصر لحوالى 450,000 فرد. استخدموا قاعدة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة واتحاد شركات التبغ والوراثة (TAG)، واستفادوا من تقنية تسمى العشوائية المندلية (Mendelian randomisation) .
تحليل المعلومات الوراثية بهذه الطريقة يتجنب بعض المشاكل التي تواجه الدراسات التقليدية التي تعتمد على الملاحظة، مما يجعل النتائج أقل تأثرا بالعوامل غير المعقولة وبالتالي يصبح من المرجح أن تكون موثوقة. ومن المرجح بالتالي أن تعكس العلاقة التي تم ملاحظتها باستخدام العشوائية المندلية علاقة سببية. تم تقييم ثلاثة مقاييس لسلوك التدخين في الدراسة: التدخين الحالي والسابق، وعدد السجائر التي يتم تدخينها في اليوم، وسن بدء التدخين. كان متوسط عمر المشاركين في الدراسة 58 عاما .
نتائج الدراسة
أظهرت النتائج أن زيادة كل 4.6 كجم/متر مربع في وزن الجسم مرتبطة بزيادة خطر التدخين بنسبة 18% في بنك بيوبنك بالمملكة المتحدة، وزيادة خطر التدخين بنسبة 19% في بيانات اتحاد شركات التبغ والوراثة (TAG). ويقدر أن زيادة كل وحدة في مؤشر كتلة الجسم تزيد تردد التدخين بمقدار سيجارة واحدة يوميا بنسبة 0.88 في بنك المملكة المتحدة الحيوي، وبنسبة 1.27 في اتحاد TAG. وتشير النتائج إلى وجود نمط مشابه لنسبة الدهون في الجسم ومحيط الخصر، وذلك لكل من الرجال والنساء .
ويشير الباحثون إلى أنه مثلما يحدث في أي تحليل عشوائي لـ “مندلين”، تم وضع العديد من الافتراضات، ولا يمكنهم استبعاد احتمال أن العوامل الاجتماعية والديموغرافية قد أثرت على النتائج، وعلى الرغم من ذلك، يشير الباحثون استنادا إلى بيانات وراثية شاملة من حوالي 450,000 فرد إلى أن دراستهم توفر أدلة على أن الاختلاف في مؤشر كتلة الجسم وتوزيع الدهون في الجسم يؤثران بشكل سلبي على جوانب مختلفة من سلوك التدخين، بما في ذلك خطر البدء بالتدخين وشدة التدخين والإقلاع عنه. ويقدمون استنتاجا آخر يشير إلى أن هذه النتائج تسلط الضوء على دور السمنة في التأثير على بدء التدخين والإقلاع عنه، وهو ما يمكن أن يؤثر على التدخلات الصحية العامة التي تهدف إلى الحد من انتشار هذه العوامل الخطر الهامة .