دور البروبيوتيك في القضاء على الحساسية الموسمية
تعتبر الحساسية الموسمية من الأمراض الأكثر انتشارا بين الناس، حيث تحدث في أوقات معينة من العام ولا يمكن للمريض التخلص منها بسهولة، وأشار العديد من العلماء إلى دور البروبيوتيك في القضاء على الحساسية الموسمية، إذ إنها جيدة جدا لصحة الإنسان والأمعاء والصحة العقلية، وسوف نسلط الضوء في هذا المقال على آلية عمل البروبيوتيك وتأثيرها على الحساسية الموسمية.
نبذة عن البروبيوتيك :
البروبيوتيك هي البكتيريا النافعة الموجودة في الجسم ، و هناك أنواع عديدة من هذه البكتيريا ، من أشهرها اللاكتوباسيلس و بيفيدو باكتيريوم ، و يمكن الحصول عليها من خلال تناول بعض الأطعمة مثل الزبادي ، و بعض أنواع الجبن ، و أفضلها الجبنة الناعمة ، و منتجات الألبان الأخرى التي تحتوي على البروبيوتيك ، مثل الكفير و هو مشروب هندي ، و الملفوف المخلل ، و الكيمتشي و هو طعام صيني.
نبذة عن الحساسية الموسمية:
الحساسية الموسمية أو حمى القش أو التهاب الأنف التحسسي الموسمي ، و هي عبارة عن أعراض لنوع معين من الحساسية يحدث في أوقات محددة من العام ، و تتمثل تلك الأعراض في نوبات من العطس ، و السعال ، و السيلان ، أو حكة الأنف و العينين ، أما عن الأسباب التي تؤدي لانتشار الحساسية الموسمية بين الناس فمنها تعرض و استنشاق الأشخاص للمحفزات التي تعد أكثر شيوعاً للحساسية و هي العشب ، و حبوب اللقاح ، و الأبواغ الفطرية التي تعيش عادةً في الأماكن الرطبة مثل الحمامات ، و المطابخ ، و السراديب التي تقع في الطوابق السفلية من بعض المنازل ، و كذلك على الجذوع المتعفنة و الأوراق المتساقطة ، عندما يُصاب الشخص بالحساسية الموسمية يقوم الجهاز المناعي في جسمه بإطلاق بعض المواد الكيميائية إلى مجرى الدم كرد فعل لدخول غبار الطلع أو الأبواغ الفطرية ، و من أهم المواد الكيميائية التي يُطلقها الجسم مادة الهيستامين (Histamine) ، مما يسبب ظهور أعراض رد الفعل التحسسي في الجسم.
دراسة توضح دور البروبيوتيك في القضاء على الحساسية الموسمية:
أجرى فريق من الباحثين، بإشراف الدكتور جوستين تيرنر، جراح الأذن والأنف والحنجرة في مركز Vanderbilt University الطبي في ناشفيل بولاية تنيسي، دراسة لاستكشاف تأثير البروبيوتيك على الحساسية الموسمية. تمت هذه الدراسة من خلال إجراء حوالي 23 تجربة عشوائية تضم 1900 شخص يعانون من الحساسية الموسمية. تم دعم هؤلاء الأشخاص بتناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، وكانت النتائج تشير إلى تحسن ملحوظ في 17 تجربة من أصل 23 تجربة وتغلبها على الحساسية.
تم نشر تلك الدراسة في مجلة المنتدى الدولي للحساسية والروماتيزم، وأظهرت النتائج تحسن أعراض الأشخاص المصابين بالتحسس الموسمي الذين تناولوا البروبيوتيك أو الأغذية المدعمة بالبروبيوتيك. ومع ذلك، بسبب التباين في الجرعات التي تم إعطاؤها للمرضى، لم يتمكن الأطباء من تحديد جرعة محددة لجميع المرضى. وبالتالي، توقفت استجابة المرضى للعلاج وفقا لحالتهم الصحية ومناعتهم. قدم الأطباء العديد من النصائح والإرشادات للوقاية من التحسس الموسمي، بما في ذلك مراقبة تعداد غبار الطلع، وإبقاء نوافذ وأبواب المنزل مغلقة، والاستحمام بعد العودة من الخارج، وارتداء قناع واق عند جز العشب أو القيام بأي أعمال خارج المنزل.