دروس مستفادة من قصة الاسراء والمعراج
تعتبر رحلة الإسراء والمعراج من أعظم الأحداث وأهمها في تاريخ الدين الإسلامي، بل تعد من أهم الأحداث التي حدثت لسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بسبب الدروس والعبر التي يمكننا استخلاصها وتعلمها من هذا الحدث العظيم .
نبذة عن قصة الاسراء والمعراج :- قصة الإسراء والمعراج تعتبر إحدى معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي تلك الليلة أراد الله سبحانه وتعالى أن ينقلب نبي الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن أصابه الحزن، بالإضافة إلى أن قلبه امتلأ بالثقة بالله وتعزيز قوته.
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصف رحلة الإسراء إلى المسجد الأقصى بركوبه دابة تسمى دابة البراق، ووصفها بأنها دابة طويلة ذات لون أبيض، وأنها ليست بحمار ولا ببغل، بل تقع بين الاثنين، وأنه طار بها إلى المسجد الأقصى وربطها عند الباب ثم صلى بها ركعتين .
بعد الإسراء، قام سيدنا جبريل عليه السلام بالعروج بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السموات السبع، حيث مر بالسماء الأولى والثانية، ووصل أخيرا إلى السماء السابعة التي كان بها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام. وفي تلك الليلة، فرض الله سبحانه وتعالى الصلوات الخمس على المسلمين .
دروس مستفادة من قصة الاسراء والمعراج :- يحتوي قصة الإسراء والمعراج على العديد من الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها وتعلمها، ومن بينها:
1- وحدة الأنبياء ، و الرسالات في الدعوة إلى الله جل شأنه علاوة على إظهار القصة لإمامة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء مما يعني ختم الرسالات السماوية بالدين الإسلامي ، و أن إمام الرسل هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مما يعد أعظم دليل على قيادة الدين الإسلامي للأمم .
يتم التعريف بقدرة الله التي لا حدود لها والتي أسرت الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ثم عرجت به إلى سدرة المنتهى عبر السماوات السبع، ثم عاد به مرة أخرى إلى بيت المقدس ليؤدي صلاة الأنبياء بجميع الأنبياء، وبعد ذلك عاد إلى بيته في مكة المكرمة ليجد فراشه دافئا، مما يؤكد أن الزمان والمكان من صنع الله، وأنه سبحانه قادر على إيقاف الزمن وطي المكان لمن يشاء من عباده .
3- الإشارة إلى ضرورة الاعتقاد بوحدة رسالة السماء، بالإضافة إلى تعزيز الأخوة بين الأنبياء والمرسلين وبين جميع الناس، فهذه قيم إسلامية أكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال صلاته في المسجد الأقصى .
4- التأكيد على حرمة كل من مكة المكرمة والمسجد الأقصى، فقد أخبرنا أبو ذر رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد أقيم على الأرض، فأجاب: `المسجد الحرام`، ثم سأل عن المسجد التالي، فأجاب: `المسجد الأقصى`، فسألته عن المدة بينهما، فقال: `أربعون سنة`، وروى هذا الحديث البخاري ومسلم وأحمد.
فمن المعروف أن كلاً من الكعبة المشرفة ، و المسجد الأقصى قد تم بناؤهما قبل خلق الإنسان ببلايين السنين ، و من هنا نستنج أن هذان المكانان كانا لمن يعبد الله تعالى وحده بغير شريك أو شبيه أو منازع ، و بالتالي لا يمكن نسب المكانان غلى دين غير دين الإسلام ، و هو الدين الوحيد الذي يؤمن أتباعه بكل الأنبياء ، و الرسل دون أدنى تفريق ، و لهذا السبب فإن الله جل شأنه لا يرضى من عباده ديناً غير الإسلام .
4- تأكيد أهمية الصلاة، والتي فرضت مباشرة من المولى عز وجل على خاتم الأنبياء ورسله صلى الله عليه وسلم، بمعنى أنها تعتبر تلك السلم التي يتسلقها المسلم الفرد في حالة أدائه لحقها بالخشوع والاطمئنان لكي يشعر بلذة الاستماع إلى الله تعالى في صلاته، بالإضافة إلى أن السعي إلى أدائها في كل من صلاة العشاء والفجر يمثل سفر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يؤكد ذلك على الإيمان بالغيبيات المطلقة التي أعلن عنها القرآن الكريم، بما في ذلك الإيمان بالله تعالى والملائكة والكتب والرسل، بالإضافة إلى حتمية الآخرة والحساب والجزاء والجنة والنار والميزان والصراط .
6- تأكيد القصة على أن الابتلاء من أحد السنن التي يتعرض لها أصحاب الدعوات، وذلك في أي مكان أو زمان، وأنها وسيلة للتطهير والتذكير للنفس الإنسانية، ومن هنا يجب على كل مسلم أن يلجأ إلى المولى عز وجل في كل محنة بثقته التامة بأن حبل الله جل شأنه قوي لا ينقطع أبدا ما دام المسلم يعتمد على ربه بحق التوكل، بالإضافة إلى تأكيد أن هناك بعدا للصعوبة .
7- الدلالة على تلك المكانة العظيمة للمسجد الأقصى عند الله جل شأنه فهو عبارة عن هذه الأرض المباركة ، و التي تعتبر بمثابة مقياساً لعز الأمة الغسلامية أو ذلها فإن كانت محررة فهذا يعني أن المسلمون أعزة أما إذا كانت مغتصبة أو محتلة فذلك يعني أن المسلمين أذلة بالعلاوة إلى كونها أرض الحشر ، و الرباط ، و أرض الجهاد إلى يوم الدين .
8- الإيمان بوقوع معجزة الاسراء والمعراج بكل من الروح ، و الجسد معاً ، و في حالة من اليقظة الكاملة مع التأكيد ، و الإيمان الكامل على صدق كل ما رأى رسول الله صلى الله عيله وسلم طيلة هذه المعجزة ، و من بينها بعث المولى جل شأنه لكل من الأنبياء ، و المرسلين السابقين ، و لقائه بهم ، و حديثه معهم .
9- التاكيد على النعيم الذي يلقاه المكرمون من أهل الجنة لدى ربهم مع التأكيد على هول العذاب الذي يلقاه المشركين ، و المتجبرين ، و أهل السيئات لدى ربهم مثال الزناة ، و مانعي الزكاة ، و أصحاب الغيبة ، و النميمة ، و ما إلى ذلك من معاصي ، و مفاسد سلوكية قد يقع بها الإنسان ، و تؤدي به إلى العذاب .