دراسة نفسية : جودة الصوت يمكن أن تنتصر على مضمون الكلام
عندما يستمع الناس إلى تسجيلات أحد العلماء الذين يعرضون أعمالهم في مقاطع فيديو، فإن جودة الصوت وأسلوب الإلقاء وطريقته يؤثران بشكل كبير على مدى قبول الناس لما يسمعونه .
دراسة نفسية : يمكن لجودة الصوت أن تكون أهم من مضمون الكلام
أصبح فصل الحقيقة عن الخيال في عصر الحقائق البديلة أمرا صعبا بشكل متزايد، والآن ساعدت دراسة جديدة في الكشف عن السبب، فقد وجد البحث الذي أجرته الدكتورة إيرين نيومان من الجامعة الوطنية الأسترالية ( ANU )، أنه عندما يستمع الأشخاص إلى تسجيلات أحد العلماء الذين يعرضون أعمالهم، فإن جودة الصوت وطريقة الإلقاء والأسلوب يكون لهم تأثير كبير على ما إذا كان الناس يصدقون ما كانوا يسمعونه أم لا، بغض النظر عن هوية الباحث، أو مضمون ما كان يتحدث عنه .
تصريحات قائدة البحث الدكتورة إيرين نيومان
قالت الدكتورة إيرين نيومان من كلية أبحاث علم النفس التابعة للاتحاد الوطني للاستقلال: `تؤكد نتائج هذه الدراسة أنه عندما يتعلق الأمر بنقل المعرفة، يمكن لجودة الصوت وأسلوب العرض أن يكونا أكثر تأثيرا من جوهر ومحتوى الكلام`. وتواصل الدكتورة نيومان قائلة: `عندما يقيم الأشخاص مصداقية المعلومات، عادة ما يستندون إلى شعورهم تجاه شيء ما، وكشفت نتائجنا أن الأشخاص اعتبروا الباحث غير ذكي عندما كانت جودة الصوت سيئة، وبالتالي لم يعجبوا به كثيرا، وجدوا أن بحوث ومعلومات هذا الباحث أو العالم أقل أهمية من غيرها .
حول الدراسة
أولا : التجربة الأولى: على باحثين غير معروفين
استخدمت هذه الدراسة الجديدة ” التجارب “، حيث شاهد الناس مقاطع فيديو لبعض العلماء والباحثين الذين يتحدثون في المؤتمرات المختلفة، حيث سمعت مجموعة من المشاركين التسجيلات في صوت عالي الجودة وواضح، في حين أن المجموعة الأخرى سمعت نفس التسجيلات مع صوت منخفض الجودة، وبعد ذلك طلب الباحثون من المشاركين في الدراسة تقييم الباحثين والعلماء الذين شاهدوهم للتو وتقييم عملهم وما قدموه، وقد قيم أولئك الذين قاموا بالاستماع إلى الصوت رديء الجودة باستمرار العلماء على أنهم أقل ذكاء وأبحاثهم أقل أهمية من غيرهم .
التجربة الثانية : على علماء مشهورين
في تجربة أخرى، أقام الباحثون تجربة مشابهة، حيث قاموا بزيادة مستوى الرهان وأجروا نفس التجربة باستخدام علماء مشهورين يناقشون أعمالهم في البرنامج الإذاعي الشهير “الجمعة” في الولايات المتحدة. وهذه المرة، تم تضمين تسجيلات صوتية للعلماء يتم تقديمهم بمؤهلاتهم وانتماءاتهم المؤسسية، وصرحت الدكتورة نيومان قائلة: “لم يحدث أي اختلاف، فقد فقد العلماء وأبحاثهم المصداقية فور خفض جودة الصوت فجأة .
استنتاجات الباحثين في هذه الدراسة
كما هو الحال مع التجارب الأولى التي أجراها العلماء في هذه الدراسة، اعتقد المشاركون الذين استمعوا إلى الصوت الرديء، أن مقطع الفيديو الذي يتحدث عن بحث ما كان أسوأ، وأن العلماء كانوا أقل كفاءة، وأبلغوا أيضا أنهم وجدوا أعمال هؤلاء العلماء أقل إثارة للاهتمام، وقالت الدكتورة نيومان أنه في الوقت الذي يكافح فيه العلم الأصيل بسبب هذا الكم الهائل من الأخبار المزيفة والحقائق البديلة، يحتاج الباحثون إلى النظر ليس فقط في محتوى رسالتهم، بل إلى ميزات وطريقة التقديم .
وتابعت نيومان حديثها قائلة : أظهرت دراسة حديثة أن المعلومات الكاذبة تنتشر بسرعة أكبر بست مرات من المعلومات الحقيقية على تويتر، وتشير نتائجنا إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بمن تكون أنت وماذا تقول، بل يتعلق أيضًا بكيفية عرض المحتوى الذي يتم تقديمه .
العلماء والباحثون الآخرون الذين شاركوا في هذه الدراسة
شارك في تأليف هذه الدراسة بجانب الدكتورة إيرين نيومان البروفيسور نوربرت شوارتز من جامعة كاليفورنيا، وجدير بالذكر أنه قد تم نشر ورقة بحثية لهذه الدراسة في مجلات علوم الاتصالات ” the journals Science Communication ” .