الأخبار المزيفة تكتيك لشن الحروب دون إطلاق رصاصة واحدة
وفقا لدراسة جديدة، فإن الدعاية ونشر المعلومات والإشاعات عن طريق ” الأخبار المزيفة “، هي إحدى الطرق التي يمكن للأمة أن تشن بها الحرب دون إطلاق رصاصة واحدة، وفي هذه الدراسة التي تسرد تكتيكات التخريب والإكراه، حينما تقوم دولة ما باحتجاز الدول المجاورة عن قصد من أجل النهوض بمصالح سياستها الخارجية .
تعتبر الأخبار المزيفة تكتيكًا لشن الحروب دون الحاجة لإطلاق رصاصة واحدة
إن الدعاية عن طريق ” الأخبار المزيفة ” هي إحدى الطرق التي يمكن للأمة من خلالها شن حرب دون إطلاق رصاصة واحدة، وذلك من خلال تكتيكات التخريب والإكراه، حيث تقوم دولة ما بقصد جعل الدول المجاورة ضعيفة من أجل تعزيز مصالحها في السياسة الخارجية، وذلك وفقا لدراسة جديدة نشرتها جامعة برينستون، فعلى سبيل المثال، من دون الاستيلاء على أي إقليم في شرق أوكرانيا، جعلت روسيا أوكرانيا غير مرغوب فيها وغير قابلة للحكم من خلال إثارة المعارضة ومساعدة الانفصاليين، وهذا هو شكل من أشكال التخريب يستخدم لعرقلة الحكم في بلد ضعيف .
حول الدراسة
تستخدم الدراسة التي نشرت في مجلة International Organization، تحليلا إحصائيا لـ 78 دولة على مدار 50 عاما، وتكشف النتائج أن عددا من الدول قد تدهورت السلطة فيها بسبب الدول المجاورة لها، مما أبقى الدول الضعيفة ضعيفة منذ الحرب الباردة، إن تصرفات هؤلاء ” الجيران المعادين ” له عواقب وخيمة على الدول الضعيفة من حيث الأمن و النمو الاقتصادي ورفاهية المواطن، وتحث هذه الدراسة صانعي السياسات والمحللين في المجتمعات الاستخباراتية والدبلوماسية والعسكرية، على التفكير في ما وراء النزاع في إطار عادل بحت من بلد إلى بلد .
إن الواقع أكثر تعقيدا حيث أن الجهات الفاعلة المحلية، مثل الانفصاليين في أوكرانيا، غالبا ما يكونوا بمثابة وكلاء لدولة أخرى مثل روسيا، وهذا النوع من فن الحكم لا يتضمن القوة أو الحرب، علاوة على ذلك، وبالنظر إلى اللاعبين الخارجيين المعنيين، فإن ضعف الدولة مسألة داخلية محدودة .
تستند التصريحات إلى دراسة قامت بها ميليسا إم لي
قالت الأستاذة المساعدة في السياسة والشؤون الدولية في جامعة وودرو ويلسون برينستون، الكاتبة الرئيسية ميليسا إم لي، بشأن الشؤون العامة والدولية: `يمكن التفكير في العمل التطوعي كبديل للقوة المباشرة والحرب من نوع آخر، حيث يمكن للدول تحقيق مصالحها دون الحاجة إلى استخدام القوة المباشرة أو الاستيلاء على الأراضي`. وقد أثمر هذا البحث عن أطروحة دكتوراه لميليسا، التي أكملتها في جامعة ستانفورد، وكانت تهدف إلى تحديد الأسباب التي تؤدي إلى فشل بعض الدول في حكم أراضيها .
مجال العلاقات الدولية يشير إلى ضعف الدولة الناجم عن عدم وجود حروب، وتشير السياسات المقارنة إلى العوامل المحلية مثل الجغرافيا. يمكن أن تكون مواقع معينة في عاصمة الولاية صعبة التقييم، وبعد تجاوز النظريتين، قامت ميليسا بتحليل إحصائي لمعرفة ما إذا كانت الدول المجاورة أو الجهات الخارجية تلعب أيضا دورا .
ما قامت به ميليسا
باستخدام تصميم وطني داخل البلد، قامت ميليسا بدراسة مستويات سلطة الدولة في المقاطعات المحاذية لدولة أخرى. شملت الدراسة 78 دولة تحتوي على 710 مقاطعة حدودية فريدة بين عامي 1960 و 2012. انتبهت ميليسا إلى العوامل المحلية التي تؤثر على سلطة الدولة، مثل التضاريس الوعرة والمسافة من العاصمة والكثافة السكانية وتقسيم المجموعات العرقية عبر الحدود وغيرها. كما كان متوقعا، اكتشفت ميليسا أن وجود دولة منافسة قربها يؤثر بشكل كبير على قدرة البلاد على تمارس سيادتها، وهذا ينطبق خاصة على البلدان التي تنقسم فيها المجموعات العرقية عبر الحدود .
واختتمت ميليسا الورقة بإجراء دراسة نوعية لدور ماليزيا في تقويض السيادة الداخلية في السبعينيات في مينداناو، وهي منطقة في جنوب الفلبين، وتدعم هذه البيانات بالإضافة إلى دراسة الحالة هذه، نظرية ميليسا بأن الدول الخارجية تستخدم التخريب والإكراه لتعزيز مصالحها الخاصة، وقالت ميليسا: “من أوكرانيا إلى باكستان إلى الفلبين، تعتبر الأماكن غير الخاضعة للحكم أراضي خصبة للجريمة والنشاط الاقتصادي غير المشروع، وكلها تسحب الموارد بعيدا عن الدولة، إنه في هذه الأماكن الهادئة حيث لا يمكنك الذهاب دائما، مثل جورجيا، حيث يمكن للجهات الفاعلة الخارجية مثل روسيا أن يكون لها تأثير قوي للغاية، وبطريقة ما، عندما لا يتم استخدام العنف، فإن هذه السياسية في الواقع تكون أكثر غدرا .