ادب

خصائص المقال النقدي

تعريف المقال النقدي

يمكن تعريف المقال النقدي على أنه المقال الذي يقوم على تقييم الأعمال سواء الفنية أو الأدبية أو الثقافية، وذلك من خلال توضيح مدى إبداعه أو سوئه مقارنةً بأسس هذه الأعمال الفنية، ويتم ذلك عن طريق تحليل وتفسير وتقويم هذا الإنتاج الأدبي أو العلمي أو الثقافي، وفقًا لمعايير وأسس سير هذه الأعمال، وذلك في سبيل تقييم هذا العمل من أجل توعية جميع أبناء المجتمع الذين لا يفهمون في طرق التقييم النقدية، وهذا أحد أهم خصائص المقال النقدي، ويتم نشر هذه المقالات النقدية كي تكون متاح للجميع قرائتها، ويمكن تلخيص مجالات المقال النقدي فيما يلي:

  • الإنتاج الأدبي من قصص وروايات وشعر وأغاني
  • يتضمن الإنتاج السينمائي أفلاما طويلة وأفلاما قصيرة وأفلاما كرتونية وأفلاما تسجيلية وأفلاما وثائقية
  • يشمل الإنتاج المسرحي سواء كان إنتاجًا مطبوعًا أو عرضًا على المسرح.
  • الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، بما في ذلك التمثيل، والأغاني، والبرامج المتنوعة، وغير ذلك من الأنشطة
    ألوان الإنتاج الإذاعي، والتلفزيوني.
  • تتضمن الفنون التشكيلية الرسم والصور والنحت وغيرها من الفنون المرتبطة بالتشكيل
    التشكيلية.

كما أن طريقة عمل المقالات النقدية تتم كما يأتي:

  • وصف محتوى وشكل جوانب مختلفة من العمل الفني أو الأدبي.
  • تخضع رؤية الفنان للتقييم، من حيث مضمونها وشكلها وفقًا لبعض المعايير الفنية والأدبية المتفق عليها في هذا المجال.
  • يهدف العمل الإبداعي، سواء كان فنيًا أو أدبيًا، إلى إبراز جميع مميزاته وأصالته، وذلك من خلال طريقة أدائه الإبداعية، ويعمل على إبراز نواحي التكرار أو التقليد الموجودة فيه.
  • يتم إجراء مقارنة بين رؤية المبدع وأداء الآخرين في عصره، وكذلك بين رؤية المبدع وأدائه
    في أعماله الفنية والأدبية الأخرى، يجب مراعاة جميع جوانب المدرسة الفنية والأدبية التي ينتمي إليها.
  • القيام بتقديم شامل لهذه الثقافة الفنية والأدبية  بشكلٍ راقي للجمهور، مع تضمنها لتعريف الأعمال الأدبية، والفنية من حيث الرؤية، والأدوات، والتيارات الفنية، والأدبية بهدف تكوين حس فني، وأدبي لدى القارئ يساعده على التذوق بشكل إيجابي مما يساعده في تنمية ثقافة المجتمع، وتطويرها على المدى البعيد.

ما هي خصائص المقال النقدي

يتميز المقال النقدي ببعض الأسس والخصائص، ويمكن تلخيص خصائص المقال النقدي بأنه يتكون من ثلاثة أجزاء، المقدمة والجسم والخاتمة، ويحتوي كل جزء من هذه الأجزاء على ما يلي:

  • أولًا: مقدمة المقال النقدي:

تحتوي مقدمة المقال النقدي على شرح بسيط للفكرة التي يتناولها الموضوع في هذا المقال، سواء كان فنيا أو أدبيا أو مسرحيا، اعتمادا على محتوى المقال. بعد ذلك يأتي عنصر التطوير الذي يشمل الفوائد التي يمكن أن يستفيدها القارئ من القراءة. تعتبر المقدمة هنا مقدمة عامة للمقال، وبالتالي يجب أن تكون جذابة للقارئ. إنها العامل الذي سيجذب القارئ ويجعله متحمسا لقراءة المقال. يجب أيضا أن يتم التركيز على أهم ما يميز هذا الموضوع وتوضيح التطور الذي سيضيفه المقال إلى قيمة هذا العمل الفني أو العلمي أو الثقافي. تعد المقدمة الملعب الرئيسي للكاتب، حيث تعكس شخصية الناقد وتوضح النقاط الرئيسية المشمولة في المقال.

  • ثانيًا: جسم المقال النقدي:

يعتبر جسم المقال من أهم أجزاء المقال، فهو الجزء الذي يجيب على جميع التساؤلات التي تجول في خاطر القارئ. وبذلك، يجب أن يجد القارئ ما يريده في جسم المقال. كما يجب على الناقد أن يعرض في هذا الجزء كل ما يخص النص وصاحب النص، مع تناول كل ما هو جديد عنهما، مع وضع التفسير أو التحليل أو الشرح أبعاد هذا العمل المختلفة. كما يجب عقد مقارنة بين هذا العمل وأي من المعلومات المشابهة، ولكن مع مراعاة المدرسة التي ينتمي إليها صاحب العمل.

  • ثالثًا: خاتمة المقال النقدي:

يجب أن ننتبه إلى أمر مهم جدا وهو أن خاتمة المقال لا تقل أهمية عن بقية المقال، لأنها تلتصق في ذهن القارئ. لذلك، يجب وضع اهتمام كبير في التعامل مع النقاط المهمة التي تتناول التقييم النهائي للعمل ودعوة القارئ لقراءته أو مشاهدته أو تجنبه. يجب أيضا تناول الأفكار الرئيسية والإيجابية أو السلبية في النص بشكل جيد. يمكن أن تكون الخاتمة مفيدة إذا أضفت عناصر جديدة للعمل والتي ليست معروفة للجميع ولم تذكر في أي مقالات نقدية سابقة تناولت هذا النص.

نموذج مقال نقدي

هذا مقال نقدي نموذجي نقلًا عن جامعة الملك السعودية، ويتناول هذا النقد نصًا بلاغيًا للإمام الجاحظ

قال عمرو بن بحر الجاحظ: يؤكد العرب والعجم على أهمية الإيجاز والاختصار، ويذمون الإطناب والتكرار والتطويل، وأي شيء يتجاوز المقدار. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث بجوامع الكلم، بدون زيادة أو نقصان، وكان يكره الثرثرة والتفاخر بالكلام، وكان يعتبر أن الأشخاص الأكثر بلاغة هم الذين يتحدثون بسلاسة ويعبرون بوضوح، وأن الهدف من البلاغة هو الوصول إلى الحجة بالإيجاز، وأنه يجب معرفة الفصل من الوصل. ويقولون أن العاقل هو الشخص الذي يحافظ على لسانه ويوزن كلامه ويخشى الندم، وأن الكلام الجيد يحتاج إلى وضوح وحسن تعبير، وأن الصمت الحسن هو الأمر المناسب في بعض الأحيان، وقد يكون الإيجاز أفضل من التطويل، وقد يكون الإكثار أحسن، ولكل شخص وجهة نظره، ولكل حالة كلامها المناسب، ولكل كلمة جوابها، على الرغم من أن الإيجاز هو الأسهل والأسرع، ومن يستطيع الكثير فهو يستطيع القليل أيضا، والتقليل يساعد على التخفيف، والتطويل يساعد على التوضيح، والتكرار يساعد على التأكيد، والإكثار يساعد على التشديد

نص المقال النقدي:

تناول القرآن الكريم في عدد من الآيات الصريحة ذكر الحديد في خمس مواقع، وأهم ما ذكر في آيات القرآن عن السبائك الحديدية هي هذه الآية التي سنتناولها الآن في هذا البحث بالتفصيل. يعتبر الحديد من الصناعات الثقيلة التي يتعين على الدول تنميتها وتشجيعها، حيث إن امتلاكها يعني امتلاك سبل الدفاع القوية والمناعة الهجومية. ويجب الإشارة إلى أن الحديد والإنسان هما من أصل واحد، فكليهما خلقه الله من تراب ويعود كل منهما في نهاية مشواره إلى التراب. ومع ذلك، فقد منح الله الإنسان نعمة التفكير والعقل الرشيد، بينما منح الحديد صفات المتانة والصلابة والمتانة العالية. ويتعب الإنسان والحديد على حد سواء، ولذلك يجب أن يكون هناك فترات راحة وصيانة حتى يعود النشاط للإنسان والآلات. وبالتالي، تتعدد صور التشابه بين الحديد والإنسان، حيث يوجد من كليهما ما هو غال ونفيس وما هو ضعيف ورخيص. وهذه إحدى معجزات الله في خلقه، وسنعود لموضوع التشابه في بحث آخر بإذن الله. وهذا ما يمكننا التطرق إليه في هذا الموضوع

نقول إذا مرة أخرى، إن السبائك الحديدية تنقسم إلى أنواع كثيرة حسب نسب عناصر السبيكة ومكوناتها الكيميائية، وفيما يتعلق بدرجاتها الفلزية وخواصها الميكانيكية والحرارية، ومن ثم فإن فوائد استخدامات الحديد تتعدد بلا حدود. فمن سبائك الحديد الزهر إلى سبائك الصلب الفولاذية المتينة ذات المناعة ضد الكسور والانهيار، ويجدر بك معرفة أن الحديد كالماء، بدونه يموت الإنسان وينقرض ويعتل. لولا الحديد لما امتلك الإنسان التقنيات، ولأصبح الطعام سهلا للوحوش، ولأصبح الضعف والهوان هي الواقع المؤلم. إن الحديد هو مفتاح الدنيا، فبمجرد امتلاك الإنسان مصانع إنتاج الحديد والصلب، أصبحت الدنيا بيده، وبامتلاكه الحديد والفولاذ، تمكن من تحقيق الإنجازات العظيمة، حيث تمكن من الصعود إلى الفضاء الكوني، واستكشاف أعماق البحار والمحيطات، كل ذلك بفضل تشكيله للحديد وخلطه بالنحاس لتصنيع سبائك منيعة في خواصها ومعمرة في عمرها. لذلك، فإن تصنيع الحديد والصلب هي صناعة استراتيجية، لا تخلو أي أمة قوية أو ضعيفة منها، فهي تدخل في جميع جوانب الحياة الإنسانية، مثل وسائل النقل وتقنيات البحث والتنقيب وكافة احتياجات الحياة. وباختصار، لولا اكتشاف الإنسان للحديد، لما استطاع بناء حضارات ويعمر الأرض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى