اسلامياتالقران الكريم

خصائص القران المدني والمكي ..ومميزاتها

سور القرآن الكريم

أنزل الله عز وجل آيات بينات في الوحي على الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولم ينزل القرآن دفعة واحدة، حيث إن بعض السور نزلت في مكة المكرمة خلال إقامة الرسول فيها لمدة حوالي ثلاث سنوات، وتسمى السور المكية، ثم هاجر النبي إلى المدينة المنورة وأقام فيها لمدة عشر سنوات، وأنزل فيها جزء من القرآن، وأطلق عليها السور المدنية.

تعتبر آيات الله في القرآن الكريم معجزة إلهية تحدى الله بها الجنة، وقد قال تعالى: `قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا`. لا يوجد إنسان أو جني على وجه الأرض يمكنه أن يأتي بمثل القرآن. حفظ الله الكتاب المقدس من التحريف والنقص والزيادة والضياع، والقرآن هو خاتمة الكتب السماوية ويحتوي على ملخص لكل الكتب السابقة. يتميز القرآن بجمال البلاغة والأسلوب، وهو سهل القراءة والحفظ للجميع.

عدد السور المكية والمدنية

: يتعلق تصنيف القرآن الكريم إلى مكية ومدنية وتصنيف المسائل الفقهية المدنية بتصنيف نقل السلف، وهو من المسائل التي تقوي الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. وتشمل السور المدنية المتفق عليها حوالي 20 سورة، ومن بينها (البقرة، والأنفال، والتوبة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، ومحمد، والفتح، وغيرها). وقد اختلف العلماء في تحديد مكان نزول 12 سورة من كتاب الله، حيث قال البعض إنها نزلت في المدينة، وقال آخرون إنها نزلت في مكة، ومن بين هذه السور (المعوذتين، الإخلاص، والقدر، والمطففين، والرحمن، وغيرها). وتتفق الآراء على أن السور الباقية هي مكية، وعددها حوالذي يقارب 82 سورة.

فوائد معرفة المكّي والمدني

إن أهمية دراسة القرآن المكي أو المدني يتأتي في تحديد الناسخ والأحكام المنسوخة، حيث من المستحيل أن يقوم الفقيه بالوصول إلى الحكم النهائي في قضية الناسخ غير المعرفي والنسخ، بالإضافة إلى علم الناسخ والنسخ. فمعرفة المكي والمدني يساعد على فهم دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بدأت بالبعثة، وانتهت بوفاته صلى الله عليه وسلم،  ومرت بالمرحلة المدنية المكية، وتجدر الإشارة إلى أن العلماء قاموا بتصنيف السور، حيث تصنف السور المكية المدنية عبر نقل الصحابة رضي الله عنهم، إضافة إلى عدد من الضوابط والأدلة التي توصلوا إليها من خلال استقراء الآيات، ومن أمثلة هذه الضوابط أسلوب الكلام، وطبيعة المعروض عليه.

خصائص السور المكيّة

تتميز السور والآيات المكية بالعديد من الخصائص في الأسلوب والموضوعات، ومن بين تلك المميزات ما يلي:

استخدام أسلوب التنمر والتهديد والترهيب

استخدم الله تعالى في حديثه مع كفار قريش كلمة “كلاهما” التي تدل على التوبيخ والإنكار، ووجه إليهم الكلام باستخدام كلمة النداء “يا أيها الناس”، وذلك بشكل متوافق مع طباعهم وغلظة قلوبهم، وعداوتهم، بالإضافة إلى الحالة النفسية التي كانوا عليها.

استخدام أسلوب القصص

يتميز القرآن المكي بكثرة القصص التي يحتويها، ومن أمثلتها قصص الأنبياء وقصص الأمم السابقة، كما ذكر الله تعالى قصة آدم عليه السلام والشيطان للإشارة إلى الصراع بين الخير والشر والإيمان والكفر.

التركيز على موضوعات الميل والعقائد

ركزت السور المكية على تصحيح العقائد المنحرفة عند الكفار، فجاءت دعوة الله لهم لتوحيده وعبادته سبحانه وتعالى، وعدم الشرك بالله، وتجنب عبادة الأصنام، والإيمان باليوم الآخر والبعث والحساب، وترك عادات الجهل السائدة في ذلك الوقت، كالاعتداء على حقوق الآخرين وشرب الخمر والظلم وأكل أموال اليتيم ووأد البنات وظلم المرأة، كما أمرهم برد المظالم إلى أهلها.

التركيز على توسيع دائرة الدعوة

وفقا لما كان عليه المجتمع الجاهلي في مكة المكرمة، الذي لم يكن مستعدا لتطبيق أسس النظام الإسلامي، فإن تركيز سور مكة كان أيضا على توسيع دائرة الدعوة ومخاطبة العقل باعتباره أداة للتمييز والتفريق.

خصائص السور المدنيّة

نزلت الآيات المدنية في المدينة المنورة، حيث بدأ الكيان والمجتمع الإسلامي في الظهور، بالإضافة إلى مواجهته لتحديات خارجية تستهدف كيان الإسلام ووجوده، خاصة من المنافقون واليهود والكفار المجرمين، حيث حاولوا تشتيت الإسلام والمسلمين، كما كانت هناك أيضًا تحديات داخلية تهدف إلى تنظيم الشؤون الداخلية على أسس ثابتة توفق بين مبادئ الإسلام وواقع المجتمع المسلم وتتمثل مميزات السور المدنية في ما يلي:

بيان أحكام التشريع

نزلت آيات السور المدنية بأحكام البيان والتشريع، مثل الحدود والميراث والمعاملات المادية والعلاقات الإنسانية وبيان قاعدة النظام الأساسي.

توضيح وبيان أحكام الجهاد

لم تكن مسألة الجهاد معروفة أو مشروعة في مكة المكرمة، وعندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة إلى المدينة المنورة، أنزل الله تعالى في السور والآيات المدنية تفصيل أحكام الجهاد والحرب والأسرى، وشرح أسباب النصر وأسباب الهزيمة ودعوة إلى الصبر والثبات والتضحية في سبيل الله.

كلام إرشادي للمؤمنين

بعد هجرة الرسول والصحابة إلى المدينة المنورة، أصبح الله عز وجل يخاطب المؤمنون في السور، مرشدًا إياهم، حيث جاء القرآن في السياج المدني بالنصائح والإرشاد والتدريب في كثير من الأحيان، وفي أحيانٍ أخرى تضمنت الآيات و السور المكية  التحذير والترهيب من غضب الله تعالى في فعل المعاصي والسيئات أو الشرك بالله أو عدم الامتثال لأوامره سبحانه وتعالى، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ ۝ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”.

رسالة القرآن

عندما كان سيدنا محمد يسعى إلى الخلوات التصالحية في الجبال القريبة، قدم الإسلام الدين والتوحيد ومجموعة من القوانين والأخلاق الأساسية، وكلها مغلفة في القرآن الكريم. زاره الملاك جبرائيل وأمره أن يقرأ، فخاف سيدنا محمد، وأرعبته رؤية جبريل، حتى قرأ محمد وبدأ ينزل عليه الوحي بآيات القرآن الكريم. القرآن استهدف كل مناحي الحياة المختلفة، الدين والعبادات والمعاملات والعلاقات والشريعة والعلاقات الإنسانية والزواج والطلاق والميراث والأمور المادية والحياتية، ولم يترك تفصيلا إلا وكان فيه بيان له.

الفرق بين السور المكية والمدنية

السور المكية  السور المدنية 
تركز الآيات المكية على أساس الدين ومبادئ العقيدة المتمثلة في التوحيد الآيات المدنية مرتبطة بالواجبات والشرائع الإسلامية التي تتعلق بالمجتمع
الآيات التي تبدأ بعبارة `يا أيها البشر` هي آيات مكية الآيات التي تبدأ بعبارة `يا أيها الذين آمنوا` تعتبرآيات مدنية
السور المكي قصير ويحمل روحا شديدة الجهاد السور المدنية عادةً ما تكون أقصر
تحتوي سورة المكية من القرآن على قصص وأمثلة عن مجتمعات سابقة تناقش السور المدنية موضوعات مثل الواجبات، والعقوبات، والعبادة
لم يذكر اليهود والمسيحيون في السورة المكية بسبب وجود صراع في تلك الفترة ذُكر المذكورون من اليهود والنصارى والمنافقين في سورة المدينة
لا يُذكر الجهاد في السور المكية، بل هناك دعوة إلى الإيمان ونشر الرسالة والتحذير سور المدينة تتحدث عن الجهاد
الآيات الباقية نزلت في العصر المكي هناك 1456 آية مدنية

كان الهدف من الوحي سواء في السور المكية أو المدنية، هو القضاء على الشرك، وإغراق القلوب بالأخلاق الحميدة، حيث كان الناس يمارسون عبادة الأصنام في السنوات الأولى من النبوة، وهي حقبة بلغ فيها الجهل والانحراف ذروته.

ميزات السّور المكيّة

  • تشكل السور المكية حوالي ثلثي القرآن، التي أُشيِّد بها النبي محمد أثناء إقامته في مكة المكرمة.
  • السور المكية قصيرة.
  • تذكر سور المكية الكهان الوثنيين الذين يبدأون بالقسم الذي يتحدث عن الأجرام السماوية مثل النجوم.
  • يوجد في سورة المكية أقوال رأى فيها النبي محمد نفسه كشخص أُرسل لتحذير الناس مثل النبيين إرميا وإشعياء، وتحذر هذه السورة المواطنين في مكة من ترك عبادتهم الوثنية والالتفاف حول الله الواحد.
  • تتضمن الآيات المكية بشكل عام رسائل إلى النبي محمد أو إلى الناس عمومًا.

ميزات السّور المدنيّة

  • عندما كان سيدنا محمد في المدينة المنورة، تشكل السور المدني ثلث القرآن.
  • السور المدنية مطولة
  • يتضمن جدران المدينة فترة قصيرة من تاريخ الأنبياء والقوانين والانتقادات السابقة للمسيحيين واليهود.
  • فيسور المدينة، يمكن للمرء أن يلاحظ تغييرًا في موقفهم تجاه المسيحيين واليهود، على الرغم من أن النبي محمد كان يؤمن بإله واحد، إلا أنه بدأ يعبر عن الاختلافات كما يظهر في المعتقدات المسيحية واليهودية فيما يتعلق بالإيمان بالله.
  • تحتوي جدران المدينة على العديد من القطع التي تحذر المسلمين من التعامل مع اليهود والمسيحيين.
  • في الأجزاء المكية من القرآن، يتم اعتبار محمد كشخصية تحترم الكتاب المقدس، وقد دعا إلى ذلك من أجل جذب المسيحيين واليهود أثناء إقامته في مكة، وفي الأجزاء المدنية من القرآن، غالبًا ما تكون الرسالة موجهة إلى أتباعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى