حوار بين الخير والشر قصير
ما معنى الخير
إن الخير يشمل الأخلاق والسرور والترحيب ويتميز بالأخلاق الحسنة والمعايير الملائمة. إنه حالة مرغوبة وتعتبر الأفضل من الناحية الأخلاقية. ويكون الخير دائما نسبيا مقارنة بأمور أو حالات أخرى. وتعريفه يعتمد على الذات ويتأثر بالزمان والمكان والعلاقات بين البشر. في قاموس الوسيط، الخير هو اسم يشير إلى التفضيل دون قياس. والحسن في حد ذاته يحقق لذة أو فائدة. والخير هو الكرم والشرف، ويجمع بينهما الأخيار. والخير هو النقيض الكامل للشر. وقد قال الله سبحانه وتعالى: `ولعبد مؤمن خير من مشرك`.
ما معنى الشر
الشر هو عكس الخير ويشير إلى الكلمات والأعمال الضارة والشريرة، وتشمل القسوة والأنانية بالإضافة إلى الخطيئة. ينظر الأشخاص الذين يتصفون بالصفات الشريرة على أنهم أشرار، وفي الدين يرتبط الشر بالخطيئة أو الذنب. كلمة شر في معاجم اللغة العربية هي اسم تفضيل عن الأصل الشر، ولكن حذفت الهمزة منها. كلمة “أشر” تعني الأكثر سوءا وفسادا، ويقال إن الفقر هو شر من أنواع الشر، فقد قال الله تعالى “قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير.
حوار قصير دار ما بين الخير والشر
في يوم من الأيام، كان الخير والشر يسيران في طريقهما، ولكن الصدفة جعلتهما يلتقيان، وبادر الخير بالسلام عليه، وبدأ الحوار بينهما كالتالي:
- الخير: السلام عليكم ورحمة الله.
- الشر : عندما تقدم السلام دائمًا ولا تجد أي شخص يرد عليك بالضحك، وأنا لا أحب التحية أبدًا، لذلك لا تحييني.
- الخير: ولكني أحب السلام والأمان، فالسلام هو تحية الإسلام العظيم وهو بداية كل خير.
- الشر : هل يوجد خير في هذه الدنيا … لا أعتقد.
- الخير : نعم، فيها خير وخير كثير. قال نبينا عليه الصلاة والسلام: “الخير في وفي أمتي إلى قيام الساعة.
- الشر : أنا المسيطر في هذه الدنيا والأكثر انتشارًا، ومن السهل بالنسبة لي أن أثير الفتن بين الناس وأنشر الكذب، ولا أكتفي بهذا فقط، بل أنا أدمر العلاقات والأخلاق بكل سهولة.
- الخير : نعم كلامك صحيح ولكنك كما تأتي سريعاً وتنتشر أيضاً سريعاً، فلا تنسَ أنك ستختفي سريعأً أيضاً لأنك خبيث وجبان، وليس لديك القدرة على أن تقف أمام الخير، لأن أهل الخير أقوياء، وسيكونوا أقوى منكم لأن الله معهم، وأنت ضعيف لأن الشيطان يذهب معك ويلازمك أينما ذهبت، ويتأثر عقلك بوسوسته وحين تقع يهرب ويتركك لوحدك.
“ثم فجأة يختفي الشر”
- الخير : حينما واجهت الشر، هرب بلا سبب، ولم يستطع الحوار معي لأنه يعلم أنه غير محق، وبما أن الخير لا بد أن يحل، فينبغي الصبر والتمسك بالقيم والمبادئ التي علمنا إياها القرآن الكريم وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وعدم البحث عن الشر وتركه يهرب ويختفي للأبد.
الخير والشر في الإنسان
إن الإنسان في القرآن الكريم قد خلق من طين مسنون، ثم نفخ الله روحا سرية منه، وهذه الروح ليست كروح الأبدان التي تعيش بها، والطين المسنون هو الطين الأسود المنتن والذي يتغير رائحته، وروح الله هي حقيقة صفاته، وقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: `إن الله خلق آدم على صورته`، والمقصود هنا هو الصفات، فقد قال الإمام النيسابوري في تفسيره موضحا ذلك: (أي على صفته، فأعطاه من كل صفة جماله وجلاله نموذجا).
ونجد أن الروح قد اختلطت بطبيعة التراب، وقد نشأ منهما الإنسان، وإن في طبع الانجذاب لخصائص الطين بالإضافة إلى الركون للمتعة الحيوانية، فقد نشأ فيه نوعان من الاستعداد النوع الأول الذي ينزع إلى تحقيق صفات الجمال، بينما الآخر الذي ينزع به إلى خصائص الحمأ المسنون، ومن هنا نشأ الخير والشر في الإنسان وطبيعته، وإن الاستعداد للخير هو من إلهام روح الله سبحانه، بينما الاستعداد للشر فهو أثر خصائص الطين الذي جُبل الإنسان عليه، وقد فسر هذان الاستعدادان اللذان تواجدا في الإنسان ألا وهما الخير والشر في القرآن الكريم في قوله عز وجل في سورة الشمس : “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا“، فمن سلك خُطا الاستقامة فهو المتقي، ومن سلك خطا غرائزه وضَعُف فهو في ضلال.
الفرق بين الخير والشر
إن الفرق ما بين الخير والشر يتجلى في :
- الشر هو ما يؤذي ويسيء وغير أخلاقي، بينما الخير هو ما هو حقيقي وأخلاقي.
- الشر معناه سلبي يتجلى في الأمور المكروهة، بينما الخير يتجلى معناه بالأمور الإيجابية المرغوبة.
- من الناحية الدينية، يُعرف الشر بأنه الخطيئة التي ترتبط بالسلوك الشرير، أما الخير فيشجع عليه ديننا الإسلامي ورسولنا الكريم، ويحثنا على تطوير جميع صفات الخير حتى نصبح من الصالحين.
مناظرة بين الشمس والقمر
يفضل الأطفال القصص، وخاصة القصص الخيالية، وتعد القصص من الأساليب الهامة في التربية ونقل الأفكار المرجوة، ويظهر أسلوب القصة في القرآن الكريم لتسهيل فهمه واتباعه، ولذلك اهتم المربون والمعلمون بإنشاء قصص في مجالات مختلفة، على سبيل المثال قصة صراع الخير والشر، وقصص خيالية تتعلق بالشمس والقمر، وفي هذا المقال سنتطرق إلى مناظرة بين الشمس والقمر لتوضيح كيفية عمل كل منهما ونقل بعض الأفكار العلمية للأطفال
في يوم من الأيام وعند وقت الغروب، أعدت الشمس نفسها للاندماج، وببطء بدأ القمر بالظهور، ورافقه الظلام والنجوم اللامعة في السماء. في هذه الأجواء الشاعرية الجميلة، نادى القمر الشمس قائلا لها: انظري إلى هذا الجمال، فالإنسان يحبني أكثر منك، وسيرتوي بالمنظر الجميل الذي أضفته وجودي، وسيراقب نجومي في السماء بعدما تتخلصين من أشعتك الحارة التي ترسلينها طوال النهار.
بدأت المناظرة بين الشمس والقمر، حيث سمعت الشمس ما قاله القمر وقررت الرد عليه بعد أن ينتهي من حديثه، فتركته يتحدث بفخر وزهو حتى يجد الوقت المناسب للرد، وعندما انتهى من الحديث، قالت له الشمس:
إنك يا أيها القمر لا تعلم كم دوري هام للغاية في هذه الأرض، فأنا أساعد المسافرين لأن يجدوا طريقهم فهم يحبونني كثيراً، ثم ابتسمت الشمس وتابعت قولها: إنك أيها القمر تنير الظلام بشكل يومي ولكنني أنا التي أنير الدنيا كلها فأشعتي هي مصدر هام للحياة والدفء، فالبشر لا يستطيعون الاستغناء عنها فأنا مصدر طاقتهم.
رد عليها القمر وقال: البشر لا يطيقون النظر إليك لأنك تسبب لهم إزعاجا وأذى، فأنت تؤذي أعينهم، أما أنا فلا يمكنهم الاستغناء عن النظر إلي ولا يملون أبدا مهما نظروا، فأنا الذي أمدهم بالفرحة والبهجة والظل الجميل، نظرت الشمس إليك بنظرة ساخرة وقالت: هل تعتقد أنك فخر لهم؟ فهم لا يستغنون عني، ولا تنسى أن حياتك أيها القمر مرهونة أيضا بأشعتي وضوئي، فإن نورك يستمد مني.
بعد سماع القمر كلام الشمس، شعر بالحزن وكذلك الشمس. ثم قالت الشمس للقمر: لا تحزن يا قمر، فلدينا جميعا دور هام في هذه الحياة. لا يمكن للبشر الاستغناء عنا، فأنت تعمل على إنارة حياتهم المظلمة وأنا مصدر الحياة والطاقة بالنسبة لهم. هذا مثبت في قول الله تعالى في القرآن الكريم: “هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا”. وفي نهاية هذه الحوار، تبسم القمر وشكر الشمس على كلامها.