حلول التلوث البلاستيكي
يشكل التلوث البلاستيكي تهديدا مباشرا للبيئة البحرية ويشكل تهديدا لصحة الإنسان، حيث يؤثر سلبا على التنوع البيولوجي بشكل مباشر أو غير مباشر. يتم استخدام المواد البلاستيكية في تصنيع العديد من الأغلفة الغذائية وتترك نفايات لا تتحلل إلا بعد آلاف السنين، وتؤثر هذه النفايات على بيئة الإنسان ورفاهيته وصحته بشكل كبير.
كانت مكافحة التلوث البلاستيكي موضوع يوم البيئة العالمي في السنة الماضية، والذي انعقد في الهند، ودعا المشاركون فيه إلى التصدي للتلوث البلاستيكي لحماية البيئة والإنسان.
مخاطر التلوث البلاستيكي
يشكل الثلوث البلاستيكي خطرا كبيرا على البيئة بسبب انتشاره الواسع ومتانة مكوناته التي لا تتحلل بسهولة. تم تقدير استهلاك البلاستيك في جميع أنحاء العالم بحوالي 260 مليون طن في عام 2008، وكان من المتوقع أن يزيد إلى أكثر من 300 طن في عام 2015، والنفايات البلاستيكية تؤثر سلبا على الكائنات الحية في البر والبحر والبشر من خلال تأثيرها على الأراضي والمحيطات والمجاري المائية.
في بعض الأحيان تتداخل الكائنات البرية والمخلوقات البحرية مع نفايات البلاستيك والغذاء، مما يؤثر على صحتها عند بلعها ويعرضها للمواد الكيميائية السامة الموجودة في المواد البلاستيكية، والتي قد تسبب اضطرابات بيولوجية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المواد الكيميائية السامة الموجودة في البلاستيك تؤثر أيضا على الوظائف الحيوية للإنسان. وتسبب النفايات البلاستيكية أيضا أشكالا أخرى من التلوث البيئي.
تسببت نفايات البلاستيك ومخلفاتها في تقليل جودة سطح الأرض وجعلها غير صالحة للحياة، بسبب تسرب المواد الكيميائية الخطرة الموجودة في المواد البلاستيكية إلى البيئة، وجعلها بذلك مرتعا للأمراض، وتقليل إنتاجية الأراضي. كما أن تراكم البلاستيك يسبب تداعيات صحية كبيرة على الحيوانات والنباتات والأشخاص في المنطقة المحيطة، وتستغرق سنوات للتحلل.
تمتد آثار التلوث البلاستيكي ليس فقط على البيئة اليابسة، بل ينعكس أيضا على الهواء والماء، مما يتسبب في تلوثهما، ويتسبب هذا التلوث في خسائر مادية ونفقات عالية للتخلص منه، كما أنه يشوه المنظر العالم وينفر السياح سواء كانوا داخلين أو خارجين.
حلول التلوث البلاستيكي
-استبدال البلاستيك ببدائل أخرى قابلة للتدوير، يتم استخدام تسعين في المائة من العناصر البلاستيكية في حياتنا اليومية مرة واحدة قبل التخلص منها مثل: أكياس البقالة ، و الأكواب والعلب. سجل ملاحظة عن عدد مرات اعتمادك على هذه المنتجات واستبدلها بأخرى قابلة لإعادة الاستخدام أو التدوير. لا يستغرق الأمر سوى بضع مرات قبل أن صبح الأمر عادة متأصلة لديك.
– قد لا تظهر المشتقات الصغيرة المستخدمة في منتجات التجميل غير الطبيعية والتي تعتمد على البلاستيك كمقشرات الوجه ومعجون الأسنان وغسول الجسم الضرر الذي تسببه، ولكن حجمها الصغير يسمح لها بالتسلل عبر محطات معالجة المياه. وعلاوة على ذلك، تبدو هذه المشتقات كطعام لبعض الحيوانات البحرية، لذا يجب اختيار منتجات التقشير الطبيعية مثل دقيق الشوفان أو الملح بدلا من ذلك.
ينبغي تجنب استخدام الأدوات المطبخية والغذائية البلاستيكية، واستخدام مواد غير بلاستيكية وأكياس قمامة قابلة للتدوير عند الطبخ، وفي حال الحاجة إلى تناول الطعام خارج المنزل، ينبغي إعلام المطعم بأنك لا تريد أدوات مائدة بلاستيكية، كما يمكنك استخدام حاويات الطعام الزجاجية الخاصة بك لتخزين الطعام أو البقايا.
إعادة التدوير، قد يبدو أنه أمر واضح، ولكن للأسف، يتم تدوير أقل من 14٪ من العبوات البلاستيكية. يمكن التحقق من قابلية العبوات لإعادة التدوير من خلال التحقق من الرقم الموجود في الجزء السفلي للحاوية. يتم ترقيم معظم حاويات المشروبات ومنتجات التنظيف بالرقم #1 (PET)، ويمكن إعادة تدوير العبوات التي تحمل الرقم #2 (HDPE)، والتي عادة ما تكون ثقيلة وتستخدم كحاويات للحليب والعصير ومنظفات الغسيل.
– تفرض ضريبة على استخدام المواد البلاستيكية أو تمنع استخدامها، وهذا سيضع ضغوطا على الشركات المصنعة والمستهلكين على حد سواء للتخلص من هذه المواد التي تتسبب في تراكم النفايات لآلاف السنين وتسبب ضررا كبيرا ومميتا. بالرغم من أننا يمكن أن نحدث تغييرا من خلال عاداتنا الشخصية، إلا أن الشركات لها تأثير أكبر. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تطبيق إجراءات صارمة يتعاون فيها المجتمع والحكومات سويا.
ينبغي دعم الشركات المنتجة للعبوات القابلة للتدوير والحاويات البديلة، وذلك عن طريق شراء منتجاتها واستخدامها بدلاً من المواد البلاستيكية الضارة. كما يتعين على الحكومات دعم مثل هذه الشركات وتقديم جميع التسهيلات التي تضمن لها الإنتاج والتصنيع الأمثل.