حقيقة الكهانة وحكم إتيان الكهان
حقيقة الكهانة، وحكم إتيان الكهان أحد المواضيع الخطيرة والتي يتغافل عنها الكثير من الناس أو يجهلها لهذا وجب توضيحها وبيان حكمها من الكتاب والسنة وقد أجاب عليها فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين مع بيان حكم وعقوبة امتهان هذه المهنة في الإسلام وتوضيح الدليل من الكتاب والسنة.
حقيقة الكهانة :
ويعرف فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حقيقة الكهانة بأنها: مأخوذة من الكهن وهو التخرص والتماس الحقيقة بأمور لا أساس لها، وكانت في الجاهلية صناعة لأقوام تتصل بهم الشياطين وتسترق السمع من السماء، وتحدثهم به، ثم يأخذون الكلمة التي نقلت إليهم من السماء بواسطة هؤلاء الشياطين، ويضيفون إليها ما يضيفون من القول، ثم يحدثون بها الناس، فإذا وقع الشيء مطابقا لما قالوا، يغترون بهم الناس، ويتخذونهم مرجعا في الحكم بينهم، وفي استنتاج ما سيكون في المستقبل، ولهذا نقول إن الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
ما حكم إتيان الكهان ؟
يشرح فضيلة الشيخ أن مرتادي الكهان ينقسمون إلى ثلاثة أقسام، ولكل قسم منهم حكمه وعقوبته، وهم كالتالي:
1. القسم الأول : من الحرام أن يأتي شخص إلى الكاهن ويسأله دون أن يصدقه، وعقوبة من يفعل ذلك هي عدم قبول صلاته لمدة أربعين يومًا، وقد ثبت ذلك في صحيح مسلم حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَسَأَلَهُ فَلَمْ يُصَدِّقْهُ فَلَا صَلَاةَ لَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً أَوْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا.
2. القسم الثاني : أن يأتي الشخص إلى الكاهن ويستفسر منه ويصدقه فيما يخبره به، فهذا يعتبر كفرا بالله عز وجل، لأنه يصدق الكاهن في معرفة الأمور الغيبية، والتصديق بقول البشر في معرفة الأمور الغيبية يعتبر تكذيبا لقوله تعالى: `قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله`، والتشكيك في علم الله ورسوله يعتبر كفرا. ولذلك جاء في الحديث الصحيح: `من أتى كاهنا وصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم`.
3. القسم الثالث : أن يأتي للكاهن فيسأله ليبين حاله للناس وأن ما يفعله كهانة وتمويه وتضليل، فهذا لا بأس به ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بابن صياد أو أتاه ابن صياد فأضمر له النبي صلى الله عليه وسلم شيئا في نفسه، فسأله – أي النبي صلى الله عليه وسلم – ماذا خبأ له، فقال: الدخ، يعني الدخان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اخسأ، فلن تعدو قدرك.
حكم الساحر في الإسلام :
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : « اجتنبوا السبع الموبقات، قيل يا رسول الله وما هن ؟ قال : الشرك بالله، و السحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات » [متفق عليه]. فقد بين رسول الله صل الله عليه وسلم أن من أعظم الذنوب وأشدها حرمة على المسلم هو السحر والكهانة والذي أتى في المرتبة بعد الشرك مما يعني عظم أمره، وقال الله تعالى في عقوبة الساحر : { وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[البقرة:102]، أي أنه لا نصيب له في الآخرة.