ما هو الربا ؟
يعرف مفهوم الربا في اللغة بأنه هو تلك الزيادة عن الأصل ، حيث أن الأصل في الربا هو الزيادة بأي صورة سواء كانت زيادة بنفس الشيء أو بشيء أخر مقابل له مثل أن يكون الدرهم بدرهمين وأما بالنسبة لمفهوم الربا في الشرع فهو مفهوم يعني الزيادة في تلك الأشياء المخصومة أي الزيادة على الدين الأساسي في مقابل الأجل مطلقاً أي ما يعني زيادة مدة السماح لإرجاع الدين وإعطاء مدة أخرى في مقابل زيادة قيمة الدين الأساسية ويوجد للتعامل الربوي أو للربا نوعان أساسيان وهما ربا الفضل و ربا النسيئة.
نشأة الربا
:- بدأ التعامل الربوي عند اليهود، حيث عرفوا عبر التاريخ بأنهم أول من تعاملوا بالربا أو الفائدة، التي تعد من المحرمات في الديانة اليهودية. ولكن لكي يتلاعبوا بمفاهيم دينهم ويستمروا في الاتجار بالتعامل الربوي، قصروا تحريم التعامل الربوي بينهم فقط وأحلوا التعامل بالربا مع غير اليهود. وحتى في أيام الجاهلية، كان التعامل الربوي منتشرا بشكل كبير. وإذا كان لرجل دين على رجل آخر، فسيأتي ليطالبه بسداد الدين في موعد استحقاقه. وإذا قضى الدين فقد قضى الدين، وإذا لم يقضيه فقد زادت قيمة الدين عليه .
أنواع التعامل الربوي
:- يوجد العديد من أنواع الربا ، منها: –
أولاً :- الربا الديون هو نوع من التعامل الربوي المحرم في القرآن الكريم، ويعني زيادة قيمة الدين الأساسية مع زيادة مدة استحقاق الدين، وكان هذا النوع من التعامل ينتشر بكثرة بين العرب في الجاهلية، وعادت البنوك في عصرنا الحالي إلى تطبيقه من جديد على الرغم من قبحه واستغلاله .
ثانياً :- تعد ربا البيوع أحد أشكال الربا والتي يتم فيها بيع الأموال الربوية بعضها ببعض، وتنقسم إلى نوعين:
النوع الأول :- الربا الفضل هو نوع من الربا، يعني زيادة واحدة من العوضين عن الآخر، وذلك يحدث عند بيع المال الربوي بمال ربوي آخر من نفس النوع، مثل بيع الذهب بالذهب. ومن غير المسموح بيع الذهب بالذهب إلا إذا كانت القيمة متساوية، حيث أن أي زيادة في قيمة أحد الأصناف يجعل العملية تتحول إلى عملية ربوية، لأن العملية غير متساوية في القيمة، أي أنها تحتوي على زيادة في واحدة منهما عن الأخرى .
النوع الثاني :- – الربا النسيئة: هو نوع من أنواع التعامل الربوي، حيث يتم تأخير عملية القبض لأحد العوضين في عملية بيع الأموال الربوية. وفي هذه الحالة، يتم بيع مال ربوي بمال من جنس مختلف، مثل الزيادة والنقص بسبب اختلاف الجنس. ومع ذلك، لا يجوز تأخير قبض أحد العوضين .
اسباب تحريم الربا
:يؤدي التعامل الربوي بين أفراد المجتمع إلى انقطاع المعروف بينهم، وبالتالي سيتم إلغاء مبدأ التكافل الذي يهدي إليه الإسلام والذي يهدف إلى تكاتف المجتمع وتماسكه، حيث سيعتمد الأفراد الأكبر في المجتمع على القروض الربوية وغيرها من التعاملات الربوية، ويعود ذلك إلى عدة أسباب
أولاً :- – تمكين الأغنياء من الفقراء: حيث أن الشخص المقرض عادة ما يكون غنيا ولديه أموال كثيرة، في حين يكون المستقرض فقيرا. فإذا تم السماح بالربا، فإن ذلك يعني أن الغني يتمكن من الفقير ويستغل حاجته للمال للسيطرة عليه واستخدامه لجني المال بأكثر من مبلغ الدين الأصلي .
ثانياً :يؤدي الربا إلى زيادة نسب الفقر في المجتمع، حيث يصبح الغني أكثر ثراء ويزداد الفقير فقرا، مما يؤدي إلى نشر الكراهية والحقد بين أفراد المجتمع وزيادة الفوارق الاجتماعية بينهم .
ثالثاً :- يمنع الربا الناس من العمل والكد والتعب، حيث يعتمد المرابين على إقراض الناس بالربا وتحقيق العوائد المادية دون بذل أي جهد أو عمل حقيقي .