حقوق المساجد في الاسلام

منذ تأسيس أول مسجد في الإسلام، بدأ المسجد يلعب دورا مهما كمؤسسة دينية وتربوية في آن واحد، حيث تقام فيه الصلوات الخمس وتعقد فيه حلقات تعليم القرآن وتحفيظه، ودروس الفقه والعقيدة. كما يقام فيه صلاة الجمعة التي تتضمن التوجيه والإرشاد للمسلمين. إضافة إلى ذلك، أصبح المسجد ليس مجرد مكان لأداء الصلاة وتلقي الدروس الدينية، بل أصبح يساهم في تنشئة وتربية المجتمع المسلم. في البداية، كانت المساجد تستخدم كأماكن لتخطيط المعارك وتجمع الجيوش، وتعد مركزا هاما لعقد مجالس الشورىوتبادل الآراء التي تخدم الدعوة. كما كانت المساجد تستقبل الوفود.

حقوق المساجد في الإسلام

تحظى المساجد بمكانة كبيرة في وعي وثقافة المسلمين، حيث تعتبر المكان الوحيد في الإسلام الذي يتمتع بهذا الاحترام والاهتمام. وبالتالي، يتعين على المسلم الالتزام بالآداب المتعلقة بدخول المسجد تقديرًا لقدسية المسجد ومكانتهالمرموقة، ومن بين حقوق المسجد الأبرز تشمل ما يلي

الحفاظ على النظافة الشخصية من الملابس والتعطر برائحة طيبة، امتثالا لقوله تعالى “يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد  .

علاوةً على ذلك، يجب الحفاظ على نظافة المسجد والمساعدة في عملية تنظيفه إن أمكن، وتجنب دخول الحذاء إلى داخل المسجد.

الدخول إلى المسجد بالقدم اليمنى، وأداء ركعتي تحية المسجد.

4- الحرص على صلاة الجماعة بالمسجد.

5- قول دعاء عند دخول المسجد، ودعاء عند الخروج منه.

6- التبكير في السعي نحو المسجد.

يجب عدم مغادرة المسجد بعد رفع الآذان إلا في حالات الضرورة.

يجب الحرص على عدم إزعاج المصلين بالتحدث مع الآخرين بصوت مرتفع، كما يجب تجنب اصطحاب الأطفال الذين لم يتجاوزوا سن التكليف.

من الممكن المساهمة في بناء وإعمار المساجد عن طريق التبرع بالمال.

آداب المسجد

يشير مصطلح “آداب المسجد” إلى مجموعة القواعد والتعاليم التي يجب على زائر المسجد التقيد بها، وتتنوع هذه الآداب وتشمل العديد من الأمور

1 – يجب الامتناع عن إحداث الضوضاء أو القيام بأي أفعال تزعج الجالسين بالمسجد أو تؤثر على المصلين وتشوش تلقيهم وسماعهم للإمام أو حلقة الدرس الديني، والالتزام بالجلوس في هدوء وسكينة.

ينبغي الحفاظ على نظافة المسجد عن طريق عدم رمي النفايات في أي مكان من المناطق التي يستخدمها المصلون.

ينبغي عدم استخدام الهواتف المحمولة داخل المساجد، حيث يمكن أن تسبب الأصوات التشويش والإزعاج للمصلين أو لأولئك الذين يقرؤون القرآن.

4- قضاء الوقت في الانتظار لأداء الصلاة بالتسبيح والتحميد وقراءة القرآن.

تجنب رفع الصوت والجدال والنقاش مع الآخرين داخل المسجد.

يجب عدم إزعاج المصلين بالبحث عن أشياء مفقودة.

يشمل التطهير الفموي بذكر الله والصلاة والتسليم على النبي الكريم، ومع هذا التطهير الروحي يتم التطهير المادي بتجنب تناول الأطعمة التي تسبب رائحة منفرة مثل الثوم والبصل.

يجب عدم تشبيك الأصابع خلال انتظار الصلاة، تماشياً مع نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يتم أداء تحية المسجد قبل الجلوس في حالة عدم وجود صلاة قائمة.

 دعاء دخول المسجد

يعد دعاء دخول المسجد من الآداب التي يجب اتباعها لدى المسلمين، حيث ورد في السنة النبوية الشريفة أحاديث عديدة تدل على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند دخوله المسجد، ومن ضمن الأدعية التي يمكن قولها: “اللهم افتح لي أبواب رحمتك”، وعند الخروج من المسجد يمكن قول “اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم

تحية المسجد

تحية المسجد واحدة من الحقوق التي يجب الالتزام بها عند دخول المسجد، وهي عند غالبية أهل العلم حق على كل داخل إلى المسجد وكان على طهارة، فيصلي ركعتين لله تعالى في أي وقت دخل المسلم فيه، امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم- “إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين”

فضل عمارة المساجد

عمارة المساجد تعد واحدة من الحقوق الهامة الواجبة على جميع المسلمين، ويتم البناء عن طريق التبرع بالمال أو العمل الجسدي في البناء. فعمارة المساجد هي واحدة من أفضل الأعمال التي يمكن للعبد القيام بها للتقرب إلى الله تعالى، لأنه يساعد في بناء بيت من بيوت الله على الأرض، والذي يتم فيه ذكر اسم الله والعبادة والتعظيم. والتبرع لبناء المساجد يعتبر صدقة جارية تستمر في النفع بعد وفاة المتبرع. وقد وعد الله بناء بيوت في الجنة لأولئك الذين يبنون المساجد في الأرض، كما ذكر في حديث أن عثمان بن عفان قد أراد بناء المسجد، ولكن الناس كانوا غير موافقين على ذلك، حتى قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “من بنى مسجدا لله، بنى الله له في الجنة مثله”. وهذا يدل على أن عمارة المساجد لها أهمية كبيرة في الإسلام .

من الواضح أن للمسلمين حقوق واجبة تجاه بيوت الله يجب عليهم الالتزام بها وأدائها، كما أن لها آداب وتعاليم تحتاج إلى الالتزام بها أخلاقيا ودينيا.