حقائق عن فتح المسلمون جزيرة رودس
جزيرة رودس هي جزيرة يونانية في البحر الأبيض المتوسط، وكانت تعرف بمكان تواجد تمثال أبولو رودس الشهير (أحد عجائب الدنيا السبع). تقع رودس على مقربة من الساحل الجنوبي لتركيا، بين جزر اليونان الرئيسية وقبرص، وتبعد عن تركيا مسافة 18 كيلومترا، وفي عام 2011 بلغ عدد سكانها 117,792 نسمة، ويعيش منهم 55 إلى 60 ألف نسمة في مدينة رودس، ويدين 3500 شخصا منهم بالدين الإسلامي.
الأسطول الإسلامي
لم يُعرف عن الرسول وكذلك أبو بكر وعمر أنهم ركبوا البحر، ولم يجاهدوا من خلاله. ولكن عندما تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة اهتم بالأسطول الإسلامي، وقد اختار أمهر الحرفيين لصناعة السفن، وقد أدى التعاون بين مصر والشام إلى نتائج مجدية حيث كان يتوفر في الشام أخشاب الصنوبر والعرعر والبلوط وهو ما يصلح لبناء السفن، أما مصر فكان يتوفر بها الأخشاب التي تصلح لعمل الصواري وضلوع السفن.
دوافع فتح جزيرة رودس
أراد معاوية بن أبي سفيان إسقاط القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، فأعد معاوية العتاد لذلك فقام بتجهيز 300 سفينة ثقيلة عليها أسلحة وتحمل كل مركب ألف رجل، وكذلك جهز 500 مركب خفيفة تحمل كل واحدة 100 جندي. وأراد معاوية احتلال جزر البحر المتوسط لتأمين أسطوله في طريقه إلى القسطنطينية، ولم يكن المسلمون حتى عهد معاوية قد احتلوا غير جزيرة قبرص، حيث كانت تعتبر هذه الجزر محطات تموين للأسطول.
فتح جزيرة رودس
بدأ المسلمون استيطان جزيرة رودس بسبب أهميتها، حيث تقع بالقرب من سواحل آسيا وكان الروم يستغلونها في السفر على مراكب المسلمين وفي مدنهم الساحلية. وفي رمضان عام 53 هـ، فتح الله جزيرة رودس أمام المسلمين، وأصبحت قاعدة بحرية هامة تعززت قوتها وساعدت المسلمين على فتح العديد من الجزر الأخرى، وكانت أيضا موقعا يذكر في نقاط العداء. وبعد ذلك، قاموا ببناء حصن في الجزيرة، وأصبحت موقعا للدفاع عن المسلمين في المنطقة الشامية. وأراد معاوية أن يرفع راية الإسلام هناك، فأرسل بعض الأسر المسلمة إلى هناك، وأيضا أرسل إليها فقيها يدعى مجاهد بن جب.
جزيرة رودس بعد عهد معاوية
ظل المسلمون في جزيرة رودس 7 سنوات، ولكن بعد وفاة معاوية كتب ابنه يزيد إلى الفقيه مجاهد يأمره بهدم الحصن والعودة. ولكن تم فتح جزيرة رودس مرة ثانية على يد مسلمة بن عبد الملك في طريقه إلى القسطنطينية في عهد سليمان بن عبد الملك، ولكن بعد فشل حصار القسطنطينية أفلتت الجزيرة منهم، وحاول هارون الرشيد فتحها ولكنها ظلت تابعة للدولة البيزنطية واستولى عليها الفرسان الصليبيين.
رودس والدولة العثمانية
استولى الفرسان الصليبيون على جزيرة رودس عام 708ه وقاموا بشن بعض الحملات الناجحة ضد بعض الإمارات التركية الموجودة في الأناضول. ولكن بدأ النزاع الفعلي عام 747ه عند اعتدى الفرسان على بعض السفن العثمانية واستولت على البضائع الموجودة بها، مما أدى إلى اندلاع العديد من الأحداث بينهم حيث انضم أسطول رودس إلى القوات الأوروبية التي تهاجم القوات العثمانية. وفي عهد السلطان محمد الثاني طلب من هؤلاء الفرسان دفع جزية ولكنهم رفضوا، إلا أن قائد الفرسان قد وافق ع دفعها عام 877ه.
بعد تعرض العديد من سفن الدولة العثمانية للاعتداء من قبل اللصوص البحريين في جزيرة رودس، وكذلك الاعتداء على الحجاج، ومن ثم سرقة بعض السفن العثمانية وقتل الكثير من ركابها، قرر السلطان سليمان القانوني إرسال أسطوله إلى تلك المنطقة. عندما علم أمير الجزيرة (دوفيلييه آدم) بهذا الأمر، أرسل سفراءه إلى السلطان ليرضيه بدفع الجزية، في محاولة منه لتعطيل السلطان، حتى تهرع الدول الأوروبية لمساعدته، ولكن السلطان رفض ذلك. وخرج الجيش العثماني بـ300 سفينة حربية و400 سفينة نقل تحت قيادة مصطفى بيلان باشا، وعلى الرغم من وصول المساعدات الأوروبية في عام 928هـ، استمر الجيش العثماني في الضغط على المنطقة حتى اضطر الأهالي لقبول الاستسلام بعد حصار دام سبعة أشهر.
بعد الاتفاق مع الأتراك على شروط التسليم، قام أمير الجزيرة بتسليم مطالب الأتراك وخروج أمراء الجزيرة وأتباعهم وأسلحتهم، وتم ذلك في اليوم السابع من شهر صفر عام 929 هـ، ومنذ ذلك اليوم أصبحت جزيرة رودس تابعة للدولة العثمانية.