ذكرى فتح القسطنطينية بقيادة محمد الفاتح عام 1453م
نعيش اليوم ذكري فتح القسطنطينية ، قبل قرون من الزمان تحققت النبوءة النبوية بشارة النبي صلّ الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية “لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ” سقوط مدينة القسطنطينيو التابعة للدولة البيزنطية روما الشرقية التابعة لدولة الرومان علي يد السلطان محمد الفاتح بعد حصار أسابيع 29 مايو 857 هجرية الموافق 1453 ميلادية ..
محاولات البداية لفتح القسطنطينية :-
كانت أول المحاولات لفتحها عام 49 هجرية في عهد الدولة الاموية معاوية بن أبي سفيان بقيادة فضالة بن عبيد الله الانصاري و لكن المسلمون لم يحرزا إنتصارات حاسمة بعد محاصة المدينة إضطروا لفك الحصار و العودة بعد موت الصحابي أبو أيوب الأنصاري ، كانت المحاولة الثانية عام 54 هجرية كانت منوشات بحرية و استأنف الزحف في عهد سليمان بن عبد الملك و لكن توفي في أثناء الحرب و الحصار و تولى عمرو بن عبد العزيز الملك فإرسل للجيش بفك الحصار و العودة بعد ذلك انتهت و خمدت المحاولات الإسلامية لفتح المدينة قرونًا طويلًا حيث غنقسمت الخلافة إلى دول و قامت دويلات على اطرافها ثم تعرض المشرق للغزو المغولي من التتار.
فكر السلطان بايزيد الأول بحصار المدينة، ولكنه اضطرّ لعقد مصالحة مع عمانوئيل باليويوك حتى يأتي السلطان محمد الذي لُقّب بالفاتح نسبةً لفتح القسطنطينية ..
محمد الفاتح :-
هو السلطان السابع لدولة العثمانية حكم ما يقرب من ثلاثين عاما. في فترة حكمه، توسعت الخلافة الإسلامية وزادت مساحتها. كان يلقب بالفاتح والقيصر، ونجح في القضاء على الدولة البيزنطية. يطلق على عهده نهاية القرون الوسطى وبداية العصر الحديث. ولد السلطان محمد للسلطان مراد الثاني في 20 أبريل 1429 ميلادية في مدينة أدرنة. أرسل من قبل والده إلى مدينة أماسيا لتلقي التربية الإسلامية، التي أثرت بشكل كبير في تكوين شخصيته. عاش صراعا مع البيزنطيين وحاول فتح القسطنطينية. كان ملتزما بحدود الشريعة الإسلامية، ولعب دورا بارزا في ذلك دوره كمعلمه الشيخ أق شمس الدين، الذي أحببه في الجهاد وكان يذكره دائما بالحديث النبوي عن فتح القسطنطينية، وتربى على هذه القيم ..
بعد وفاة والده السلطان مراد الثاني، تولى الحكم في عام 1451 ميلادية، وفي ذلك الوقت كانت دولة روما مقصرة على القسطنطينية، ومن ثم تولى مسؤولية استكمال فتح ما تبقى من البلقان ومدينة القسطنطينة، وجعل جميع أملاك الدولة العثمانية متصلة ..
داوفع فتح القسطنطينية :-
كان السلطان محمد آنذاك، البالغ من العمر 21 عاما، لديه عدة دوافع لفتح المدينة. كان ينفذ محاولات أجداده في الفتح ويلهمه الدافع الديني باستمرار. وكان الدافع الأخير هو التخطيط السياسي والاستراتيجي لدولته. كان يسعى لتنفيذ سياسة عالمية، وكانت القسطنطينية تشكل تهديدا صليبيا لكل الدول الإسلامية، لذلك كان من الضروري التخلص من هذا العائق. وهم كانوا يهاجمون الدولة العثمانية بين الحين والآخر .
ورث السلطان دولة كانت مقسمة إلى قسمين، حيث تحولت الأناضول إلى بلد إسلامي والروملي إلى ثغر، وكانت القسطنطينة هي الصلة بين الثغر والبلد بالإضافة إلى الدافع الديني لجعل القسطنطينة العاصمة الجديدة للبلد، وبدأ السلطان في إعداد نفسه للزحف. كانت القسطنطينة تابعة للكنيسة الأرثوذكسية ..
بداية الغزو :-
قام السلطان محمد بتوقيع معاهدات مع جميع الأطراف حتى يتمكن من التركيز على عدو واحد وتفريع القوات إلى المدينة. وقع معاهدة مع البندقية والمجر وأرسل قوات صغيرة لفتح البلاد المجاوزة مثل المورة وطوماس، وعزل القسطنطينة عن العالم الغربي من خلال هذه الغزوات الصغيرة وهزم التحالف البيزنطي القرماني. ثم استعد لحصار القسطنطينة، المدينة التي تشكل تهديدا مستمرا للمسلمين. بعد ذلك، أقام السلطان قلعة الروملي على الشاطئ الأوروبي للقسطنطينة، مما جعل العثمانيين يسيطرون على مضيق البوسفور ويتابعون السفن القادمة من البحر الأسود. حاول الرومان تجميع قواتهم ضد المسلمين، وبدأ الباب في التحشيد وجمع القوات لأنهم أدركوا أن أسوار القسطنطينة لن توقف عزيمة الرجال .
كان السلطان محمد في ذلك الوقت في مدينة أدرنة يستعد للفتح جمع جيش جرار كان أضخم الجيوش في زمانه من خيرة المشاة العثمانيين و الفرسان و و مد الجيش بجميع الأسلحة المعروفة في زمانها كان أهمها المدفع الذي استعمل لأول مرة في التاريخ كان من صنع مهندس ألماني مجري عرف بمدفع الهاون إلى جانب القوات البرية الأسطول البحري لفرض الحصار على المدينة لأنها كانت مكشوفة من ناحية البحر من ثلاث جهات و كذلك إستعد الرومان بالعدة و العتاد ..
بدأ الحصار الفعلي للمدينة في إبريل 1453، حيث قاد السلطان وجميع قواته الجيش وراءه، وبدأ تجهيز الجيش ومن ثم أرسل في اليوم التالي للإمبراطور البيزنطي لتسليم المدينة دون قتال، إلا أنه رفض واختار القتال. وبدأت الحرب في صباح اليوم التالي 21 إبريل، حيث استمرت المدافع في قصف أسوار المدينة لمدة أسبوعين. ومع ذلك، فإن الأسطول البحري العثماني انهزم، وبدأ السلطان يفكر في دخول المضيق لاستكمال الحصار. وفي ذلك الوقت، خطرت له خطة غريبة وغير مسبوقة، وهي نقل المراكب برا عبر ميناء بشكطاش العثماني للتمويه وحصر جيش البيزنطي في الخليج. وعندما أمر بقصفهم بالمدافع في يوم 22 إبريل، استيقظ سكان القسطنطينة على تكبير المسلمين واستغرابهم عند رؤية السفن العثمانية. في يوم 28، أمر السلطان ببناء جسر ضخم لوضع المدافع عليه، ولكن الإمبراطور البيزنطي أمر بإعدام الأسرى المسلمين، إذ بلغ عددهم 260 أسيرا. في ذلك الوقت، عقد السلطان اجتماعا واستعد الجنود لشن هجوم واقتحام المدينة، واستمرت حركة العثمانيين والمدفعية حتى 25 مايو. وفي النهاية، أرسلت رسالة إليهم لتسليم المدينة دون إراقة الدماء، وخرج الإمبراطور ومرافقيه مع ممتلكاته، لكن الإمبراطور البيزنطي رفض .
في صباح يوم التاسع والعشرين من مايو، بعد صلاة الفجر، بدأ الجيش الإسلامي هجومه على القسطنطينية، واستمر الضغط العثماني والمدفعية حتى تم الفتح والانتصار للجيش الإسلامي، وتم فتح القلاع الواحدة تلو الأخرى، وأدى المسلمون صلاة العصر داخلها ..
يُعد أحد أكبر الأحداث في التاريخ الإسلامي والعالمي، حيث كان حدًا فاصلًا بين عصرين