أهم فتوحات السلطان سليمان القانوني
السلطان سليمان بن سليم هو واحد من عشرة سلاطين للدولة العثمانية والخليفة الثمانين للمسلمين. ويعتبر السلطان سليمان ابن سليم واحدا من أعظم السلاطين العثمانيين، حيث تمددت الدولة العثمانية في عهدها ووصلت إلى أقصى حدودها، وأصبحت أكبر وأقوى دولة في العالم. كان الغرب المسيحي يخشى قوة السلطان سليمان بشدة، ولقبوه بـ”سليمان العظيم.” وفي الشرق، لقب بـ”سليمان القانوني” بسبب تطبيقه للقوانين والعدل وإجراء العديد من الإصلاحات في القوانين. بفضل هذا السلطان العظيم، تم رفع مكانة الدولة الإسلامية، وأصبح العالم المسيحي كله يخشى من قوته .
نشأته وتوليه الحكم : ولد السلطان سليمان القانوني في عام 1494م في مدينة طرابزون بتركيا، وعندما بلغ سن السابعة تعلم في مدرسة البابا العالي في مدينة القسطنطينية ودرس العديد من العلوم بما في ذلك الفقه والتاريخ والأدب وفنون القتال، وكان أيضا شاعرا ماهرا. بعد أن بلغ السابعة عشر من العمر، تم تعيينه على ولاية فيودوسيا في جزيرة القرم الأوكرانية، واستمر في هذه الولاية لفترة قبل أن يصبح واليا لمدينة مانيسا في غرب تركيا. بعد وفاة والده في عام 1520م، تولى حكم البلاد وكان عمره 26 عاما فقط. وعلى الرغم من صغر سنه، استطاع أن يفرض سيطرته وهيبته على البلاد، ونجح في القضاء على كل من حاول الانفصال عن الحكم العثماني .
أهم فتوحات الملك سليمان القانوني
أراد السلطان سليمان القانوني منذ توليه الحكم توسيع دولة العثمانية ونفوذها على العديد من البلاد والمدن، ونشر كلمة الإسلام، ولذا قام بالعديد من الغزوات والفتوحات، ومن أهم هذه التوسعات والفتوحات في عصره .
فتح بلجراد : بعد توليه عرش السلطنة، قاد العديد من الحروب لإخماد الثورات التي شجعها حاكم دمشق ضده عام 1521، حيث انتقل مع جيشه إلى جزيرة بلجراد ونجح في غزو المجر، ثم حاصر مدينة بلجراد وقصفها بالمدفعية من جزيرة مجاورة حتى استسلم سكانها عام 1521.
فتح جزيرة رودس : أراد السلطان سليمان أن يضم جزيرة رودس بسبب موقعها المميز في البحر المتوسط، لمنع أي أساطيل معادية للإسلام من العبور في البحر المتوسط. كان فتح مدينة رودس صعبا جدا حيث كانت المدينة محصنة بصورة منيعة، ويعتبر أكبر سور في العالم. قام الجنود العثمانيون بحفر عدد كبير من الخنادق تحت السور لتضعيفه وقصف الحصن بالمدفعية. تفانى أهل الجزيرة، الرجال والنساء، في الدفاع عنها، ولكنها في النهاية سقطت واستسلم أهلها في عام 1923م .
فتح بلاد المجر : استغل السلطان سليمان تدهور العلاقة بين الفرنسيين وبلاد المجر، حيث فكر في ضم بلاد المجر إلى الحكم العثماني وعقد حلفا مع الفرنسيين الذين طلبوا منه الهجوم على المجر لضعف قوة الملك شارلكان الذي يضغط بشدة على الفرنسيين. وقد استجاب السلطان سليمان لطلبهم وجمع جيشه وتوجه نحو المجر عبر بلغراد، والتقى الجيش العثماني بجيش المجر في منطقة موهاكس، ودارت معركة قوية بين الجيشين انتهت بانتصار الجيش العثماني واستلامه مفاتيح عاصمة المجر بود في عام 1526م .
الحروب مع الدولة الصفوية : نتيجة للنزاعات والخلافات بين الدولتين، شنت الدولة العثمانية ثلاث حملات عسكرية على الدولة الصفوية. كانت هناك أسباب متعددة لهذه الحملات، ومن أهمها قتل الوالي الموالي للسلطان سليمان في بغداد على يد الشاه طهماسب. في الحملة الأولى نجح السلطان سليمان في الاستيلاء على قلعتي تبريز وبدليس في عام 1534م، وفي عام 1548م قاد السلطان سليمان بنفسه حملته الثانية وتمكن من السيطرة المبدئية على تبريز وأرمينيا. لكن بسبب تدخل فصل الشتاء، اضطر السلطان سليمان وجيشه للعودة دون استكمال الحملة، وانتهت الحملة في عام 1549م. في عام -1155م، أرسل السلطان سليمان حملته الأخيرة على الدولة الصفوية، وخشى الجيش الصفوي مواجهة الجيش العثماني، واضطر الشاه طهماسب إلى التوصل لاتفاق سلام، وكانت من بين شروط الاتفاق حقوق الدولة العثمانية في تبريز وشرق الأناضول وأريوان .
محاربة البرتغاليين : أرسل حاكم مدينة أحمد آباد رسالة استغاثة بسبب سيطرة البرتغاليين على بلاده وبناء الحصون، فأمر السلطان سليمان أحمد باشا والي مصر بإرسال السفن والجيش العثماني إلى هناك، وقد دارت معركة كبيرة بين الجيشين، وفي النهاية تمكن الجيش العثماني من هزيمة البرتغاليين والسيطرة على جميع الحصون التي بناها البرتغاليون .