الخليج العربي

جولة سياحية للتعرف على تاريخ عين تبوك الأثرية

عين تبوك هي منطقة أثرية في المملكة اعتبرت مكانا مهما لدى المسلمين بعد زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم لها، حيث ذكرت في الأحاديث النبوية، وتميزت ببركة وضوء النبي. ولذا، يحرص الزوار القادمون لأداء العمرة أو الحج على زيارة عين تبوك والشرب منها، تماما كما فعل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. وفيما يلي وصف لتلك العين والتعريف بقيمتها الأثرية وكذلك الأماكن الأثرية المحيطة بها مثل قلعة تبوك ومسجد تبوك.

جولة سياحية داخل عين تبوك:
توجد عين تبوك أو عين السكر كما يطلق عليها في بعض الأحيان ب مدينة تبوك بالمملكة، وهي تعد أحد الوجهات الأساسية لجميع زائري المملكة من جميع أنحاء العالم خاصةً للحاج والمعتمر في خلال زيارتهم لهذا البقعة الشريفة حيث يتخذون منها استراحة يرتوون من مياهها شديدة العذوبة التي ما أن يتذوقها أحدهم حتى يقبل على الشرب منها مرارًا وتكرارًا.

تُعد عين تبوك واحدة من المصادر الرئيسية للماء في العصر القديم، حيث كان أهل تبوك يعتمدون عليها لتلبية احتياجاتهم اليومية من المياه. وعند رؤية العين، ستلاحظ انقسامها إلى جزئين: الجزء الأول يُطلق عليه “عين البرك”، والجزء الثاني يُطلق عليه “عين السكر.

القيمة الأثرية والتاريخية لـ عين تبوك :
تم بناء هذا العين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم خلال فترة بعثته واستمرت حتى الآن بفضل اهتمام سيدنا عمر الخطاب الذي اتخذ إجراءات لحمايتها من الرمال الكثيفة التي تحيط بها والتي يمكن أن تسد العين. أمر سيدنا عمر بتغطية العين بطبقة لحمايتها من تلك الرمال. ذكر الرحالة “ابن شجاع المقدسي” هذا العين في وصفه لمدينة تبوك في عام 623 هـ عندما قال: “إن بها ماء ينبع ومسجد يزار”، مشيرا إلى أهمية هذا الموقع المبارك للعين.

عن معاذ بن جبل أنه قال: خرجنا مع رسول الله عام غزوة تبوك، فكان يقوم بجمع الصلاة، فصلى الظهر والعصر معا، والمغرب والعشاء معا، حتى حان موعد الصلاة الأخيرة لهذا اليوم. ثم خرج فصلى الظهر والعصر معا مرة أخرى، ثم دخل وبعد ذلك خرج مرة أخرى وصلى المغرب والعشاء معا. ثم قال: `سوف تأتون غدا، إن شاء الله، إلى عين تبوك، ولن تصلوا إليها حتى يشرق النهار. فمن منكم يصل إليها فلا يلمس ماءها شيئا حتى يأتيني`. فأتينا إليها وقد سبقنا إليها رجلان. والعين تشبه الشراك وتنبع بماء. فسألهما رسول الله: `هل لمستما ماءها؟` فقالا: `نعم`. فعاتبهما النبي وقال لهما ما يشاء الله أن يقول. ثم استخدما أيديهما لجمع الماء ببطء، حتى تجمع في شيء واحد. ثم غسل رسول الله يديه ووجهه في هذا الماء، ثم أعادهما في العين. فانفجرت العين بماء وفير حتى أروى الناس. ثم قال: `يا معاذ، إذا استمرت حياتك لفترة طويلة، فسوف ترى أن ما هنا قد امتلأ بالجنة` [حديث صحيح رواه مسلم].

مسجد التوبة :
ومن الجدير بالذكر أنه يوجد بجانب هذا المكان الأثري، مكانا أثرياً أخر لا يقل في أهميته عن عين تبوك، وهذا المكان هو مسجد التوبة، والذي بناه الرسول صلى الله عليه وسلم بجانب العين، وأتخذه مكاناً ليستقر به في أثناء غزوة تبوك، وكان عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أول من قام بالصلاة فيه، وهذا المسجد العتيق إحدى الأماكن التي يحرص الكثير من الزائرين من داخل المملكة أو من خارجها على زيارتها والصلاة بها، لعظمة قيمته التاريخية.

قلعة تبوك التراثية :
قلعة تبوك التراثية، إحدى الأماكن الأثرية الهامة الموجودة قرب عين تبوك، والتي قام السلطان سليمان القانوني ببنائها في عام 976ه/ 1559م، كإحدى محطات طريق الحج الشامي، والقلعة تحمل التصميم العثماني الذي اشتهرت به تلك الفترة الزمنية وتتكون من إثنين من الطوابق، يحتوى الدور الأرضي على فناء كبير مكشوف وقد تم بنائها من الحجارة وبها مسجد مكشوف وبئر للمياه وأبراج للحراسة والمراقبة.

مما سبق يتبين أن عين تبوك تحمل داخلها كنزاً لا يقدر بثمن، وأن من يزورها تسكن في أعماقه الكثير من المشاعر الروحانية التي لا يمكن وصفها، وليست هي وحدها من تشتمل على تلك المشاعر الرائعة، ولكن  المعالم الأثرية التي بجانب العين هي الأخرى بها الكثير من الحكايات الشاهدة على تلك العصور الذهبية، وهذا ما جعل تلك العين التراثية أكثر الأماكن التي يتوافد إليها السائح طوال العام، لكي يستمتع بكل تلك التفاصيل التي يحتوي عليها المكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى