تعتبر شاطئ “كوستا برافا” في إسبانيا واحدا من أجمل الشواطئ الساحرة، وهو شاطئ يشتهر بجذب عدد كبير من السياح من جميع أنحاء العالم في كل عام. وبجانب جمال الطبيعة، يتميز الشاطئ بالعديد من المطاعم والفنادق عالية الجودة التي تطل على مناظر طبيعية خلابة، مما يجعله مكانا مثاليا لقضاء وقت ممتع. كما يوجد فيه طريق ساحلي للتجول يسمى “كامي دي روندا”، الذي يسمح للسياح بالتجول في جميع أنحاء الشاطئ ورؤيته بالكامل، والاستمتاع بالمناظر الخلابة للخلجان المنعزلة.
طريق التجول الساحلي لـ “كوستا برافا” :
يمتد هذا الطريق لمسافة تقرب من 200 كيلومتر في منطقة “كوستا برافا” بين مدينة “بلانس” الساحلية التابعة لمقاطعة كاتالونيا الإسبانية ومدينة “بورتبو” المتاخمة للحدود الفرنسية، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الطريق ليس جديدًا لأن الصيادين استخدموه منذ فترة بعيدة.
في ذلك المكان، يخرج السياح صباحًا حاملين حقائبهم ويسيرون على طريق كورنيش الشاطئ المتعرج، ثم ينزلون السلم الذي يؤدي إلى قلعة “دين بلاجا” الموجودة في نهاية الشاطئ، ليجدوا أنفسهم في عالم آخر هادئ بعيد عن كل الضوضاء والازعاج.
ومن أجمل ما يميز هذا المكان هي رائحة أشجار الصنوبر الرائعة، ووجود الخلجان المعزولة للاستحمام مثل “كالا موريشا” و “كالا مولتو”. يمر الزوار بكل هذه المناظر الجميلة ليصلوا بعد فترة قصيرة إلى منطقة تسمى “اللسان” أو “بونتا دي كاردس توسا دي مار”، وهي منطقة خلابة.
عند الوصول إلى هناك، ترى الأشجار التين الشوكي المحيطة بالدرج الطويل، والذي يبدأ من المنحدرات الحادة ويمتد حتى البلدة الساحلية التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، حيث كانت أسوارها توفر الحماية للبلدة من هجمات القراصنة، ويستمتع السياح بالتقاط العديد من الصور الفوتوغرافية لهذه المناظر الطبيعية الخلابة.
“كوستا برافا” بمعنى “الساحل البري” :
تتميز هذه المنطقة بطابعها الرومانسي الهادئ الذي يجعل الزوار يشعرون بالاسترخاء والراحة النفسية. وهذا ما دفع الكاتب الكتالوني “فيران أغوللو” عام 1908 لتسمية هذه المنطقة “كوستا برافا”، والتي تعني “الساحل الوعر.
ويمرون المتجولون في طريقهم بالبلدة الساحلية `سانت فيليو دي غيكسولس` المشهورة بأنها تحتضن أقدم دير للرهبان البنديكتين في مقاطعة `كاتالونيا`. وكلما تقدموا في رحلتهم أكثر، يصبح التجول أسهل، ولكنه يزداد ازدحاما. حتى يصلوا إلى منطقة `ساغارو` التي تتمتع بجمال طبيعي مذهل، وتجذب السياح للاستمتاع بالمشاهد الساحرة فيها.
القلعة الإيبيرية :
تُعتبر من المناطق الهادئة والجميلة والأكثر انعزالاً على الشاطئ في منطقة “روكا فوسا”، وتتميز بوجود غابات الصنوبر الكثيفة التي تساعد على حماية السياح من أشعة الشمس، ولكي يصل المتجولون إلى هذه القلعة فإنهم يحتاجون اولاً إلى المرور بقرية الصيادين القديمة “بينيدا دين غوري” التي تقع في خليج “كالا سالغوير”، وفي النهاية سيجدون القلعة الإيبيرية واقعة على أحد المنحدرات الشديدة.
يعود تاريخ بناء هذه القلعة إلى القرن السادس قبل الميلاد، ويمتد أمامها شاطئ “بلاتخا دي كاستيل” الذي تم اعتباره واحداً من أجمل شواطئ “كوستا برافا”، وعلى الجانب الآخر يستقر كهف “لافورادادا”، ويستمتع السياح كثيرا بطريق التجول لهذه المنطقة حيث تظهر الخلجان متتابعة وراء بعضها البعض بشكل رائع وجذاب.
بلدة باغور :
عندما يصل المتجولون إلى منطقة تاماريو، يجدون أنها تقوم بتقسيم “كامي دي روندا” إلى قسمين يصلوا حتى بلدة “باغور”، وفي هذا الطريق توجد العديد من الشواطئ الجميلة التي تقع على خليج “أوغوبلافا”، أما “باغور” فهي بلدة تأسست على يد الرومان في العصور الوسطي، وتُعرف بأسوارها ومبانيها العتيقة.
في بلدة `باغور` العليا، توجد بعض البقايا من قلعة قديمة، وفي تلك المنطقة يتم ترك الحرية للمتجولين لاختيار الطريق الذي يرغبون في سلوكه، ويمكنهم المشي في الطريق الذي يمر بخليج `كالا دي سا تونا`، الذي يتميز بجمال طبيعته البرية، ثم يمرون بشاطئ آخر في `كوستا برافا`، الذي يمتد لمسافة تقرب من 10 كيلومترات، أو إذا لم يكن الطريق المفضل لديهم، فيمكنهم المرور عبر المناطق الداخلية.
المناطق الداخلية في طريق التجول :
تختلف الأجواء في المناطق الداخلية لطريق التجوال، حيث تسود الطبيعة القاتمة وكذلك يتغيّر شكل البحر المتوسط، ولكن رغم ذلك يظل المشهد جميل وساحر، و تُعتبر كثرة تعرجات شواطئ “كامي دي روندا” من الأشياء التي تُميّز هذه المنطقة، والتي تتم ملاحظة وجودها من بداية “مرفأ الصيادين” الذي يظهر بشكل هلال، وحتى بلدة “بورتبو”.
من الضروري أيضًا أن يزور السياح جبل “فيرديرا”، حيث يقع “دير سانت بير دي رودس”، الذي تأسس في القرن الحادي عشر الميلادي. وعند الانتهاء من الزيارة، يصل المتجولون إلى بلدة “بورتبو”، التي تنتهي فيها الرحلة.