اسلامياتالقران الكريم

تفسير قول الله ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون “

قال تعالى في سورة آل عمران في الآية التسعين الثانية (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم)، وفيما يلي تفسير الآية الكريمة.

جدول المحتويات

تفسير قوله تعالى ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون”

تفسير الطبري

فسر الطبري قوله تعالى (لن تنالوا البر حتىٰ تنفقوا مما تحبون ۚ وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم)، حيث قال أبو جعفر في تفسير هذه الآية: يعني ذلك أنه لن يتسنى لكم يا مؤمنين أن تحصلوا على البر الذي تسعون إليه من خلال طاعة الله وعبادته إياه، إلا بتقديم ما تحبونه وإنفاقه، وما تنفقونه من شيء فإن الله به عليم، وهذا يدل على تفضله عليهم بإدخالهم جنته وصرف عذابه عنهم.

فسّر الكثيرون من أهل العلم البر بأنه الجنة، وقيل عن عمرو بن ميمون في قوله تعالى `لن تنالوا البر`: أنها تعني الجنة، وقيل أيضًا عن السدي في نفس الآية: `أما البر فالجنة`، وقال أبو جعفر في تفسير الآية: إنها تعني أنه لن يصل المؤمنون إلى جنة ربهم إلا بالتقوى

ورد عن قتادة في تفسير قوله تعالى `لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون` أن البر الحقيقي هو الذي يتم بإنفاق المال الذي يحبه الإنسان ويشتهيه، وقيل عن الحسن البصري في هذا الشأن أنه يرمز `مما تحبون` إلى المال الذي ينفق.

وفسر قوله تعالى ” وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم “، أي أن مهما أنفقوا من شيء وتصدقوا به من الأموال فإنّ الله تعالى يتصدَّق به المتصدِّق منكم، وينفقه مما يحبّ في سبيل الله، وفسر ” عليم ” أنه ذو العلم الذي يعرف كل شيء، وقد قيل عن قتاده في قوله تعالى ” وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ” : محفوظٌ لكم ذلك، اللهُ به عليمٌ شاكرٌ له.

قيل عن مجاهد في قوله تعالى ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ” : كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أنْ يبتاع له جارية من جَلولاء يوم فُتحت مدائن كسرى في قتال سَعد بن أبي وقاص، فدعا بها عمر بن الخطاب فقال : إن الله يقول ” لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون “، فأعتقها عمر .

قيل عن أنس بن مالك في تفسير قوله تعالى (لن تنالوا البر حتىٰ تنفقوا مما تحبون): “من يقرض الله قرضا حسنا”. وقال أبو طلحة: “يا رسول الله، حائط بيتي الذي به كذا وكذا صدقة، ولو كنت أستطيع جعله سرا لجعلته، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “ضعه في فقراء أهلك.

وقيل عن أنس بن مالك لما انزلت الآية الكريمة ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون “، فقد قال أبو طلحة : يا رسول الله إنّ الله يسألنا من أموالنا، اشهدْ أني قد جعلت أرضي بأرْيحا لله، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : اجعلها في قرابتك، فجعلها بين حسان بن ثابت وأبيّ بن كعب.

وقيل عن ميمون بن مهران : أنّ رجلا سأل أبا ذَرّ: أيّ الأعمال أفضل؟، وقال : الصلاة عمادُ الإسلام، والجهاد سَنامُ العمل، والصدقة شيء عَجبٌ، فقال : يا أبا ذر لقد تركتَ شيئًا هو أوَثقُ عملي في نفسي، لا أراك ذكرته، قال : ما هو؟، قال: الصّيام، فقال: قُرْبة، وليس هناك! وتلا هذه الآية : ” لن تنالوا البر حتى تُنفقوا مما تحبُون “.

قيل عن عمرو بن دينار : عندما نزلت هذه الآية `لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون`، جاء زيد بفرسه المعروف بـ `سبل` إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: يا رسول الله، تصدق بهذا. فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه أسامة بن زيد بن حارثة، ثم قال زيد: يا رسول الله، كنت أرغب في أن أتصدق به، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: قد قبلت صدقتك.

قال معمر عن أيوب عندما نزلت الآية ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون “، جاء زيد بن حارثة بفرس له كان يحبُّها، فقال : يا رسول الله هذه في سبيل الله، فحملَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليها أسامةَ بن زيد، فكأنَّ زيدًا وَجد في نفسه، فلما رأى ذلك منه النبي صلى الله عليه وسلم قال : أما إن الله قد قبلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى