تفسير قول الله تعالى ” فكان قاب قوسين او ادنى “
في كتاب الله العزيز آية في سورة النجم تقول: تفسير قوله تعالى `فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى` ومعنى قوله العظ وجل `قاب قوسين` سيتم شرحه فيما يلي.
تفسير السعدي لآية قريبة من الأشباه
يقول العلامة السعدي في تفسير آية قاب قوسين أن المقصود انه كان في قربه منه ما يساوي مقدار قوسين، و هي معروفة للناس بمسافة صغيرة جدا، و يعني ذلك أن المقصود هنا في هذه الآية و هو النبي محمد صلى الله عليه و سلم كان على مقربة من جبريل عليه السلام و ليس بينهما وسيط.
تفسير الطبري للآية كان قريبا للغاية
يقول أبو جعفر الطبري في تفسير هذه الآية، أنه حين دنا جبريل عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه و سلم، فتدلى إليه كما في الآية السابقة، و يقول الطبري: “إذ كان الدنوّ يدلّ على التدلي و التدلي على الدنوّ، و ذلك كما يقال: زارني فلان فأحسن، و أحسن إليّ فزارني و شتمني فأساء، و أساء فشتمني لأن الإساءة هي الشتم: و الشتم هو الإساءة”.
و يروى عن شريك بن أبي نمر أنه قال: يحدث أنس بن مالك عن ليلة المسرى (ليلة الإسراء والمعراج) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول أنه عرج جبريل عليه السلام برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة، ثم ارتفع به إلى ما لا يعلمه إلا الله، حتى وصل إلى سدرة المنتهى، واقترب من الله حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، وأوحى الله إليه بما شاء، وأوحى الله إليه بخمسين صلاة على أمته كل يوم وليلة
يفسر القرطبي قول الله عز و جل: فكان قاب قوسين أو أدنى، أن محمد صلى الله عليه و سلم دنا من ربه عز و جل أو من جبريل عليه السلام ما مقداره قوسين عربيتين، و هو أيضا قول كل من ابن عباس و عطاء و الفراء، و أما العلامة الزمخشري فإنه يقول أن معنى قول الله عز و جل “فكان قاب قوسين” أي أنه كان مقدار مسافة قربه مثل قاب قوسين، و في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم : و لقاب قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا و ما فيها”، و يرى الزمخشري أن الله ضرب المثل هنا في هذه الآية بالقاب لأنه لا اختلاف فيه.
و عند العلامة ابن كثير نجد أنه يقول أن جبريل عليه السلام لما هبط إلى الأرض دنا من النبي محمد حتى كان بينه و بين محمد صلى الله عليه و سلم قاب قوسين، و قد قيل أن المقصود بقاب القوسين هو المسافة بين وتر القوس و كبده، و في قوله تعالى “أو أدنى” يقول ابن كثير: “هذه الصيغة تستعمل في اللغة لإثبات المخبر عنه و نفي ما زاد عليه كقوله تعالى “ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة” أي ما هي بألين من الحجارة بل هي مثلها أو تزيد عليها في الشدة و القسوة و كذا قوله “يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية” و قوله “و أرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون” أي ليسوا أقل منها بل هم مائة ألف حقيقة أو يزيدون عليها.