تفسير قول الله تعالى ” ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض “
في سورة الكهف، الآية التسعون والرابعة، قال الله تعالى: (قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض، فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا)، وفيما يلي تفسير تلك الآية الكريمة .
تفسير قوله تعالى “إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض
– تفسير الطبري : فسر الطبري قوله تعالى ” ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض “، أن اجتماع يأجوج ومأجوج معا يجعلهم يفسدون في الارض وقد تعددت صور الفساد وقد قال البعض أنهم كان يأكلون الناس، وقد ذكر في ذلك عن سعيد بن عبد العزيز يقول في قوله ( إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ ) قال : كانوا يأكلون الناس.
وقد قال آخرون: سيفسد يأجوج ومأجوج في الأرض، ولم يكونوا في ذلك الوقت فاسدين، وقد ذكر في ذلك بقول ثني: `بعض الذين يروون أحاديث الأعاجم من أهل الكتاب، الذين قد أسلموا، والذين ورثوا علم ذي القرنين، يقولون إن ذي القرنين كان رجلا من أهل مصر، واسمه مرزبا بن مردبة اليوناني، وهو من ذرية يونان بن يافث بن نوح`.
وقيل عن خالد بن معدان الكلاعي : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذى القرنين فقال مَلِكٌ مَسَحَ الأرْضَ مِنْ تَحْتِها بالأسْبابِ)، وقال خالد (سمع عمر بن الخطاب رجلا يقول: (يا ذا القرنين، فقال: اللهمّ غفرا، أما رضيتم أن تسموا بأسماء الأنبياء، حتى تسموا بأسماء الملائكة؟ فإن كان رسول الله قال ذلك، فالحق ما قال، والباطل ما خالفه).
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم، حتى يكادوا يرون شعاع الشمس. فيقول الذي عليهم: ارجعوا فتحفرونه غدا. فيعيده الله وهو كما كان قبل تركه، حتى يحين الوقت. فيقولون: إن شاء الله. فيحفرونه ويخرجون على الناس، فيجففون المياه ويتحصن الناس في حصونهم، فيطلقون سهامهم إلى السماء، فيعودون فيها كما كانوا من الدماء. فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء. فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتشكر من لحومهم.
قال أبو سعيد الخدري: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: `في يوم من الأيام، سيتم فتح يأجوج ومأجوج وسيخرجون على الناس كما قال الله عز وجل، وهم ينبثقون من كل حدب، يغزون الأرض وينتشرون فيها. ويتجنب المسلمون مواجهتهم وينحصرون في مدنهم وحصونهم، ويأخذون معهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض، حتى يصلوا إلى درجة أن النهر سيجف، وعندما يمر شخص بعد ذلك النهر سيقول: `كان هنا ماءا ذات مرة`، فلا يبقى أي شخص إلا وقد انحصر في حصن أو مدينة.
قالَ قائِلُهُم: هَؤْلاء أهْلُ الأرْضِ قَدْ فَرَغْنا مِنْهُمْ، بَقِيَ أهْلُ السَّماءِ، قالَ: ثُمَّ يَهُزُّ أحَدُهُمْ حَرْبَتَهُ، ثُمَّ يَرْمي بها إلى السَّماءِ، فَتَرْجِعُ إلَيْهِ مُخَضبَةً دَما للبلاء والفِتْنَةِ ، فَبَيْنَا هُمْ على ذلكَ، بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِمْ دُودًا في أعناقِهِمْ كالنَّغَفِ، فَتَخْرُجُ فِي أعْناقِهِمْ فيُصْبِحُون مَوْتَى، لا يُسْمَعُ لَهُمْ حِسٌّ، فَيَقُولُ المُسْلِمُونَ: ألا رَجُلٌ يَشْرِي لنَا نَفْسَهُ، فَيَنْظُرُ ما فعل العدوّ، قال: فَيَتَجَرَّدُ رَجُلٌ مِنْهُمْ لذلكَ مُحْتَسِبا لِنَفْسِهِ، قَدْ وَطَّنَها على أنَّهُ مَقْتُولٌ، فَيَنـزلُ فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى، بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ، فَيُنادِي: يا مَعْشَرَ المُسْلِمينَ، ألا أبشرُوا، فإنَّ اللهَ قَدْ كَفاكُمْ عَدُوَّكُمْ، فيَخْرُجونَ مِنْ مَدَائنهم وَحُصُونِهِمْ، وَيُسَرّحُونَ مَوَاشِيَهُمْ، فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إلا لُحُومُهُمْ، فَتشْكرُ عَنْهُمْ أحْسَنَ ما شَكَرَتْ عَنْ شَيْءٍ مِنَ النَّباتِ أصَابَتْ قَطّ).
وعن أبي الزاهرية وشريح بن عبيد قالا : (أن يأجوج ومأجوج ثلاثة أصناف: صنف طولهم كطول الأرز، وصنف طوله وعرضه سواء، وصنف يفترش أحدهم أذنه ويلتحف بالأخرى فتغطي سائر جسده)، وقيل عن ابن عباس : (كان أبو سعيد الخدريّ: يقول: إن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لا يَمُوتُ رَجُلٌ مِنْهُمْ حتى يُولَدَ لِصُلْبِهِ ألْفُ رَجُل ).