بحث عن يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج هما اسمان اشتقا من “أجيج النار” أو “أجت النار”، أو من “أجاج” وهو الماء شديد الملوحة. ويقال أيضا أن معنى “الأج” هو سرعة العدو، وإذا كان الاسمان عربيين. أما إذا كان الاسمان أعجميين، فلا يوجد معنى محدد لهما. ويأتي يأجوج ومأجوج من البشر، وهما من ذرية آدم عليه السلام، ومن ذرية يافث، ابن ولد نوح عليه السلام. وهما قبيلتان قديمتان، يأكلان ويشربان ويتناسلان مثل باقي البشر.
صفات يأجوج ومأجوج
هما من أبناء الترك المغول، فيشبهونهم في الصفات، مثل العيون الضيقة والأنف القصير والوجه العريض والشعر الأصفر المائل إلى الأحمر، وهم قصار القامة، بمعنى أنهم على أشكال الأتراك وألوانهم، وقد صنفتهم روايات كثيرة، فقيل أنهم صنف بأجساد كبيرة مثل شجر الأرز، وقيل صنف منهم بأربع أذرع في كل زراع، وصنف منهم ذو أذن كبيرة يفترشون بها ويغطون بها، ولكن الروايات الصحيحة تذكر أنهم أقوياء جدا ولا يستطيع أحد القتال معهم.
يأجوج ومأجوج و ذي القرنين
أقام بني ذي القرنين سدا لحماية الناس من ظلم يأجوج ومأجوج، وهذا السد ليس مجرد رمز أخلاقي كما يعتقد الكثيرون، بل هو سد حقيقي مبني من الحديد والنحاس، وذكرت الأحاديث الكثيرة أن هذا السد لا يزال قائما ويمنعهم من فساد الأرض، وهم يحاولون هدم السد والخروج للفساد حتى يقتربون من تحطيمه وينتظرون اليوم التالي لإكمال ذلك، ولكن عندما يأذن الله لهم بالخروج، سيجعلهم يستكملون هدم السد وينزلون على الناس، وفي البداية يذهب أولهم إلى بحيرة طبرية ليشربوا الماء الموجود فيها، ثم يأتي الباقي منهم ويسألون عن الماء الذي كان موجودا، في ذلك الوقت يخاف الناس منهم ويحصنون أنفسهم مما يزيد غرورهم واستبدادهم.
فيقومون برمي سهام في السماء فترجع إليها و بها دماء، وهذه فتنة فيقولون قضينا على أهل الأرض و السماء، لكن الله القادر يرسل إليهم دود يأتي من خلف رأسهم فيأكلهم، حتى يصبحوا طعام لدواب الأرض حتى تسمن الدواب من كثرة لحومهم، و هذه من علامات الساعة الكبرى ففي الحديث الشريف عن حذيفة بن أسيد الغفاري – رضي الله عنه – قال : اطلع النبي – صلى الله عليه وسلم – علينا ونحن نتذاكر . فقال : ” ما تذكرون ؟ ” . قالوا : نذكر الساعة . قال : ” إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات ، فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى بن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ، وفي رواية : ” نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر ” . وفي رواية في العاشرة : ” وريح تلقي الناس في البحر ” رواه مسلم.
وفيما يتعلق بتسلسل خروجهم وفقا لعلامات الساعة الكبرى، ذكر في الأحاديث أن المسيح الدجال سيظهر أولا، ثم يأتي المسيح عليه السلام بعده، ثم يظهر يأجوج ومأجوج. وسيأمر الله المسيح عليه السلام بعدم محاربتهم ويأخذ قومه المؤمنين إلى جبل الطور. وعندما يذهب المسيح عليه السلام إلى جبل الطور، سيحاصرون هناك حتى ينقضي جوعهم ويناجون الله لرفع هذا البلاء عنهم. فيرسل الله دودا من وراء رؤوس يأجوج ومأجوج ليقتلهم جميعا، وتمتلئ الأرض برائحتهم الكريهة. ثم يأمر الله الطيور ويرسلها لتحملهم بعيدا إلى المكان الذي يشاء الله. بعد ذلك، يعيش الناس في أمان ويخرجون ليباركوا الأرض وثمارها. وذكر أن رمانة واحدة في ذلك الوقت ستكون كافية لإشباع الجميع، حتى أن المسلمين سيتوجهون إلى هذا المكان لأداء الحج والعمرة بعد خروج يأجوج ومأجوج، كما ذكر في الحديث الشريف.
مصير يأجوج ومأجوج يوم القيامة
و ذكرت الأحاديث أن يأجوج و مأجوج يمتلكون قوة كبيرة و عظيمة، ولا يقدر عليها أحد و اختلفت الآراء في أسباب، هذه القوة فمنهم من قال بسبب تقدمهم عسكريا و وصولهم إلى التقنيات التي جعلتهم بهذه القوة، و أراء أخرى قالت أن في زمنهم تكون بعد انتهاء هذا الزمن، فيرجع الناس وقتها إلى طرق القتال بالوسائل البدائية التقليدية، و أوضحت الأحاديث و الآيات القرآنية مصيرهم وأنهم من أهل النار، بسبب مدى كفرهم و طغيانهم و ظلمهم في الناس، ففي الحديث يقول الله عز وجل يوم القيامة ” أخرج بعث النار، فيقول : وما بعث النار ؟ فيقول الله عز وجل : من كل ألف تسعمائة و تسعة و تسعين، فيفزع الصحابة رضي الله عنهم، وقالوا: يا رسول الله وأين ذلك الواحد؟ فيقول رسول الله صل الله عليه وسلم، أبشروا فان منكم وجلا و من يأجوج ومأجوج ألفا “.