تفاصيل ” مرحلة المهد “
تمر الفرد بمجموعة من المراحل والأطوار خلال حياته، تبدأ من مرحلة الولادة وتنتهي بمرحلة الشيخوخة والضعف .
مرحلة المهد
تبدأ مرحلة الرضاعة أو مرحلة المهد منذ الصرخة الأولى التي يصدرها الطفل للإعلان عن قدومه إلى الحياة ومغادرته لرحم الأم، وتستمر حتى السنة الثانية من العمر. وعندما يدخل الطفل إلى العالم الخارجي، يتحول من جنين يتطفل على أمه إلى رضيع يكافح من أجل البقاء وأداء وظائفه الفسيولوجية الحيوية مثل التنفس والرضاعة والبلع ومن ثم الهضم والأيض والإخراج والنوم. لذلك، يبذل الرضيع مجهودا كبيرا في التكيف مع هذه المرحلة .
يمكن أن يحدث في بعض الحالات أن يبكي أو يتوتر الطفل، أو يعاني من صعوبة في التقاط ثدي أمه أو الرضاعة، وقد يعاني من عطس أو تقيؤ أو رفض للحليب، وقد يصاب بالحمى أو اليرقان أو عدة أعراض أخرى غير مألوفة في فترة نموه. يحدث في هذه الفترة تطورات نمائية عديدة يمر بها الرضيع الجديد .
مراحل مرحلة المهد
النمو الجسمي في مرحلة المهد
المظهر العام للرضيع يمكن أن يصور في البداية كشخص بشري. يكون لونه أحمرا غامقا ولديه شعر كثيف مغطى بطبقة من الشمع. وتكون رأسه مغطى بشعر كثيف بشكل كبير نسبيا، حيث يشكل ربع طول جسمه تقريبا. يكون الوزن الإجمالي حوالي 3.5-3 كيلو جرام في المتوسط، ويصبح ثلاث مرات أكبر في نهاية العام الأول، أي حوالي 9-10 كيلو جرام تقريبا. أما الطول عند الولادة فيكون حوالي 20 سم ويزداد ليصل إلى 28-29 سم بعد مرور عام .
تتكون جهاز الأعصاب للرضع من نسيج غضروفي رقيق، على الرغم من بدء عملية التصلب فيه قبل الولادة واستمرارها في بعض العظام وتأخرها في البعض الآخر، وهذا هو السبب وراء ندرة حدوث كسور العظام عند الأطفال، حيث يكون العظم مرنا ويستعيد وضعه الأصلي ما لم يتعرض لضغط شديد يؤدي إلى كسره، أما الجمجمة في الجزء العلوي من الرأس فتتصلب تدريجيا وتنضج تماما في غضون سنتين .
فيما يتعلق بالأسنان، فلا يوجد علاقة بينها وبين جوانب النمو الجسمي الأخرى، ولكنها مرتبطة بالعوامل الوراثية، وعادة ما يظهر السن في الجزء الأمامي من الفك السفلي في الشهر السابع من عمر الطفل، ويكون الإناث أكثر تقدما في هذا النقطة .
الجانبي الحسي في مرحلة المهد
يولد الطفل وهو مزود باستعدادات وراثية وقدرات فطرية عديدة فجهازه التنفسي يبدأ في العمل ويتنفس للوهلة الأولى بعد انفصاله عن أمه ويتناول ثدي أمه ويتثاءب ويعطس ويشعر بالألم ويرى ويسمع ولكن وفقًا لقواعد السلوك الانعكاسي ووفقًا لعمل الجهاز العصبي الذي يكون بعد الميلاد غير مكتمل وظيفيًا ولم تتخصص أجزاءه .
فيما يتعلق بالبصر، فإن المولود الجديد لا يركز على الأشياء المرئية، بل يراها على شكل أشباح مهتزة غير واضحة. أما السمع، فيكون ثانيا إلى حد ما عند الولادة، وتظهر الإحساسات التي تتعلق باللمس لدى الوليد في وقت مبكر. وفيما يتعلق بالتذوق، فإن الأطفال يقبلون السوائل المحلاة، ويتعرف الطفل على الروائح ويتعرف على رائحة الأم التي يلتصق بها عند الرضاعة .
بشكل عام، يحتاج الطفل بعد الولادة إلى عدد من الاحتياجات الفسيولوجية الضرورية للبقاء على قيد الحياة .
النمو الحركي في مرحلة المهد
ينمو بشكل متسلسل ومنتظم ومتتابع، يبدأ بالزحف من مكان إلى آخر ثم الوقوف ثم المشي، ويحتاج إلى نمو العضلات والجهاز العصبي والعظمي .
النمو اللغوي في مرحلة المهد
اعتبر علماء الطفولة صرخة الميلاد بأنها الإشارة اللغوية الأولى التي يطلقها الوليد معلنًا عن مجيئه لهذا العالم وظل لغة الطفل في الأشهر الأولى من عمره عبارة عن صراخ ويأخ نمط ووتيرة واحدة وفي الشهر الثاني يدخل الطفل في مرحلة جديدة في سياق تطوره اللغوي يبدأ في نطق الحروف أأأ ووو ببباء ممييم وهكذا ويحاول بعد ذلك تقليد الكبار من الشهرين السابع للتاسع في الشهر الثالث عشر يقول ماما وبابا يكون التطور اللغوي للطفل سريع بعد نطقه للكلمة الأولى .
النمو الانفعالي في مرحلة المهد
يظهر الأطفال استجاباتهم منذ فترة مبكرة بعد الولادة وتتشابه المراحل التي يمرون بها في النمو الانفعالي، ولكن تختلف الطرق باختلاف البيئات والفروق الفردية، ويسهمالتعليم بشكل كبير في نمو وتطوير انفعالات الطفل. كما يستخدم الطفل التقليد للتعبير عن انفعالاته .
النمو العقلي في مرحلة المهد
يولد الطفل وهو لا يمتلك فهمًا لما يحيط به، ولا يمكنه حل المشاكل التي تحيط به أو ابتكار طرق جديدة، ولكن يكتسب هذه المهارات مع النمو والتعليم والخبرة العملية .