ادبروايات

تحليل رواية شئ من الخوف وأبرز شخصياتها

أبرز شخصيات رواية شئ من الخوف

في إحدى قرى مصر في فترة حكم أحد الزعماء، ربط المؤلفون الأحداث في الفيلم بالرمزية المرتبطة بالرئيس جمال عبد الناصر، ليعكسوا واقع الحياة السياسية والاقتصادية والفكرية في ذلك الوقت، ويكون الفيلم عبارة عن مرآة تعكس بشكل غير مباشر الحياة في تلك الفترة

في هذا الفيلم، قصيدة الحب تعبر عن الطهر والبراءة والنقاء، ويتميز القلب الذي يمتلك الحب والطهر بالنقاء، وتجتمع قلوب البطلين في ظل المزارع في قريتهما لينموا معا، وينمو الحب في قلوبهما بدون حقد ولا غيرة

هكذا يقول فيلم شيء من الخوف، والذي يختلف في بعض تفاصيله عن الرواية، حيث تشير رواية شيء من الخوف إلى قصة حب أخرى مختلفة عن تلك القصة الموجودة في الفيلم، إذ تتحدث الرواية عن حب طلعت وفؤادة وليس بين عتريس وفؤادة كما هو الحال في الفيلم، حيث يكون عتريس هو الغاصب لحب طلعت وفؤادة

  • شخصية عتريس

تتجلى شخصية عتريس في الرواية منذ ظهورها الأول في فترة الطفولة وحتى آخر لحظات ظهورها في الرواية، وهي تصور كشخصية شريرة. في طفولتها، تسببت في إزعاج البائع وإيذاء الآخرين بناء على تأثير جدها الذي كان يسيطر على قرية الدهاشنة واستمرت في سلوكه وسيرته في الحياة بعد وفاته. وعتريس هي نتيجة زواج رجل شرير من امرأة طيبة القلب وحنونة، وقد تزوجها دون أن يتوقع تأثير جده على ابنه وتحوله ليصبح مثله، ونتيجة تلك الزيجة هي عتريس، الذي أصبح مزيجا من الشر السائد بسبب جدها وقليلا من الحب المكتوم تجاه فؤادها، والذي ورثته عن والدها

  • شخصية طلعت

طلعت هو ابن فايز بك، وهو صديق والد فؤاده الأستاذ حافظ، ووالده فايز بك كان رجلا جيدا، ووالدته تفيدة هانم كانت مثقفة، وعناية تفيدة بتعليم فؤادها وثقافتها ساعدت على زيادة وعي فؤادها ونضج عقلها

  • شخصية فؤادة

فؤادة” هي شخصية في الرواية، وفي بداية الرواية، يشير الكاتب إلى نقاء أصلها، حيث يكون والدها “حافظ” رجلا طيبا وخلوقا، ووالدتها “فاطمة” امرأة نقية. ويظهر في إحدى مشاهد الرواية مفارقة اتخاذ القرارات وتأثيرها على الحياة، حيث يقرر أحد الأصدقاء الزواج من فتاة يسيئ لها السمعة، بينما يقرر الآخر الزواج من فتاة طيبة الأصل، فتنجب الأول عتريسا يتشرب سلوك جده، والثاني ينجب “فاطمة” التي تتشرب خلق أصلها، و”فؤادة” التي تتربى على القوة وترفض الخضوع للظالم

  • شخصية حافظ

حافظ هو والد فؤادة وصديق سابق لأبو عتريس، رجل بسيط، ولكنه من أعيان القرية، تزوج من فتاة احبها حب طاهر وهي فاطمة أم فؤادة نصح صديقة بعدم الدخول في علاقة مع امرأة يملأ الدنيا سيرة والدها السئ ولكنه يصر حتى أنه يرفض مجرد مباركته للزواج، لم ينجب هو وفاطمة سوى هذه الابنة المعتزة بنفسها، القوية فؤادة، والذي يعرف جيداً قوة عتريس ويتلاشى أي صدام معه، حتى يصبح الصدام داخل بيته، وجزء من أسرته، فلا يجد حل سوى الاستسلام، وعلى الرغم من علاقته بصديقه فايز بيه، ورغبته في زواج ابنته من طلعت ابنه، لكنه لا يملك الرفض لطلب عتريس، ولا الموافقة على طلب طلعت وابيه فايز.

تحليل رواية شئ من الخوف

عندما كتب الكاتب ثروت أباظة رواية شئ من الخوف، ورد من مصادر عدة أنه تم توقيع تعهد منه على ورق أنه لا يقصد بتلك الرواية التعرض للسلطة السياسية القائمة في مصر في ذلك الوقت، وإنما أراد إسقاط الاحداث على الاحتلال والاستعمار، حتى يسمع لروايته أن ترى النور، كما أنه تم منعها من العرض، بعد تحويلها لفيلم سينمائي، حتى أعلن مخرج الفيلم صراحة أن لا علاقة بالفيلم، وأحداثه بأي إسقاط سياسي، ومع تحليل الرواية في السطور القادمة يمكن لكل قارئ أن يستخلص بنفسه حالة وجود علاقة حقيقية تربط بين الرواية، ومن ثم الفيلم والسياسة في ذلك العصر.

الرواية تسير على نهج سرد للأبطال لمواقف حياتهم، بشكل منفرد تحكي الرواية عن قرية في مصر اسمها قرية الدهاشنة، بها زمن أو جيل عاش فيه جيل الشيخ إبراهيم وجد عتريس، في حين كان جيل حافظ وفايز، ووالد عتريس شباب يخططون لحياتهم، ومستقبلهم، ومن يريد الزواج بمن، والتعليم والحب، وكل ذلك، ثم تنتقل الرواية لجيل جديد فيه فؤادة وعتريس وطلعت ومحمود جيل جديد يتصارع بين النقاء والحب والشر، وما ورثه كل منهم عن أصله، وأهله.

يعيش العتريس بعيدًا عن القرية مع جده، ويختطف المرأة التي يحبها ليذهب بها إلى القرية ويروي لها قصته، ويحب محمود، رمز الثورة، فتاة بصدق، ووالده الشيخ إبراهيم رجل لا يقبل أن يقول إن الباطل حلال، ويظل جواز عتريس من فؤادة باطلاً ما لم يكن بموافقتها أو رضاها.

عتريس هو شخص يعرف الحب الذي يتميز بقلبه النقي والذي ورثه عن أبيه، ويتضح هذا في شخصية شراك الذي يعيش صراعًا بين الحب والشر، وتحب فؤادته طلعت، ولكن تحرم منه بسبب عتريس، ومع ذلك فهي ترفض التخلي عنه وتصمد رغم التهديدات والخوف الذي يحيط بها 

تحكي القصة عن سطوة القوة واستغلال الضعف، وعن الصمت الذي يلف الشعوب، وفي نفس الوقت تسلط الضوء على قوة الحق وتأثير التمسك به، وترمز إلى فكرة هامة وهي أن التخلص من الطاغية يتطلب ثمنًا قد يكون دماء طاهرة مثل دماء محمود التي سالت دفاعًا عن الحرية.

 وقد تكون كلمة حق تكتب على جدار المسجد كما فعل الشيخ إبراهيم بفعل بسيط أدهش القرية حيث اشترى الطباشير وكتب على جدران الجامع، جواز عتريس من فؤادة باطل، كلها رموز الصراع، التي تنطبق على أزمنة عدة وبلاد مختلفة، تفتح الأعين وتسقط تحليلها الشخصي ورؤيتها الخاصة، وربما لم ترى فيها أكثر من رواية حب لفتاة ترفض خب رجل شرير، وهو ما أراده صناع الفيلم وكاتب الرواية حتى لا يقعا بها تحت طائلة الاعتقال.

كلمات أغاني فيلم شئ من الخوف

تنوعت الأغاني في الفيلم بعد تحويله من الرواية، وكان لعبد الرحمن الأبنودي دورا في ذلك، حيث أضفى عليها طابعا يشبه المواويل، بدءا من التتر الخاص بالفيلم، واستخدمت فيها أساليب واضحة، وتم إدخال الأغاني في بعض مشاهد الفيلم بدلا من السيناريو، وكانت هناك هذه الكلمات:

لا يوجد لدينا معلومات عن مكان يسمى الدهاشنة

 ربما لم يكن هناك مكان أبدا ** ربما في كل مكان

في الداخلة، يوجد غل يتم رميه على الطرق والمنازل

 الدهاشنة كل ساع الارض غل

 العارف طريقه يمشي يمشي فيه يضل

فى الدهاشنة ضل مطرح ما يحل

يملي الدنيا خوف خوف

قصة الهويس في شئ من الخوف

انتشرت في الآونة الأخيرة قصة عن الهويس الذي ظهر في فيلم شئ من الخوف، تقول تلك القصة أن الممثل صلاح ذو الفقار، وهو منتج الفيلم قد قدم لأهل القرية التي تم تصوير الفيلم لها، الهاويس هدية، أو شرط للتصوير بها، على أن يخرج اهل القرية في مشهد فتح فؤادة للهويس، ويشاركون بشكل حقيقي في المشهد.

أعلن أحد أقارب العمدة السابق الذي كان يحكم القرية في ذلك الوقت مؤخرًا عن عدم صحة القصة الشائعة التي تحدثت عن حاجة القرية لبناء هويس، وأكد أن الهويس تم بناءه بالفعل. وبالعكس، فإن بيتًا تم حرقه خلال تصوير الفيلم بتكلفة تجاوزت كثيرًا تكلفة بناء الهويس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى