تعد معركة ليبانت واحدة من أشهر المعارك التي وقعت بين الدولة العثمانية والأوروبيين والصليبيين، وذلك بسبب نوايا الدولة العثمانية في الاستيلاء على جزيرة قبرص التي تحظى بمكانة مرموقة عند الصليبيين. عندما علم العالم المسيحي بتلك النوايا، قرروا التحالف وتشكيل أسطول قوي لمواجهة الدولة العثمانية .
ما قبل معركة ليبانت
كان هناك أحد سلاطين الدولة العثمانية و هو السلطان سليمان القانوني، و الذي كان عاشر السلاطين العثمانيين، و أشهر ما تم ذكره عن هذا السلطان، هو أنه من السلاطين العثمانيين الذين جعلوا الدولة الإسلامية أقوى و أفضل دولة في العالم، فقد ساعد الدولة في الوصول لأقصى اتساع لها.
أصبح السلطان سليمان القانوني، الذي حكم الدولة العثمانية في تلك الفترة، مشهورا بين السلاطين، مما جعل العديد من الأعداء يسعون إلى تدمير الدولة. وعندما توفي السلطان سليمان القانوني، ورث الحكم ابنه السلطان سليم الثاني، وهو السلطان العثماني الحادي عشر. وخلال فترة حكمه، شهدت البلاد العثمانية العديد من الحركات التمردية، ومن بينها تمرد اليمن وحصارها للعثمانيين.
قرر السلطان أن يكلف صوقولو باشا بإدارة شؤون الدولة، بسبب جهل السلطان سليمان الثاني في الشؤون الإدارية. وضع صوقولو باشا العديد من الأهداف المختلفة للدولة وإدارتها، وكان من أهدافه الرئيسية الاستيلاء على جزيرة قبرص. كان ذلك جزءا من خطته الرئيسية لضمان الطريق البحري إلى مصر. حاول صوقولو باشا البدء في تنفيذ خطته للسيطرة على جزيرة قبرص .
الاستعداد لمعركة ليبانت
عندما بدأ صوقولو باشا في تنفيذ مخططه، انتشر هذا الخبر وعرفت أوروبا بنوايا السلطان سليم الثاني، وفي ذلك الوقت كانت قبرص جزيرة مهمة ومرموقة في العالم المسيحي. عندما وصلت هذه الأخبار إلى المسيحيين، عقد البابا بيوس الخامس معاهدة ضد الدولة العثمانية، لأنه لن يستطيع مواجهتها بدون دعم من دولة أخرى.
ويطالب بتوحيد جميع الدول المسيحية لمواجهة الدولة العثمانية وهذه النوايا لمنعها من السيطرة على قبرص، وعندما علمت الدولة العثمانية بالتحالف ضدها، حاولت تجهيز أسطولا لتدمير الأسطول الصليبي، وكان الأسطول الصليبي في ذلك الوقت قويا جدا.
و كان يملك خبرة كبيرة في القتال البحري، و كان قائد هذا الأسطول دون خوان، أما السفن الموجودة في الأسطول العثماني فقد ذهبت لميناء ليبانت، و ظن العثمانيون أنه لا يوجد قتال و بدأ الضباط في ترك الأسطول، و لم يستطع قادة الأسطول السيطرة عليهم، و ذلك بسبب عدم خبرتهم لأننا نجد أنهما قادة جيش بري و ليس بحري .
سير المعركة و نتيجتها
ظل الأسطول العثماني في ميناء ليبانت في مكانه، و لكن ما حدث أن الصليبيين قد اتجهوا لهذا الميناء أيضاً للقضاء على الأسطول العثماني، و عندما حاول قادة الأسطول العثماني إيجاد حل لهذا الموقف قبل أن يأتي الصليبيين، لم يجدوا أي حل بسبب خبرتهم القليلة في القتال البحري، و قرروا أن يواجهوا هذا الأسطول الصليبي.
رغم أن القادة البحريين داخل الأسطول، كان رأيهم غير ذلك، لأنهم يعرفون أن نتيجة هذه المعركة لن تكون لصالحهم إذا دخلوها، و لكن قادة الأسطول لم يسمعوا رأي أهل الخبرة، و قرروا دخول هذه المعركة، و نجد أن نتيجة هذه المعركة واضحة قبل حتى بدايتها، لأن الأسطول الصليبي اقوى من حيث الخبرة و من حيث العدد و التجهيز القوي، و ذلك على عكس الأسطول العثماني.
و كانت هذه المعركة قوية و شديدة و دموية، و كانت الخسائر كبيرة جداً في هذه المعركة، حيث خسر العثمانيون الكثير من الأرواح و المعدات الخاصة بهم، و كانت هذه المعركة سبب في تخريب علاقة الدولة العثمانية مع أوروبا، و كان الإنتصار في معركة ليبانت للأوروبيين و للأسطول الصليبي القوي .