تاريخ منطقة عيون الجواء .. موطن « عنتره بن شداد »
تاريخ منطقة عيون الجواء
تقع منطقة عيون الجواء في شمال غرب منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية، حيث كانت هذه المنطقة موطنًا لقبيلة عبس واشتهرت بوجود العديد من المعارك فيها.
يوجد في تلك المنطقة صخرتان مشهورتان، ويروي سكان وأهالي محافظة عيون الجواء عن جمالية تكوينهما، وتشير هاتان الصخرتان إلى قصة الحب الشهيرة بين عنتر وعبلة. وكانت تسمى هاتان الصخرتان بصخرة أو حصاة النصلة عندما انقلبت تسميتهما بعد ذلك لتصبح باسم عنتر بن شداد. تقع هاتان الصخرتان في شمال محافظة عيون الجواء، وشمال غاف الجواء شمال غرب القصيم، وتبعد عن بريدة حوالي ثلاثين كيلومترا. يقطن المنطقة حوالي ٢٨ ألف نسمة، وتغطي مساحة عيون الجواء حوالي ٢٥٤٤ كيلومتر مربع
تعد الصخرة واحدة من أهم المعالم السياحية التي تقع على مسار السياحة المعتمد لمنطقة القصيم، وهو مسار مخصص في مسار التراث الأدبي الذي تتبناه المنطقة شرقاً لموقع الصخرة.
تتميز منطقة القصيم بالعديد من المعالم السياحية المتنوعة والمواقع التراثية الوطنية التي تتكامل مع كل مكان، وتقدم بعضها تجربة فريدة للزوار.
يعد مسار عنترة بن شداد من أشهر الممرات السياحية التي يزورها السائحون في المنطقة، وقصصها التاريخية وثرائها في الأدب والأنثروبولوجيا
تعرضت الصخرة في عام 2019 لتغير وتشويه وطمس، وتم إجراء صيانة وتنظيف وإزالة الشوائب من قبل فريق مختص في الآثار وحفظ النقوش الأصلية.
تتميز منطقة عيون الجواء بوجود مياه وخصوبة في أراضيها، وتحيطها الصحراء من جميع الجهات، كما تزخر بالزراعة مثل القمح والشعير والفواكه.
تحتوي على معالم أثرية مثل صخرة عنتر (حصاة النصلة) مما يجذب السياح إليها.
تشتهر هذه المحافظة بالتجارة بعد صلاة الجمعة، حيث يقوم سكانها بالبيع في السوق الشعبي للخضروات والفواكه والأغنام، ويوجد بها أيضا سوق يوم الاثنين لبيع الملابس والأدوات المنزلية
نبذة عن عنتر بن شداد
كل عربي سمع عن عنترة بن شداد، المحارب العربي الشهير، الذي كان يتمتع بقوة نادرة في الفروسية والدفاع عن العرض والقبيلة، وتم تقديم سيرته الذاتية في سلسلة أفلام ومسرحيات لتلك الحقبة التاريخية الخصبة، فمن هو هذا البطل وأين يعيش
عاش عنتر بن شداد في منطقة عيون الجواء، وهذه المنطقة تتمتع بحياة حضرية في العديد من المجالات مثل بعض محافظات السعودية، وهي معروفة بموقعها الاستراتيجي. تحتوي محافظة عيون الجواء على عدد من المراكز. هذه المنطقة كانت مأهولة منذ العصور الإسلامية حيث استوطنتها قبيلة عبس وعرفت بكثرة الشعر الذي غناه عنتر عن حب عبلة
يقال أن عنترة بن شداد كان يربط حصانه الخاص بالصخرة لمقابلة عبله. ولد عنترة في عام 525، وكان سبب وفاته أنه قتل في إحدى المعارك في يوم 1 يناير 608. وفي ذلك الوقت، كان عمره ثمانين وثلاث سنوات، وكانت مهنته ركوب الخيل والشعر، وكان أهل المنطقة يلقبونه بأبو الفرسان. سمي عنترة بهذا الاسم بسبب قوته وشجاعته، وكان لديه أخ يدعى شيبوب بن شداد
في فترة الجاهلية، كان من العادات العربية عدم الاعتراف بأبناء العبيد، ولذلك عوَّم عنترة بن شداد بأنه عبدٌ من قبل والده وقومه، بالرغم من ادعاءاته الدائمة بأنه ابنه، لأن والده أنجبه من جارية ورفض شداد أن ينسبه إليه.
أما عن اعتراف أبيه به فقصته أنه ذات يوم، في ذروة مشاكل كثيرة للقبائل العربية، تعرضت قبيلة الطي لقدوم من قبيلة بني عبس، وكان من عادات العرب أن يتم اخبار القبيلة المهاجمة ليتحضر الخصمين، وكان نية الطي هي الانتقام من بني عبس، لذلك كانت جاهزة للهجوم لذا استعدت وذهبت إلى مضرب واندلعت معركة شرسة رفض عنترة بن شداد في البداية المشاركة في المعركة الشرسة واشترط موافقة والده في المعركة أمام الجميع، وبعد الحصول على موافقة والده تدخل عنترة بن شداد لقلب مجرى المعركة وتهدئتها وانقلبت لصالحهم من بني عبس، الذين احتفلوا بابن شداد بعد القتال كواحد من أهم رجالهم وأحد أكثر المقاتلين في الفروسية، يشتهر عنتر بحبه وشغفه لابنة عمه عبلة بنت مالك، تربطهما علاقة حب طويلة الأمد.
أين توجد المناطق الأثرية في عيون الجواء
تتميز النقوش الثمودية بالخطوط العمودية والأفقية، وكان هناك نقش مائل أيضًا، وكانت هذه النقوش موجودة في مناطق أخرى أيضًا.
تقع منطقة الحنادرإلى الجهة الغربية على بعد 15 كيلومترا، وعثر على فقرتين كتابيتين على تلال حمراء في الأعلى.
منطقة حصاة النصلة هي تل صخري عثر فيه على عدة نصوص ثمودية، وتشتهر بكونها نقطة التقاء عنترة بن شداد وحبيبته عبلة. وتشير هذه النقوش إلى أهمية المنطقة في الفترة من حوالي 2000 قبل الميلاد من القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرنالأول أو الثاني بعد الميلاد.
- المرقب: هو مبنى مرتفع عن الأرض كان يستخدم في الماضي للمراقبة، وقامت الحكومة السعودية بتجديده وإنشاء خزان مياه كبير لخدمة سكان المنطقة.
- الخندق: تم حفر خندق في المنطقة الشمالية من قرية (أوثال) وذلك في عهد سكان قريتي بني هلال وأوثال، ولا يزال هذا الخندق قائما حتى اليوم.
- المزارع: تنتمي هذه المزارع إلى عائلات محافظة عيون الجواء، وتقع في نفس المحافظة، وتعود هذه المزارع إلى عصور قديمة جدًا ويقدر عمرها بعدة سنوات.
- الآبار المستخدمة لري المزارع.
ما هي القرى التابعة لهذا المحافظة
- غاف الجواء.
- أوثال.
- الصلبية.
- روض الجواء.
- الكدادية.
- كبد.
- المخرم.
- الحمادة.
- الفيضة.
- قرية الطراق
أشعار عنترة بن شداد
قصيدة إذا كان دمعي شاهدي
إِذا كانَ دَمعي شاهِدي كَيفَ أَجحَدُ
وَنارُ اِشتِياقي في الحَشا تَتَوَقَّدُ
وَهَيهاتَ يَخفى ما أُكِنُّ مِنَ الهَوى
وَثَوبُ سِقامي كُلَّ يَومٍ يُجَدَّدُ
أُقاتِلُ أَشواقي بِصَبري تَجَلُّد
وَقَلبِيَ في قَيدِ الغَرامِ مُقَيَّدُ
إِلى اللَهِ أَشكو جَورَ قَومي وَظُلمَهُم
إذا لم أجد مسندًا في المسافة المحددة
خَليلَيَّ أَمسى حُبُّ عَبلَةَ قاتِلي
وَبَأسي شَديدٌ وَالحُسامُ مُهَنَّدُ
حَرامٌ عَلَيَّ النَومُ يا اِبنَةَ مالِكٍ
وَمِن فَرشُهُ جَمرُ الغَضا كَيفَ يَرقُدُ
سَأَندُبُ حَتّى يَعلَمَ الطَيرُ أَنَّني
حَزينٌ وَيَرثي لي الحَمامُ المُغَرِّدُ
وَأَلثِمُ أَرضاً أَنتِ فيها مُقيمَةٌ
لَعَلَّ لَهيبي مِن ثَرى الأَرضِ يَبرُدُ
رَحَلتِ وَقَلبي يا اِبنَةِ العَمِّ تائِهٌ
عَلى أَثَرِ الأَظعانِ لِلرَكبِ يَنشُدُ
لَئِن يَشمَتِ الأَعداءُ يا بِنتَ مالِكٍ
فَإِنَّ وِدادي مِثلَما كانَ يَعهَدُ
قصيدة أشارت إليها الشمس
إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبى العَلَمَ السَعدي
طَفا بَردُها حَرَّ الصَبابَةِ وَالوَجدِ
وَذَكَّرَني قَوماً حَفِظتُ عُهودَهُم
فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهدي
وَلَولا فَتاةٌ في الخِيامِ مُقيمَةٌ
عندما اخترت القرب من المنزل في يومٍ عن البعد
مُهَفهَفَةٌ وَالسِحرُ مِن لَحَظاتِه
إِذا كَلَّمَت مَيتاً يَقومُ مِنَ اللَحدِ
أَشارَت إِلَيها الشَمسُ عِندَ غُروبِه
تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُجى فَاِطلِعي بَعدي
وَقالَ لَها البَدرُ المُنيرُ أَلا اِسفِري
فَإِنَّكِ مِثلي في الكَمالِ وَفي السَعدِ
فَوَلَّت حَياءً ثُمَّ أَرخَت لِثامَه
وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِبَ الوَردِ
وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِه
كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَفِ الحَدِّ
تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَدٌ
من المدهش أن ينحني السيف داخل الغمد
مُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضومَةُ الحَش
مُنَعَّمَةُ الأَطرافِ مائِسَةُ القَدِّ
يَبيتُ فُتاتُ المِسكِ تَحتَ لِثامِه
فَيَزدادُ مِن أَنفاسِها أَرَجُ النَدِّ
وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحتَ جَبينِه
فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجى شَعرِها الجَعدِ
وَبَينَ ثَناياها إِذا ما تَبَسَّمَت
مُديرُ مُدامٍ يَمزُجُ الراحَ بِالشَهدِ
شَكا نَحرُها مِن عَقدِها مُتَظَلِّم
فَواحَرَبا مِن ذَلِكَ النَحرِ وَالعِقدِ
فَهَل تَسمَحُ الأَيّامُ يا اِبنَةَ مالِكٍ
بِوَصلٍ يُداوي القَلبَ مِن أَلَمِ الصَدِّ
سَأَحلُمُ عَن قَومي وَلَو سَفَكوا دَمي
وَأَجرَعُ فيكِ الصَبرَ دونَ المَلا وَحدي
وَحَقِّكِ أَشجاني التَباعُدُ بَعدَكُم
فَهَل أَنتُمُ أَشجاكُمُ البُعدُ مِن بَعدي
حَذِرتُ مِنَ البَينِ المُفَرِّقِ بَينَن
وَقَد كانَ ظَنّي لا أُفارِقُكُم جَهدي
فَإِن عايَنَت عَيني المَطايا وَرَكبُه
فَرَشتُ لَدى أَخفافِها صَفحَةَ الخَدِّ