تاريخ قيام الدولة السعودية الأولى
تم بدء تأسيس الدولة السعودية الأولى في سنة 1139 هـ الموافقة لسنة 1727 م، من قبل الأمير محمد بن سعود آل مقرن أمير الدرعية وحاكم الدولة الأولى، وأطلق عليها في تلك الحقبة اسم إمارة الدرعية، وانتهت على يد الاحتلال العثماني بقيادة إبراهيم باشا في عام 1818 م.
الدعوة الإصلاحية
أقام مؤسس الدولة السعودية الأولى، الملك محمد بن سعود، دعوة تسمى الدعوة الإصلاحية، وكانت تهدف إلى تشكيل تحالف بين الدعوة التي يقودها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وعائلة آل سعود التي يقودها الأمير محمد بن سعود نفسه. أطلقت على هذا التحالف ميثاق الدرعية في عام 1157هـ الموافق 1745م. كان هدف الدعوة تحقيق تحالف لمحاربة كل أشكال الكفر والشرك في شبه الجزيرة العربية، ودعوة الناس إلى الإيمان والصلاح بالقول والعمل، والعودة إلى حكم كتاب الله وسنة رسوله. حققت هذه الدعوة نجاحا كبيرا وحظيت بتقبل واسع.
توسع الدولة السعودية الأولى
ظلت ملوك الدولة السعودية الأولى توسعا حتى استطاعوا ضم العديد من الإمارات إليها، مثل إمارة الإحساء. وقد سيطروا أيضا على قطر بعد هروب ملكها إلى دولة البحرين. توسعوا في إقليم العارض، أو بمعنى أدق في الرياض، وامتد توسعهم أيضا إلى أقاليم الوشم والخرج وسدير والقصيم. تمكنوا أيضا من ضم جبل الشمر، وامتد توسعهم في شرق نجد ومناطق الخليج العربي. ووصلت الفتوحات في ذلك الوقت إلى البحرين والحجاز. وكان ذلك نتيجة لقوة الجيش السعودي الذي كان يقوده حكام المملكة خلال فترة حكمهم وسلطتهم، ومن بين هذه المعارك الشهيرة
1- التوسع في نجد
بعد ميثاق الدرعية، بدأت إمارة الدرعية حملتها لنشر الدعوة الإصلاحية والبيعة لأمير الدرعية محمد بن سعود. ومع ذلك، لم يكن هذا الأمر سهلاً على الإطلاق، نظرًا لتعدد الحروب والعداءات التي واجهتها الدولة، ورفض العديد من الخصوم للدعوة الإصلاحية أو ما يشار إليها بالوهابية، نسبةً إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
2- إقليم العارض
يشمل إقليم العارض مدينة الرياض والدرعية والعيينة وضرما ومنفوحة. خاضت إمارة الدرعية أكثر من سبعة عشر معركة لمدة سبعة وعشرين عاما، بما في ذلك معركة الشياب ومعركة العبيد. استمر القتال والنزاع حتى طلب دهام بن دواس أمير الرياض في ذلك الوقت الصلح مع الشيخ محمد والإمام محمد بن سعود.
نهاية الدولة السعودية الأولى
انتهت الدولة السعودية الأولى، إمارة الدرعية، بعد أن قامت بالعديد من الفتوحات وأضمت أكبر المدن والمناطق في شبه الجزيرة العربية. وكان لذلك تأثير كبير على قوة وسطوة الدولة العثمانية في شبه الجزيرة العربية بشكل عام، وخاصة في أراضي المملكة حيث كانت إمارة مكة والمدينة تحت الاحتلال العثماني. ولذلك، لم تتردد الجيوش العثمانية في اتخاذ إجراءات قوية ضد تلك الجيوش الشجاعة التي توحدت وواجهت الاحتلال وكل ما يعوق تأسيس الدولة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية
لذلك، أمر محمد علي والي الدولة العثمانية بشن حملات عسكرية مزودة بالأسلحة والجنود للسيطرة على المد الذي يقوده إمارة الدرعية والحركة الإصلاحية، ونجح في ذلك بفضل الأسلحة والمعدات التي كانت تفوق جيش الدرعية، مما أدى إلى انتهاء الدولة السعودية الأولى، واستولى العثمانيون على جميع إماراتهم وسيطروا عليها، وتم القبض على الإمام عبد الله بن سعود وآل سعود الشجعان وإرسالهم إلى إسطنبول حيث تم إعدامهم. رحمهم الله .