نشأة مدينة اسطنبول التركية تاريخيا
تعد اسطنبول واحدة من أكبر وأهم المدن في التاريخ، حيث تعاقبت عليها العديد من دول العالم القديم في حكم المدينة، وتعاقبت عليها أيضًا العديد من الأديان. وبفضل هذا التاريخ العريق، استطاعت اسطنبول أن تحفر اسمها بأحرف ذهبية في سجلات التاريخ القديم .
كيف نشأت مدينة اسطنبول
– في البداية كانت اسطنبول لها العديد من الأسماء ، و كان كل اسم من أسمائها يرتبط بدولة حكمتها فترة أو أثرت في تاريخها ، و من بين هذه الأسماء ، مدينة قسطنطينية أو مدينة الأستانة ، أو روما الجديدة و غيرها .
تعتبر مدينة اسطنبول واحدة من أكبر مدن العالم من حيث عدد السكان، وكانت لفترات طويلة محطة ومركزًا لنشر الثقافة والحضارة للعالم، ولقد حصلت على العديد من الألقاب مثل مدينة المآذن ومدينة التلال السبع وروما الجديدة .
كانت اسطنبول عاصمة لعدة دول في العالم القديم، وكانت من بين هذه الدول الإمبراطورية الرومانية المترامية الأطراف، وهذا الأمر يعود إلى عام 395 ميلادية، ومنذ ذلك الحين اعتنق أهل اسطنبول المسيحية، وأصبحت المدينة مقدسة لدى المسيحيين .
بعد ذلك، أصبحت المدينة عاصمة للدولة البيزنطية المسيحية، وبعد ذلك تحولت إلى مركز للخلافة الإسلامية في عام 1517 وظلت على هذا الوضع حتى انهيار الدولة العثمانية .
السر في تسمية اسطنبول
في بداية إنشاء مدينة اسطنبول كانت تحكمها اليونانيون، وكانوا يطلقون عليها اسم بيزنطة، وكان ذلك في حوالي 660 قبل الميلاد حيث كان يطلق عليها اليونانيون اسم بيزاس، وظلت على هذا الاسم لفترة قصيرة من الزمن .
بعدها حكمتها الإمبراطورية الرومانية، وكان حاكمها قسطنطين الأول، وذلك في عام 330 ميلاديا، وكان هدف قسطنطين الأول حينها هو إنشاء مدينة عالمية، فاهتم بإقامة المتاحف فيها وعمل على تزيين المدينة وإعادة إعمارها حتى أطلقوا عليها اسم روما الجديدة أو روما الثانية، وذلك للتمييز بينها وبين روما الأصلية، وكانت عاصمة تلك المدينة القسطنطينية .
بسبب جمال المدينة الفائق، أصبحت إسطنبول أجمل من أي مدينة أخرى في العالم، حتى أن روما لم تعد تضاهيها في الجمال، وأصبح الذهاب إليها والعودة منها يُشار إليهابـ”المدينة”، وهذا الاسم يشير إلى “أستنبولين” في اللغة اليونانية، ومن هنا اشتق لفظ “إسطنبول” بعد تحريف العرب للكلمة .
– أستمرت المدينة عاصمة للدولة البيزنطية حتى عام 1453 ميلاديا ، حيث سقطت المدينة على يد الفتح الإسلامي ، و كان ملكها في ذلك الوقت هو محمد الثاني الفاتح ، و تم تغيير أسمها إلى إسلامبول ، و كانت تعني مدينة الإسلام ثم بعدها مرورا بالحكم العثماني ، و الذي أتخذ من المدينة عاصمة لحكمه و عرفت بالأستانة .
من بين جميع هذه الأسماء، لا يزال لفظ اسطنبول عالقا في ذهننا، وهو مشتق من الكلمة اليونانية .
تعاقب مراحل التاريخ على اسطنبول
– عصور ما قبل التاريخ : تشير الحفريات والآثار إلى أنه كانت مدينة اسطنبول مأهولة بالبشر في أيام العصور الحجرية، وكانت مأهولة في ذلك الوقت بقبائل تُدعى بالقبائل التراقية، وصولاً إلى العصر النحاسي، ثم سكنها الفينيقيون .
يعود تاريخ اسطنبول الفعلي إلى عام 660 قبل الميلاد، أي في فترة تأسيس الدولة البيزنطية، حيث كانت عاصمة تتميز بالدين المسيحي وكانت مقرًا للبطريرك المسيحي، واستمرت كذلك حتى عام 196 ميلادي .
ومن الأشياء التي جعلت اسطنبول محطة للحضارات هو موقعها الجغرافي المميز الذي يطل على خليج البسفور .
كانت العاصمة للخلافة الأموية وتعاقب عليها الملوك في العهد العثماني، وحققت العديد من الفتوحات وصولا للجمهورية التركية، واهتم بها العرب المسلمون .