تاريخ الدولة الرسولية و حكمهم
الدولة الرسولية هي إحدى الدول الإسلامية الهامة التي حكمت اليمن في الفترة من 626 إلى 858 هجرية. وكان عمر بن رسول هو مؤسس هذه الدولة .
الدولة الرسولية
– بعد أن تمكن عمر بن رسول من الاستقلال عن الدولة الأيوبية ، قام بتنصيب نفسه حاكما مستقلا ، و لقب بالملك المنصور ، بعدها تمكن من توحيد البلاد و اتخذ مدينة تعز عاصمة له .
يُعرف عن هذا الرجل أنه كان رجلاً طموحاً وسياسياً بارعاً، إضافة إلى أنه كان لديه قاعدة شعبية كبيرة، ما ساعده على بناء الدولة الرسولية على أساس قوي، ومن ثم تمكن من السيطرة على الكثير من البلدان والمناطق الشمالية، وصولاً إلى الحجاز ومكة .
تعرض عمر بن رسول للقتل على يد ابن أخيه في عام 1249، وتمكن الملك المظفر يوسف الأول من هزيمة القاتل والتصدي لمحاولات الزيدية الهادفة إلى زعزعة الدولة الرسولية، وبسبب ذلك أصبح الملك يوسف الأول معروفاً بلقب “المظفر .
وبعد ذلك تمكنوا من إسقاط بغداد، وتم نقل العاصمة من مدينة صنعاء، وقام الملك المظفر بإرسال كسوة للكعبة المشرفة بعد أن حاول المغول إتلاف الكسوة الموجودة .
يُذكر أن الملك المظفر قام ببناء العديد من المدارس والقلاع والحصون خلال فترة حكمه التي امتدت لمدة تقرب من 47 عامًا، وبعد وفاته، وصفه أعداؤه من الزيديين بأنه أعظم ملوك اليمن .
حكم الدولة الرسولية
نجح الرسولين في بناء العديد من القلاع، ومنها قلعة القاهرة الموجودة في مدينة تعز، وجامع ومدرسة المظفر، والمدرسة الأسدية، والمدرسة الياقوتية، والمدرسة المعتبية، وغيرها .
– كانت هذه الدول تهدف إلى تعزيز المذهب الشافعي، وكانت جميع ملوك بني رسول من المتعلمين، لذا حاولوا إنشاء المكتبات وتحسينها بالكتب، وكذلك إنشاء مراكز لدراسة المذهب الشافعي، وانتشرت هذه المراكز في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى الاهتمام بجميع المجالات العلمية في ذلك الوقت، بما في ذلك الطب والفلك والزراعة .
– أثناء حكم هذه الدولة نشطت التجارة عبر البحر الاحمر بشكل كبير ، هذا فضلا عن اقامتهم للعديد من البرامج الزراعية و محاولات ترويجهم لزراعة النخيل ، و كافة المؤرخين قد اتفقوا على أن هذه الدولة من أعظم الدول التي حكمت منطقة اليمن ، فقد كان من بين انجازاتهم إقامة جيش عسكري قوي بغرض حماية مصالحهم الخارجية ، و قد انصهروا مع المجتمع اليمني من خلال الزواج منهم .
ضعف الدولة الرسولية
– كانت علاقة الدولة الرسولية بالدولة المملوكية في مصر علاقة معقدة للغاية ، اعتمدت على التنافس ، و كذلك كل منهم كان يقرر أنه الأحق بكسوة الكعبة ، هذا فضلا عن أن المملوكين كانوا على اقتناع تام بأن الدولة الرسولية هي دولة تابعة لهم ، و على الرغم من استمرار حكم هذه الدولة لما تعدي مئتي عام ، إلا أنها كحال أي دولة عرفت في التاريخ انتهت بالضعف .
– بدأ الضعف يدب في الأسرة الرسولية ، و كان ذلك في عام 1424 ، المملكة أصبحت مهددة و كان ذلك ناتجا عن الخلافات التي تمت بين أفراد الأسرة الحاكمة في تولي الحكم ، مما أدى إلى اندفاع بعضهم إلى شراء بعض القبائل في مواجهة بعض ، و بالتالي حدثت حرب استنزاف داخلية مما مكن الدولة الزيدية من القضاء عليهم .
على الرغم من اندثار هذه الدولة، إلا أن سلالتها لا تزال موجودة في اليمن، وتعرف باسم بنو طاهر، وأعلنوا أنفسهم حكاما جدد على اليمن في عام 1454 .