تأثير كبت المشاعر على صحة الإنسان
يعتقد الكثيرون أن كبت المشاعر هو الطريقة الأمثل للتعامل مع المجتمع الذي نعيش فيه ويساعدنا على تقوية شخصيتنا، ولكن قليلون هم الذين يعرفون أن كبت المشاعر يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والعاطفية .
يعتبر التعبير عن الذات الطريقة الصحيحة التي من خلالها يمكننا بناء العلاقات في العمل وفي جميع الأجواء الاجتماعية الأخرى، وبالتالي يصبح الأشخاص أكثر إنتاجية وفاعلية عندما لا يتحكمون في مشاعرهم .
الآثار السلبية الناتجة عن كبت المشاعر :
1- مشاكل في النوم : إن عدم التعبير عن المشاعر يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات عديدة في النوم مثل الأرق ، فيصبح الشخص غير مرتاح ولا يستطيع الحصول على القسط الوافي من النوم ، الذي يتطلبه جسده ، والسبب في ذلك أن الدماغ لا يعرف كيف يتخلص من هذه المشاعر ، التي لم يعبر عنها ، وتعمل طوال الليل لتأخذ الشكل الصحيح بدون مساعدة ، مما يسبب الأحلام المزعجة ، كما يمكن أن تجعل الشخص يفكر طوال الليل .
2- الشعور بالتعب : لا يمكن تصريف الطاقة العقلية بشكل صحيح عند كبت المشاعر، لأن هذا الأمر يتطلب الكثير من المجهود ليتمكن الأشخاص من الهدوء، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك تلقائيا إلى التعب الجسدي والإرهاق الذهني، كما يصعب التفكير الواضح، وتقل القدرة على اكتشاف الأسباب .
3- بداية العديد من الأمراض : عندما يكتم الإنسان مشاعره ، يصبح أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض ، حيث لا يوجد مخرج عاطفي لتلك المشاعر ، مما يضع الجسم في حالة من التوتر والضغط ، ويؤثر ذلك على الغدد الصماء واللمفاوية والجهاز المناعي ، وربما يصبح ضحية للعديد من الأمراض الخطيرة مثل السرطان .
4- إضطرابات هضمية : يعاني بعض الأشخاص من مشاكل في الجهاز الهضمي عندما يكتمون مشاعرهم، ويرجع السبب وراء ذلك إلى الارتباط بين الجهاز المعوي والدماغ، فعند وضع الدماغ تحت ضغط مستمر عن طريق كتم المشاعر، يؤثر هذا على المعدة ويؤدي إلى الغثيان واضطرابات المعدة والإسهال والانتفاخ والإمساك .
5- الحساسية أو الربو : عندما لا يكون هناك طريقة للتعبير عن المشاعر، يمكن أن يؤدي هذا إلى احتقان الجسم من عدة جوانب، حيث تحاصر العواطف، وهذا يحدث عند كتم المشاعر مثل الحزن والأسى، ويمكن أن يسبب الاحتقان ردود فعل في الجسم مثل الرشح وتورم العينين، ويمكن أن تؤدي الاحتقانات المزمنة التي تحدث بسبب هذه الحالة إلى تشويش عمل الجهاز المناعي، مما يجعله يعتقد أن هناك مشكلة خطيرة، ويمكن أن يسبب بعض الحالات مثل الربو والاحتقان الشديد للصدر والسعال وأنواع أخرى من الحساسية .
6- الإكزيما : تعتبر الحالة المرتبطة بكتم المشاعر واحدة من مشاكل الجلد، وتتميز هذه الحالة بالالتهاب الشديد، ولا يمكن علاجها بسهولة حتى يتم التخلص من العبء العاطفي .
7- أمراض القلب : هناك صلة بين وظائف القلب والعقل. عندما يتم تكبيت المشاعر مثل الغضب، يتأثر أداء القلب بشكل غير مستقر، ويدعم الدماغ هذه الحالة، وقد تؤدي إلى حدوث نوبات قلبية .
8- تفاقم الإصابات : قد يؤدي كتم المشاعر والأحاسيس إلى تفاقم المناطق المصابة في الجسم، حيث لا يسمح بشفاء الجروح بسرعة حتى يتم إزالتها، وبالأخص المشاعر السلبية .
للإيجاز : يمكن أن يتسبب كتم المشاعر في ضرر أكبر من الفائدة، وكما ذكرنا سابقا، فإن ذلك يؤدي إلى العديد من الأمراض الجسدية، لذلك يصبح من الضروري التعبير عن المشاعر وعدم الاحتفاظ بها وكبحها داخلنا .
طرق للتعبير عن المشاعر :
– الإستماع إلى موسيقى علاجية .
– الكتابة في الصحف .
– البحث عن استشاري متخصص .
وأخيرا : الحياة أجمل عندما يعبر الأشخاص عن مشاعرهم ويسعون للعثور على حياة أفضل لأنفسهم .