تأثير الفلورا المعوية على الربو
يسعى العديد من الباحثين إلى الوصول إلى علاج جذري وفعال لمرض الربو، وفي هذا الإطار، حاولت دراسة كندية إيجاد علاقة بين الفلورا المعوية (البكتيريا الحيوية في الأمعاء) ومرض الربو، وقامت هذه الدراسة بمراقبة تأثير هذه البكتيريا على الربو لدى الأطفال منذ ولادتهم حتى مراحل حياتهم المختلفة.
دراسة كندية:
– تم إجراء دراسة كندية في جامعة British Colombia ، حول تطور مرض الربو عند الأطفال ، و قد أشارت تلك الدراسة إلى أن الرضع الذين يعانون من عوز أنماط معينة من البكتيريا المعوية في الأشهر الأولى بعد ولادتهم هم أكثر عرضة للإصابة بالربو في سن لاحقة ، حيث قامت الدراسة كالآتي:
– تم دراسة بكتيريا الأمعاء (الفلورا المعوية) لدى أكثر من 300 رضيع بعمر ثلاثة الأشهر و وجد الباحثون أن الرضع الذين سجلوا مستويات منخفضة من أربعة أنماط محددة من البكتيريا المعوية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو بعمر ثلاث السنوات ، و ذلك على عكس الرضع الذين سجلوا مستويات طبيعية من هذه البكتيريا في أمعائهم.
– و في دراسة أخرى قام الباحثون بفحص عدد كبير من الأطفال في كندا بعمر السنة لتقصي وجود أعراض محددة للربو تضمنت الوزيز (wheezing) ، أو وجود ارتكاس إيجابي في البشرة في اختبار للحساسية يعرف بالتأتب (Atpoy) ، و من بين كافة الأطفال المسجلين في الدراسة ؛ سجل 136 رضيعاً حدوث الوزيز ، بينما أظهر 87 رضيعاً إيجابية اختبار التأتب ، و 22 رضيعاً آخر سجلوا وزيزاً مرافقاً للتأتب ، و هناك 74 رضيعاً لم تظهر عليه أي شيء من هذه الأعراض.
ووفقا للدراسة السابقة، أشار الباحثون إلى أن الأطفال الذين سجلوا حدوث كل من الوزيز والتأتب هم أكثر عرضة للإصابة بالربو بنسبة 21 مرة عند سن الثلاث سنوات، مقارنة بالأطفال الذين لم يسجلوا حدوث أي نوع من هذه الأعراض، بالإضافة إلى أنهم أكثر عرضة بنسبة 4-5 مرات للإصابة بالربو من الأطفال الذين سجلوا حدوث التأتب أو الوزيز فقط.
دراسة على الفئران:
و في دراسة أخرى تم إجراءها على بعض الفئران ؛ تبين أن الفئران التي تحمل مستويات منخفضة من FLVR (الفلورا المعوية أو البكتيريا المعوية) أُصيبت بالتهابات في الطرق التنفسية ، و لكن عندما تم تزويد تلك الفئران بمكملات غذائية حاوية على هذه الأنواع من البكتيريا ؛ انخفضت أعراض الالتهابات.
نتائج الدراسة:
أكد الباحثون على أن الاضطراب في هذه البكتيريا المعوية قد يلعب دوراً في تطور مرض الربو ، كما أن تزويد الطفل الرضيع بأنواع محددة من البكتيريا المعوية (الجيدة) و التي تعرف باسم البروبايوتيك (Probiotics) ؛ يمكن أن يقلل من خطورة إصابتهم بالربو ، و قد صرح الدكتور Stuart Turvey ، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة ، قائلًا: “إن هذا الاكتشاف سيفتح أمامنا طرقاً جديدة ممكنة للوقاية من الربو الذي يهدد حياة العديد من الأطفال ، حيث تبين الدراسة أن هناك فترة قصيرة محددة بـ 100 يوم يمكن خلالها تطبيق هذا التداخل العلاجي عند الرضع (أي خلال فترة محددة من عمر الطفل) للوقاية من الربو.”
أكد الباحثون أن هذه الدراسة تحتاج إلى المزيد من الأبحاث حتى يتمكن الأطباء من إصدار النصائح بشأن استخدام البروبايوتيكس للوقاية من الربو عند الأطفال، ويجب عليهم أيضًا التأكيد على نتائج دراستهم من خلال تطبيقها على عينات أكبر من الأطفال خلال تلك الفترة.