بعد كم ساعة من الصيام يبدأ الجسم بحرق الدهون
المقصود بالصيام
الصيام هو امتناع تام عن تناول الطعام والشراب لفترة محددة، سواء لأغراض دينية أو لأغراض طبية أو لاتباع نظام غذائي، وقد كان الصيام نظاما تم اتباعه منذ الأزل لأغراض علاجية وصحية وجسدية ودينية وثقافية وسياسية وغيرها، والآن يعرف العالم بأكمله فوائد الصيام وقدرته على الحفاظ على صحة الجسم.
أدخلت فكرة الصيام في القرن الخامس قبل الميلاد من قبل اليونانيين، حيث أوصى الطبيب اليوناني أبقراط بتبني نظام الصيام كوسيلة دوائية وعلاجية لبعض الأشخاص الذين يعانون من بعض علامات المرض. ويعتبر الصيام جزءا من العلاج للمرضى الذين يعانون من فقدان الشهية أو عدم الرغبة في الطعام.
متى يبدأ الجسم بحرق الدهون أثناء الصيام
يحتاج حرق الدهون في الجسم إلى فترة من الامتناع عن الطعام، لذلك الصيام هو الحل الأمثل لفقدان أكبر كم من الدهون، حيث يعمل الصيام على شقين هامين، الأول هو تفتيت الدهون والتخلص منها، والثاني هو تقليل نسبة السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص خلال اليوم، وذلك بتقليل الوجبات وتخفيض وقت تناول الطعام.
يبدأ الجسم في حرق السعرات الحرارية المخزنة في الدهون بعد 12 ساعة من الصيام، وتزداد هذه الحرقة مع زيادة مدة الصيام. عندما يصل الصيام إلى 14 ساعة، يكون الجسم في ذروة حرق الدهون. يشير الأطباء أيضا إلى أن هذه المدة يمكن أن تختلف من شخص لآخر بناء على كمية الجلوكوز المخزنة في الجسم.
أظهرت تجربة علمية أجريت على مجموعتين من الأفراد أن أفضل فترة للصيام لحرق أكبر نسبة من الدهون هي 12 إلى 18 ساعة، حيث صام الفريق الأول لمدة 12 ساعة والآخر لمدة 18 ساعة، وتناول الأفراد في الفترة المحددة لهم نفس السعرات الحرارية والكميات، ولكن فقد الفريق الذي صام 12 ساعة المزيد من السعرات الحرارية بينما لم يفقد الفريق الآخر نفس النسبة، وأظهرت الدراسة أن معدل الحرق في جسم الفريق الذي صام لمدة 18 ساعة زاد بنسبة 6% عن الفريق الآخر.
برغم التجارب والدراسات إلا أن الأطباء والمتخصصين دائماً ما ينصحوا بعمل مزيد من الفحوص الطبية والاستشارات من أجل التعرف على طبيعة الجسم في الحرق وكم المدة التي يحتاج إليها ليبدأ بالتخلص من مخزون الدهون، وذلك لأن هناك بعض الأشخاص يبدأ الجسم بالحرق لديهم بعد 14 ساعة وربما أكثر، وبرغم أنهم قلة ولكن يجب الحذر حتى لا يبذل الأشخاص جهداً دون جدوى.
كم يحرق الجسم أثناء الصيام
لا يمكن تحديد كمية محددة من الدهون التي يمكن للشخص أن يفقدها خلال فترة الصيام، نظرا لاختلاف معدلات الاحتراق لدى الأشخاص واختلاف كمية الدهون وأنواعها في الجسم، ولكن هناك نسبة متوقعة لفقدان الدهون، حيث أجريت دراسة في عام 2014 على مجموعة من الأشخاص الذين امتد صيامهم من ثلاثة أسابيع إلى 24 أسبوعا، ولاحظ انخفاض وزنهم بنسبة تتراوح بين ثلاثة إلى ثمانية بالمئة من وزنهم الإجمالي.
أكد الباحثون الذين نفذوا هذه الدراسة أن الصيام يؤدي إلى فقدان الوزن حيث يمكن فقدان حوالي 0.55 رطل في اليوم و1.65 رطل في الأسبوع. يتضح أن معدل فقدان الوزن يبدأ بالانخفاض مع مرور الوقت ويفقد الشخص في البداية كمية كبيرة من الدهون ثم تقل الكمية بمرور الوقت عند اتباع نظام غذائي.
من المؤكد أن الجسم في بعض الأحيان لا يفقد كميات كبيرة وملحوظة على الميزان، ولكنه يلاحظ الفرق في الجسم من خلال الملابس. فقد قد لا يلاحظ الأشخاص فقدان وزن ملموس خلال شهرين من الصيام المتقطع، ولكنهم يلاحظون انخفاض محيط الخصر بنسبة تتراوح بين 4 إلى 7 في المئة، وذلك بسبب زيادة وزن العضلات وفقدان الدهون. ومع ذلك، ستظهر النتائج بشكل واضح بعد فترة معينة.
تسريع الحرق أثناء الصيام
من المستحيل أن تكون نسبة الاحتراق متساوية بين الأشخاص، حتى إذا اتبعوا نفس النظام الغذائي واستهلكوا نفس السعرات الحرارية ونفس كمية الطعام. يعود ذلك إلى اختلاف طبيعة كل جسم ومخزون الدهون المختلف والعادات الغذائية وأوقات تناول الطعام المختلفة، وغيرها من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على عملية الاحتراق. ومع ذلك، هناك مجموعة من العادات التي يمكن أن تساهم في تسريع عملية الاحتراق أثناء الصيام، وتشمل ما يلي:
- ممارسة الرياضة قبل الصيام
ينصح بممارسة الرياضة قبل الصوم وذلك يساعد بشكل كبير في حرق كمية كبيرة من الدهون المختزنة في الجسم، نتيجة لأن الجسم يظل في عملية حرق مستمرة بعد ممارسة الرياضة بمدة 6 ساعات فأكثر، فكلما مارس الأشخاص الرياضة وتوقفوا عن تناول الطعام زادت كمية الحرق وتضاعفت، كما أن الرياضة يمكن أن تكون مشياً أو تنزهاً خلال اليوم.
- تناول كمية كبيرة من الماء أثناء الصيام المتقطع
في الصيام العادي أو صيام رمضان، لا يستطيع الأشخاص تناول المياه، ولكنه يمكنهم تناولها خلال فترات السماح بالطعام والشراب، أما في الصيام المتقطع أو الصيام الطبي، فتستطيع الأشخاص تناول المشروبات والمياه، لكن يجب تجنب السكر الذي يمنع عملية الحرق.
- تناول الشاي والقهوة
بخلاف ما يعتقده الكثيرون بأن تناول الكافيين يقلل من عملية الحرق، فإن الحقيقة هي أن تناول كمية مناسبة من الشاي أو القهوة يساهم في تسريع عملية الحرق بفعل تأثيرهما على أكسدة الدهون في الجسم، ولذلك يجب على الأشخاص تناول كمية معتدلة من هذه المشروبات، وخاصة الشاي الأخضر.
- تناول كمية كبيرة من البروتين
يفضل تناول كميات كبيرة من البروتين، حيث يساهم البروتين في زيادة معدل الحرق في الجسم، كما يحافظ على نسبة العضلات وقوتها، كما أن البروتين هو أحد العناصر الغذائية التي تساعد الأشخاص على الشعور بالشبع لفترة أطول.
- تناول كميات كافية من الطعام قبل الصيام
يعتقد البعض أن الحرمان من الطعام والصيام لفترات طويلة وعدم تناول وجبات جيدة خلال الفترة المسموح بها يساهم في فقدان الوزن، ولكن الواقع يختلف. فالجسم لا يتفهم الحالة التي يمر بها الشخص ويبدأ في تقييد نسبة فقدان الدهون للحفاظ على نفسه من الضرر، مما يؤدي إلى تباطؤ عملية حرق الدهون. لذا، ينصح الأطباء بتناول كمية كافية من السعرات الحرارية خلال الفترة المحددة، ليتمكن الأشخاص من فقدان الوزن بطريقة صحية وآمنة.
- الابتعاد عن تناول السكر
السكر هو السم الذي يؤثر على رشاقتنا وجمالنا، لذا فالنصيحة الأولى والأهم لجميع الأشخاص، حتى غير المتبعين للحمية الغذائية، هي تجنب تناول السكر بأي شكل من الأشكال، واستبداله بحفنة من المكسرات المغذية أو كوب من العصير المنعش أو ثمرة فاكهة مليئة بالسكريات الطبيعية التي تمنح الجسم الطاقة.
فوائد الصيام للحمية الغذائية
يتمتع الصيام بفوائد عديدة سواء للصحة الجسدية أو العقلية، إذ يعتبر من الأمور المهمة للحفاظ على حمية غذائية صحية ويعد أسرع الطرق الصحية لفقدان الوزن بسرعة، وتتمثل أهمية الصيام في:
- الصيام يعزز قدرة الجسم على تقليل مستوى مقاومة الأنسولين وضبط نسبة السكر في الدم .
- يسهم الصيام في الحفاظ على صحة القلب، تحسين ضغط الدم، والتخلص من الدهون الثلاثية.
- الصيام يساعد على تعديل مستويات الكوليسترول في الجسم.
- يمكن الحد من تناول السعرات الحرارية وبالتالي فقدان الوزن بطريقة صحية وسليمة.
- يعتبر أحد الوسائل الرئيسية التي تساعد على زيادة إفراز النمو وتقوية العضلات.