بحث عن عثمان بن عفان رضي الله عنه
– عثمان بن عفان كان صحابيا جليلا من الصحابة السابقين للايمان بالدعوة الإسلامية. كان رابعا من الرجال الذين أسلموا، وذلك بعدما عرضت عليه الرسالة من أبي بكر الصديق. عندما سمع كلام أبي بكر الصديق، قام بإعلان إسلامه وغضب عمه الحكم بن أبي العاص ابن أمية لذلك غضب شديد وحبسه وتقييده حتى يرجع عن دينه الجديد، لكن بقي عثمان ثابتا على دينه حتى أن عمه يأس منه وتركه.
نسب عثمان بن عفان
عثمان بن عفان بن أبي أمية بن عبد الشمس، من قبيلة قريش، وأمه هي أروى بنت كريز بن ربيعة.
ولد في العام 506 ميلادي، أي قبل الهجرة بسبعة وأربعين عامًا، وشابه جزيرة العرب بمكة المكرمة.
يُعرف هذا الشخص بلقب بذي النورين، وذلك لأنه تزوج باثنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما رقية رضي الله عنها، وبعد وفاتها تزوج بأختها أم كلثوم رضي الله عنها.
هو من الذين بشّرهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أول من هاجر إلى الحبشة، وثالث الخلفاء الراشدين.
حياة عثمان بن عفان
عاش عثمان بن عفان رضي الله عنه في مسقط رأسه وترعرع فيها، وهناك تنوعت وتضاربت الأقوال حول مكان ولادته، حيث يقول البعض إنه ولد في مكة المكرمة ويقول البعض الآخر إنه ولد في الطائف.
كان يعيش في الجاهلية في ثراء وترف، وكان محبوبًا بين قومه، وتميز بالحكمة والعقل، وشهد له بأنه لم يسجد ولم يحن لأي صنم قبل إسلامه، ولم يشرب الخمر أبداً.
كان الخليفة المعروف بعلمه الواسع بالأمثال والأنساب وأخبار الأيام يسكن مع قوم من غير العرب، وكان يهتم بالتجارة بشكل خاص، حيث كان والده تاجرًا مشهورًا، وأمه اعتنقت الإسلام أثناء توليه الخلافة وتوفيت في ذلك الوقت، وتوفي والده قبل اعتناقه الإسلام.
عثمان بن عفان هاجر إلى أرض الحبشة وذلك حفاظاً على إسلامه، والمهاجرون من مكة المكرمة لحقوا به إلى الحبشة، كذلك كان مع المهاجرين إلى المدينة المنورة، و ابن عفان حظى بحب رسول الله صل الله عليه وسلم لاتصافه بالخلق الحسن وكرمه ، وجهاده بالنفس والمال معاً، فانه قدم الكثير من المال للمؤمنين وللمسلمين لنصرتهم.
خلافة عثمان بن عفان
في السنة الثالثة والعشرين للهجرة، بايع الرجل الإسلامي عثمان بن عفان المسلمين، بعد وفاة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعا.
قام بتولي أمور الولاية لمدة اثنتي عشرة سنة، وشهد عصر حكمه أحداثًا تاريخية من بينها جمع القرآن الكريم في مصحف واحد، وتوسعة المسجد الحرام والنبوي.
وبنفس الطريقة تم في عهده فتح عدد من البلدان للإسلام، مما أدى إلى توسع الدولة الإسلامية، ومن هذه البلدان قبرص وإفريقيا وخراسان وأرمينيا وكرمان، وكما تم إنشاء أول أسطول بحري إسلامي في عهده لحماية المسلمين من هجمات البيزنطيين.
كرم عثمان بن عفان
اكتملت أخلاق عثمان بن عفان رضي الله عنه بالإسلام وزينت بتاج الشريعة والدين، وتميز بصفة الكرم والإنفاق في سبيل الله تعالى. في غزوة تبوك وهي غزوة العسرة، قام عثمان بن عفان بتجهيز ثلث الجيش، وقال النبي صلى الله عليه وسلم عنه “ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين.
عندما هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة، وجدوا بئرًا تسمى بئر معونة كان يملكها يهودي جشع يبيع ماءها للناس. قام عثمان بن عفان رضي الله عنه بشراء البئر بمبلغ 35 ألف درهم وجعلهاوقفًا للمسلمين .
عاش المسلمون في فترة صعبة في عهد الصديق رضي الله عنه ، حيث قل الماء والزرع. وجاءت قافلة تجارية من الشام إلى عثمان رضي الله عنه تحمل مئة بعير محملة بالبضائع. وعرض التجار عليه بيعها مقابل الربح ، فقال لهم في كل مرة: “هناك من زادني في ذلك”. ثم قال لهم إن الله أعطاه عشرة أضعاف مقابل كل درهم من بيع البضائع ، وشهد لهم بأنه وضع كل شيء في سبيل الله تعالى.
كما كان عثمان بن عفان يعتق الرقاب في كل ليلة، وقد بلغت عدد الرقاب التي عتقها منذ إسلامه حتى وفاته ما يقارب الفين وأربعمائة رقبة.
استشهاد عثمان بن عفان
تم قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ظلمًا في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة في سنة 35 هجرية.
تم قتله على يد جماعة متعددة الأهداف والرغبات، ولكنهم اتفقوا على عزله وقتله، وعلنت السيدة عائشة رضي الله عنها لعنة الله على الشخص الذي لعن عثمان، في حين انتقد علي بن أبي طالب عملية القتل.