لماذا سميت مكة المكرمة بأم القرى
تعد مكة المكرمة من المدن الواقعة في شبه الجزيرة العربية في المملكة، وهي من أقدس بقاع الأرض، حيث ولد فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسكنها سيدنا إسماعيل عليه السلام مع أمه هاجر، ووضع هو ووالده النبي إبراهيم عليهما السلام أساسات بيت الله الحرام. وقد أطلق على مكة العديد من الأسماء المختلفة، أهمها أم القرى .
سبب تسمية مكة بأم القرى
أطلق الله تعالى اسم `أم القرى` على مدينة مكة في كتابه الكريم مرتين، فقد قال في سورة الأنعام: `وهٰذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرىٰ ومن حولها ۚ والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم علىٰ صلاتهم يحافظون`، كما قال في سورة الشورىٰ: `وكذٰلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرىٰ ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه ۚ فريق في الجنة وفريق في السعير` .
هناك تفسيرات مختلفة لعلماء التفسير حول سبب تسمية مكة المكرمة بأم القرى، ومن بين تلك الأسباب التي توصلوا إليها
تُعَدُّ مكَّةَ المُكَرَّمَةَ أقدَمَ القُرى التي عرفتها البشرية، وهي أشرف وأطهر المناطق في العالم، ويفضِّلُها الله تعالى على باقي الأماكن الموجودة على سطح الأرض .
تعد أرض مكة المكرمة من الأراضي المنبسطة، ويُطلق عليها اسم “أم” لأنها دُحِيَت من تحتها .
تحوي مكة المكرمة الكعبة المشرفة، وهي أول بيت يتوجه إليه الحجاج لأداء العبادة، وبعدها يأتي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: `لا تسافر إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى`. وبالمثل، فإن الكعبة هي اتجاه الصلاة لأهل القرى وهدفهم في الحج .
تعد مكة المكرمة المكان الذي ولد فيه وعاش النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو آخر الأنبياء والرسل، ورسالته كانت رسالة الإسلام والتوحيد. وكانت مكة مكان انطلاق هذه الرسالة لتنتشر في العالم، حيث أرسل الله تعالى النبي محمد برسالته ليهدي الناس في مشارق الأرض ومغاربها إلى طريق النور .
تاريخ أم القرى
تعد مكة من البلدات التي أنشئت منذ فترة ما قبل ميلاد السيد المسيح، في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وذلك في عهد سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام. وخلال وجودهما هناك، نفدت مواد إسماعيل عليه السلام ووالدته هاجر من الماء والطعام، وأرشدهم الله تعالى إلى ماء زمزم، ومنذ ذلك الحين، ازدهرت المنطقة ووصلت القبائل البدوية إليها وبدأت البلدة في الاتساع .
في عهد قريش، حدث نزاع بين قبيلتي قريش وخزاعة، وكانت مكة حينذاك تحت سيطرة قبيلة خزاعة، وتمكن عمر بن عوف بن كعب من حل هذا النزاع، وحكم بتسليم بيت الله لقصي بن كلاب، فأصبحت مكة تحت سيطرة قريش الذين كانوا يخدمون زوار الكعبة المشرفة ويتاجرون بها، وكانت قريش تحافظ على مكانتها الدينية في مكة، وكان لكل قبيلة صنم يتم زيارته في الكعبة تقريبا مرة واحدة في السنة للتقرب إلى الله .
في مكة المكرمة حدث مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقام نبينا الكريم بتحويل مواقف العالم بأسره وقبائل مكة بشكل خاص، حيث أبعدهم عن عبادة الأصنام ودعاهم إلى التوحيد وعبادة الله تعالى وحده دون الشرك به، ومن الأحداث الهامة التي حدثت في مكة كانت قدوم ملك الحبشة أبره الأشرم على رأس جيش يركبون الفيلة، وكان الهدف منه هدم الكعبة، ولكن الله تعالى حماها ولم يستطع أبره فعل شيء، ولذلك سمي العام الذي حدثت فيه هذه الأحداث بعام الفيل نسبة إلى الجيش الذي كان يركب الفيلة واستخدمه أبره .
في عهد الخلفاء الراشدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، توسعت الدعوة الإسلامية بشكل كبير، وأصبحت مكة مكانا مقدسا يزوره العديد من المسلمين لزيارة الكعبة المشرفة، وأمر الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بتوسيع المسجد الحرام لأول مرة، وتم التوسع للمرة الثانية في عهد الخليفة عثمان بن عفان – رضي الله عنه – .
في عهد الخلفاء الأمويين والعباسيين، تم التركيز على تطوير المرافق العامة في مكة المكرمة، كما تم توسيع الطرق المؤدية إليها، وتم توفير كافة الضمانات اللازمة لحماية زوار الكعبة المشرفة وتقديمأفضل الخدمات لهم .
أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن مكة
– في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي شريح رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لأي إنسان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك دما فيها، أو يقطع شجرة منها، وإذا تمكن أحد من القتال فيها ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لنا، وأنا فقط أذنت لمدة ساعة، ثم عادت حرمتها كما كانت في الأمس، ليبلغ الشاهد الغائب .
روى الإمام أحمد في مسنده عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام. وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة .