بحث عن الصلاة واهميتها
لا يمكن التقليل من أهمية الصلاة في الإسلام؛ فإنها الركن الأساسي الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بعد الشهادتين التي يعتنقها المسلم، وأصبحت الصلاة واجبة على جميع الأنبياء والشعوب
الله سبحانه وتعالى ليس بحاجة إلى شيء، إنه ليس بحاجة إلى عبادتنا الخاصة أيضا، نحن من بحاجة إلى عبادته. العبادة هي علاج لأمراضنا الروحية. إنها طعام لروحنا ودواء لأمراضنا التي تسكن قلوبنا، وبالتالي، السبب في أن الله تعالى يأمرنا بعبادته هو لصالحنا الخاص. عندما ينصح الطبيب المريض بشدة بتناول الأدوية، يفعل ذلك لصالح المريض وليس لصالحه. من السذاجة أن نفكر في السبب وراء أمر الله بأداء العبادات. هكذا أيضا هو الجهل والتفكير غير المنطقي: “لماذا يأمرنا الله بأداء العبادات؟ لماذا يحتاجها؟
لماذا فرض الله الصلاة على عباده الصالحين ؟
سبب إبداء الله في خلق الكون هو إظهار مظاهر أسمائه وخصائصه. عادة، يشغل الإنسان نفسه في الأمور الدنيوية، وبالتالي لا يفكر في تلك العجائب الإلهية ولا يستخلص منها دروسا تتعلق بوجود الخالق ووحدته ومعرفته اللانهائية وقوته وحكمته. يمكن للإنسان أن يجد طريقة لاكتشاف معجزات الله في خلقه فقط عندما يحول انتباهه عن الأمور الدنيوية. والطريقة الوحيدة للابتعاد عن هذه القضايا هي الصلاة.
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: من يتوضأ للصلاة ويتمام وضوئه بشكل جيد، ثم يصلي الصلاة المفروضة مع الناس أو في المسجد، فإن الله يغفر له ذنوبه
أهمية الصلاة
الضوء والهواء والماء والغذاء هي ضروريات حياتنا الدنيوية وبقاءنا البيولوجي، وبنفس الطريقة، فإن أداء العبادات وخاصة الصلاة، التي تعد نور العقل وهواء القلب وتغذية الروح، ضرورية أيضًا للشخص العاقل البالغ.
الصلاة تعني التوبة والاستغفار عن أخطائنا لله، الذي هو رب العالمين، الذي خلقنا من العدم، الذي يمنحنا الكثير من النعم والذي وعدنا بالحياة الأبدية في الفردوس لأولئك الذين يظهرون الاحترام تجاهه، الصلاة تشير إلى احترام الإنسان لربه، ولا يمكن للعقل أو القلب أو الضمير أن يدعم عدم احترام الرب الذي يفترض أن لا يتم تجاهل الصلاة.
تعد الصلاة مؤشرا على العبادة وتتضمن جميع أركان الإسلام الأخرى. على سبيل المثال، يتم إتمام نوع من الحج عندما نصلي ونواجه القبلة، ونفذ صياما عندما نمتنع عن الطعام والشراب أثناء الصلاة، ونقدم زكاة عندما نكرس وقتنا لعبادة الله. كما يعتبر الوقوف في الصلاة عبادة لله مثل عبادة الكائنات الحية في الكون مثل الأشجار والنباتات والركوع مثل المخلوقات ذات الأربعة أرجل، والسجود مثل الزواحف.
رُوي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي).
الصلاة من أهم الأمور التي حرص عليها الرسول في قوله روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني).
أهمية صلاة الجماعة
الصلاة الجماعية تلغي الامتيازات الاجتماعية المتعلقة بالنسب والطبقات، فجميع المسلمين يصفون في نفس الصف ويلجؤون إلى القبلة نفسها ويعبدون الله تعالى كجسد واحد. الصلاة الجماعية هي أفضل وسيلة للاندماج في المجتمع، وهي فرصة جيدة للمؤمنين لمعرفة وضع بعضهم البعض.
فضل الصلاة للمسلمين
تعتبر الصلاة عماد الدين، وتحمل الكثير من الأفضال والحسنات التي يكتسبها المسلم عند صلاته، وقد تم ذكر أهمية صلاة المسلم في العديد من الأحاديث التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (مَن تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ فأسْبَغَ الوُضُوءَ، ثُمَّ مَشَى إلى الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، فَصَلَّاهَا مع النَّاسِ، أَوْ مع الجَمَاعَةِ، أَوْ في المَسْجِدِ غَفَرَ اللَّهُ له ذُنُوبَهُ).
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (الصلاة الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهما، طالما لم ترتكب الكبائر).
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ).
كما ذكر، فإن الصلاة تغسل المسلم من الذنوب والخطايا، وكما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟”، فقالوا: “لا يبقى من درنه شيء”، فقال: “فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا