بحث عن الاسراف في الولائم والفرق بين الاسراف والكرم والاقتصاد والبخل
من الطبيعي للإنسان أنه كلما زادت ثروته، زادت رغبته في إنفاقه بشكل أكبر، ولكن هذا يمكن أن يؤدي إلى الإسراف والتبذير، وهما ما نهاهما الله سبحانه وتعالى عنهما، ونهى عنهما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. لذا يجب تهذيب النفس وتربيتها على الاقتصاد في أمورها. فكما قال النبي عليه الصلاة والسلام `والقصد القصد تبلغوا`، وكما قال الله تعالى `ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين`. ولهذا سنستعرض الآن الفرق بين الإسراف والكرم والاقتصاد والبخل ومعانيهما.
ما هو الإسراف
الإسراف يعني شراء الأشياء بكميات كبيرة سواء في الطعام أو الملبس أو أي رفاهية قد لا نحتاجها، ونهى رسولنا الكريم عن هذا الأمر وشدد على أن العبد سيسأل يوم القيامة عن ما أنفقه من أمواله وما اكتسبه.
الفرق بين التبذير والإسراف
ربما يعتقد البعض أن الإسراف والتبذير هما وجهان لعملة واحدة، ولكن بعض العلماء يوضحون أن هناك فرقا بين كل منهما، حيث يقول العالم الإمام الماوردي إن السرف هو الجهل بمقادير الحقوق، أما التبذير فهو الجهل بمواقع الحقوق. وهذا يعني أن المسرف ينفق المال بشكل زائد على أمور حلال، بينما المبذر ينفق المال في الأمور الحرام سواء كان قليلا أو كثيرا.
أسباب الإسراف
النشأة الأولى للفرد
تعود سبب تربية الأطفال على الإسراف في الأسرة إلى نمو الأطفال دون وعي في هذا الأمر.
الصحبة
يؤثر من حول الإنسان عليه بشكل كبير، فالأصدقاء لهم دور أساسي في التأثير على بعضهم البعض.
التهاون مع النفس
لا ينبغي للفرد أن يستسلم لنفسه التي تدفعه دائما إلى الشر، ويجب عليه الالتزام بالفرائض مثل الصيام والصلاة والابتعاد عن الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى.
السعة بعد الضيق
عندما يجد الشخص نفسه في مأزق مالي، ثم يرزقه الله بكمية كبيرة من المال، يصبح سخيفا في نمط حياته ويدخل في دائرة الإسراف.
عدم معرفة الآثار المدمرة للإسراف
عادةً ما يكون الشخص الذي يسرف غير على دراية بتداعيات أفعاله، ويتعرض لمخاطر نتيجة هذا التصرف.
كثرة المال
يؤدي امتلاك الكثير من المال إلى انشغال الشخص بكيفية إنفاقه والتمتع به.
آثار الإسراف وأضراره
1- الاتجاه إلى الإثم وفعل المحرمات.
رقم 2: البعد عن الله؛ فالله لا يحب المسرفين.
3- الانهيار في أوقات المحن.
يمكن حدوث حقد وحسد تجاه الشخص الذين يحيطون به ويحتاجون إلى المال.
5- إهلاك قوة المال.
يؤدي الإسراف إلى الاندفاع وعدم التفكير في عواقب الأمور.
7- الاستهتار وعدم تحمل المسئولية.
8- فساد الأخلاق.
9- انعدام الرحمة في قلبه.
علاج الإسراف
يجب التأمل في النتائج الخطيرة التي يمكن أن تحدث للجسم والنفس.
2- ترويض النفس دائمًا لتجنب الإسراف.
3- الإكثار من النوافل.
4- الحفاظ على تأدية الفرائض.
5- يجب اتباع قدوة الرسول في جميع تصرفاتنا.
6- الالتزام بالصحبة الصالحة.
يتضمن ذلك نشر السلوك الحسن والاهتمام بالقيم والفضائل الأخلاقية.
ما هو معنى الاقتصاد
الاقتصاد صفة حميدة، وهي الخط الفاصل بين الإسراف والحرص أو البخل. فقد قال الله تعالى (واقصد في مشيك واغضض من صوتك)، والمقصود هنا هو الاعتدال والتوسط في الخطى العادية، أي بدون إسراع أو بطئ. كما أيضا من آياته الكريمة (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)، فالاقتصاد قوامه هو الاعتدال والحكمة في إسراف الأموال.
ما هو معنى البخـل
البخل هو احتفاظ شديد بالمال حتى حد الشحوم، وعدم الثقة في رزق الله تعالى. يشعر الشخص البخيل بعدم الثقة في أن الرزق بيد الله وأن الاحتفاظ بالمال لن يحميه من الشر. يعيش البخيل في حالة دائمة من الخوف والهلع من فقدان ماله، ويعتقد أن المال هو الضامن لحياته في الدنيا. يقول الله تعالى: “إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا.” يوضح ذلك أن البخيل يعيش في حالة دائمة من الهلع بسبب نقص المال، وإذا أعطاه الله الخير والمال فإنه يتجنب الإنفاق في الصدقة ودفع الزكاة.
في النهاية، يجب علينا اتباع أسلوب الاقتصاد والابتعادل في التعامل مع الأمور المادية، وتجنب الحرص والبخل والإسراف، وذلك تماشياً مع قول الله تعالى (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً).