ادب

قصة عن البخل

في زمن ما، كانت هناك مملكة عظيمة جدا تقع على حافة هذه المملكة قرية صغيرة جدا، وكان سكان هذه القرية يتمتعون بصفات طيبة جميلة وكرم وجود وأخلاق حميدة، باستثناء شخص واحد فقط من سكان هذه القرية الذي كان بخيلا بشكل شديد، ولكن سكان القرية لم يكونوا يعلمون ببخله لأنهم يرونه فقيرا محتاجا، فكانوا يتصدقون عليه ويقدمون له الطعام والشراب يوميا.

حقيقة البخيل:
كان هذا الرجل ثريا جدا وكان يمتلك ثروة لا يمكن حصرها. كان يحفر في الأرض ليخبئ ثروته بعيدا عن أعين الناس، حتى لا يعلموا أنه غني. قد حرم نفسه من الرفاهية وكان يرتدي ملابس متهالكة، ويعيش بدون طعام، ينتظر المساعدة من أهل القرية الذين كانوا كرماء جدا وكانوا يتناوبون على إطعام هذا الرجل. وعلى الرغم من أن الناس كانوا يتداولون بعض الأخبار عن ثروته وعدم حاجته للمساعدة، إلا أنهم لا يزالون يقدمون له الطعام بدون توقف.

غريب القرية:
وفي أحد الأيام جاء إلى القرية فارس همام على فرسه جاء مسرعًا قاصدًا بيت البخيل وعندما توقف وأراد أن يترجل استوقفه البخيل قائلًا له: قف ولا تترجل عن فرسك، فتعجب الفارس وقال: لما؟ قال لا حاجة لك عندي لا أمتلك المال ولا الطعام ولا الشرب فاذهب بعيدًا عني وجد لك مأوى غير منزلي ودخل البخيل منزله وأغلق الباب، ذهب الفارس مستاءً ومذهولًا من معاملة البخيل وظن أن أهل القرية كلهم على شاكلته فهم بالانصراف من القرية حتى رآه أحد أهل القرية فقال له: أهلًا ومرحًبًا بالضيف أنت غريب عنا ألست كذلكن قال الفارس نعم، قال الرجل: أقبل وترجل عن فرسك أدعوك إلى النزول عندي فاستغرب الفارس ما هذا الرجل المضياف، وبعد أن نزل الفارس عند الرجل ورأى عنده من الجود والكرم هو وجميع القرية سألهم عن أمر البخيل فصاروا يضحكون ويخبرونه بالقصص التي تدور حوله وأنه رجل فقير مسكين نساعده على المعيشة ولكنه بخيل.

 مكافأة أهل القرية إلا البخيل:
بعدما انتهى الفارس من واجباته وأراد الرحيل، قدم شكره لجميع أهل القرية ووعدهم بزيارة في المستقبل. ثم غادر الفارس وبدأ أهل القرية يتحدثون عن بخله وسوء معاملته للضيف. في اليوم التالي، شاهدت القرية موكبا رائعا لمجموعة من الفرسان يحملون هدايا ثمينة وكميات كبيرة من المال. وقفوا عند باب القرية ونادوا على سكانها. ظهر بينهم الفارس الضيف الذي زار القرية في اليوم السابق، مما أثار استغراب الناس. أعلن للجميع أن هذا الفارس هو الأمير بن ملك المملكة، وأتى إلى القرية ليكافئ سكانها على حسن استقبالهم له بدون أن يعرفوا هويته الحقيقية. دعي جميع أهل القرية ليجتمعوا ويستلموا هداياهم، ما عدا البخيل. حصل جميع سكان القرية على حصتهم من هدايا الأمير، وأصبح البخيل يندم ويندب حظه الذي حرمه من هذا الثروة الوفيرة بسبب سلوكه السيء وبخله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى