ادب

انواع التباين اللوني .. وأمثلة عليه من الطبيعة

تعريف التباين اللوني

يمكن تعريف التباين على أنه “الاختلاف في الخصائص المرئية التي تجعل كائنا أو شكلا في صورة ما مميزا عن الكائنات الأخرى وعن الخلفية في الصورة”. بلغة بسيطة، يمكن وصف التباين في أبسط مستوياته بأنه “فرق واضح بين شيئين أو أكثر.

يتضح المعنى الحقيقي للشيء من خلال نقيضه، على سبيل المثال، لا يمكننا أن ندرك معنى النهار إذا لم يكن هناك ليل، وهناك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها لتحقيق التباين، وأبسط هذه الطرق هي الكبير مقابل الصغير، الداكن مقابل الفاتح، الأفقي مقابل الرأسي، الناعم مقابل الخشن.

فيما يتعلق بالألوان، يعتبر التباين هو الاختلاف الواضح بين الألوان المتقاربة، ويعتبر التباين هو المكون الأساسي الذي يجعل المحتوى مفهوما لكل المشاهدين.

لتفهم الفرق في الألوان بشكل أفضل، يمكنك النظر إلى الشكل التالي وملاحظة كيف تختلف الإحساس بالمربعات الصغيرة تبعا لتغير الخلفية، على الرغم من أنها تحتوي على نفس الألوان في كل صف

والألوان المتباينة هي ألوان تختلف عن بعضها البعض، حيث تختلف مستويات التباين من عالي إلى منخفض ، اعتمادًا على موضعها على عجلة الألوان، على سبيل المثال ، تتمتع الألوان المقابلة لبعضها البعض على عجلة الألوان بأعلى تباين ممكن ، بينما الألوان المجاورة لبعضها البعض ذات تباين منخفض.

أنواع التباين اللوني

كان يوهاس إيتن من أوائل الأشخاص الذين اكتشفوا تباين الألوان وحددوا الاستراتيجيات المختلفة لتركيب الألوان بنجاح، وقد اخترع 7 أنواع مختلفة من التباين، وهي:

  • تباين الألوان النقية
  • تباين الألوان الدافئة والباردة
  • تباين النسبة
  • التباين المتزامن
  • تباين الضوء والظلام
  • تباين النقيض أو التدرج اللوني
  • تباين الألوان التكميلية

تباين الألوان النقية (تباين التشبع)

يتعلق التشبع أو الجودة بدرجة نقاء اللون. تباين التشبع هو التباين بين الألوان النقية والمكثفة والألوان الباهتة والمخففة.

على سبيل المثال، يمكن وضع اللون الأصفر أو البرتقالي أو الأزرق في الوسط، وملء الزوايا الأربعة بألوان رمادية محايدة بنفس تألق اللون النقي، وستنتج مزيجا من ظلال متوسطة التشبع المنخفض عند خلط اللون الرمادي مع اللون النقي

ويمكن أيضًا التفكير في تباين التشبع على أنه تباين النغمات والصبغات، حيث يمكن أن يحدث التباين لظل واحد أو بين درجات مختلفة، ويمكن لعمل هذا النوع من التباين أن يتم التحكم في التشبع باستخدام الألوان (عن طريق إضافة الأبيض إلى اللون )، والظلال (عن طريق إضافة الأسود إلى اللون) ، والنغمات (عن طريق إضافة أي مزيج من الأسود والأبيض إلى اللون) ، أو عن طريق مزج اللون مع اللون المكمل له.

أمثلة على تباين التشبع في الطبيعة

تُعد الطبيعة بوصفها أهم مصدر لإلهام الفنانين، حيث يمكننا العثور على جميع أنواع التباينات فيها، وتوضح الصور التالية كيف يمكن أن تخلق درجات لونية متماثلة باستخدام كميات متفاوتة من الألوان أو الظلال، مما يؤدي إلى تأثير جمالي مثير للعين.

تباين الألوان الدافئة والباردة ( تباين درجة الحرارة)

المناظر الطبيعية، تبدو الأشياء البعيدة دائما أكثر برودة في اللون بسبب عمق الهواء المتداخل. ويحتوي التباين البارد والدافئ على عناصر تعكس القرب والبعد

الألوان التي تحمل الإحساس بالحرارة أو البرودة هي الألوان الدافئة والباردة على التوالي، فالألوان الدافئة المرتبطة بالنار هي الأصفر والبرتقالي والأحمر، والألوان الباردة المرتبطة بالماء والبرودة هي الأزرق والأخضر والبنفسجي.

أمثلة على تباين الألوان الدافئة والباردة من الطبيعة

وتظهر الصورة التالية لبركان فوجي مع إطلالة على البحيرة والأشجار تأثير تباين الألوان الدافئة مع الباردة.

تظهر هذه الصورة جزء من الطريق مع جزء من الإضاءة الليلية الصفراء والجزء الآخر بإضاءة بيضاء، مما يعطي تأثيرًا جميلًا لتباين الألوان الدافئة والباردة.

التباين المتزامن

التزامن يعني أن الاختلاف يظهر بسبب قرب اللون من لون آخر، ويكون هناك تأثير مرئي دائما بينهما. على سبيل المثال، عندما يكون لدينا لون مشبع (بدون رمادي أو أبيض) ونضعه فوق اللون الرمادي، سنجد أنفسنا نغوص داخل درجة اللون الرمادي نحو اللون المكمل للون المشبع. إذا كان لدينا لون أحمر فوق الرمادي، فسينشأ بعض التدرج الأزرق داخل اللون الرمادي (حيث يكون اللون الأزرق مكملا للون الأحمر).

يمكن أيضًا تعريف التباين المتزامن بأنه ظاهرة بصرية تشير إلى الطريقة التي ندرك بها تأثير لونين أو قيمتين متجاورتين على بعضهما البعض، حيث لا توجد ألوان منعزلة، فجميع الألوان تتأثر بسياقها وتؤثر على الألوان المجاورة.

أمثلة على التباين المتزامن من الطبيعة

تباين النسبة

عندما يختلف حجم أو مساحة اللونين، فإن ذلك يؤدي إلى تباين في الكمية. يمكن إنشاء هذا التباين عن طريق التحكم في نسبة اللون الواحد مقارنة بالآخر. يستخدم هذا التقنية للحفاظ على توازن الصورة التي يتم ترجيحها بشكل كبير نحو تدرج لون واحد، كما يمكن استخدامها أيضا لتحسين سطوع أو شدة اللون.

أمثلة على تباين النسبة في الطبيعة

يمكن مشاهدة هذا التباين في ألوان السماء التي تتدرج جميعها من اللون الأزرق بنسب متفاوتة، وعلى الرغم من أن ألوان السماء تكون جميعها من الألوان الباردة، إلا أن تباين النسب في السماء والمناظر الطبيعية الأخرى التي يغلب عليها درجات لون الأزرق تكون مريحة دائمًا للعين.

تباين الضوء والظلام

يتم في هذا النوع من التباين تجاور لونين ذوي سطوع أو قيمة لونية مختلفة.

بالنسبة لأولئك الذين يحبون الدراما البصرية في الرسم، فإن وضع الضوء ضد الظلام يخلق تأثيرا ساحرا تقريبا ويجذب عينيك، هذا التباين بين الضوء والظلام هو أحد الطرق القوية لجذب الانتباه إلى نقطة الاتصال في الصورة حيث ستتبع عين المشاهد هذا التباين، مما يساعد في جذب عينه إلى الرسمة بطريقة مماثلة لألعاب النارية التي تجذب أنظارنا إلى السماء.

عند رسم المناظر الطبيعية، قد لا يكون هناك تنوع كبير في الألوان، وتكون القيم اللونية للضوء والظل هي التي تمنح اللوحة جاذبية وشكلا ثلاثي الأبعاد، وقد يؤدي عدم وجود تباين بين الظل والضوء إلى جعل اللوحة مسطحة وغير مثيرة للاهتمام.

تباين الضوء والظلام من الطبيعة

تُظهر الصور ذات اللونين الأبيض والأسود تباينًا قويًا بين الضوء والظلام، ويعتمد جمال تلك الصور على توزيع الضوء فيها مما يجعلها جاذبة للعين.

تباين الألوان التكميلية

يتم إنشاء هذا النوع من التباين من خلال استخدام لونين متضادين على عجلة الألوان، أي الألوان المكملة.

أمثلة على تباين الألوان التكميلية من الطبيعة

تباين النقيض أو التدرج اللوني

جودة أو تدرج اللون، إذا كان أكثر أو أقل تشبعًا، يؤدي إلى جعل اللون أكثر حيوية، عند وضع لون ساطع بالقرب من لون آخر بدون تدرج، يتم إنشاء تباين مرئي.

أمثلة على تباين التدرج اللوني من الطبيعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى