انشقاق بحر چيندو
تعود تاريخ جزيرة جيندو إلى فترة ما قبل التاريخ، وتعد واحدة من ولايات كوريا الجنوبية الأربعة عشر، وهي ثالث أكبر جزيرة في البلاد. تقع في مقاطعة چويلا الجنوبية وترتبط باليابسة بواسطة جسر مزدوج يعتبر أطول وأضيق جسر في وقت بنائه .
كان للجزيرة عدة أسماء عبر التاريخ، وكانت تشكل ملاذًا للقوات الثائرة خلال غزو المنغول. وتشتهر الجزيرة بسلالة مميزة من الكلاب المعروفة باسم “الجيندو الكوري”، وهي تراث وطني ثقافي منذ عام ١٩٣٦ .
نتيجة لمزيج من العوامل المختلفة وموقعها المميز، حدثت ظاهرة طبيعية فريدة من نوعها في جزيرة جيندو تعرف باسم “انشقاق بحر جيندو .
انشقاق البحر في جيندو
تتألف جزيرة جيندو، بالإضافة إلى مجموعة من الجزر الصغيرة الأخرى، بمنطقة تعرف باسم إقليم جيندو، وكل عام في الربيع أو الصيف، يفتح ممر يابس ضيق طوله حوالي 2.9 كيلومتر وعرضه 40 مترًا لمدة ساعة تقريبًا، لأربعة أيام متتالية، بين جزيرة جيندو وجزيرة مودو .
انشقاق البحر أصبح معروفا في أنحاء العالم بعد أن وصفه بيير لاندي، السفير الفرنسي السابق لكوريا الجنوبية، في عام 1975، بأنه يشبه معجزة سيدنا موسى عليه السلام، مقارنا إياه بانشقاق البحر الأحمر الذي ذكر في التوراة .
الأسطورة التي دارت حول انشقاق البحر
وفقا لأستاذ مساعد في علوم الجيولوجيا في جامعة تكساس كيفان موفيت، تحدث ظاهرة انشقاق البحر منذ فترة طويلة بما فيه الكفاية لنشوء الأساطير والطقوس .
هناك قصة تحكي أن النمور انتشرت مرة واحدة على جزيرة جيندو وبدأت في مهاجمة القرى المحلية وفر السكان، ولكن هناك امرأة تدعى بيونغ تركتها عائلتها عن طريق الخطأ عندما هربوا .
تذهب تلك المرأة يوميا إلى إله المحيط يونغ وانغ، حتى زارها في أحلامها في ليلة ما وأخبرها أنه سيظهر لها قوس قزح في البحر لتعبر منه، وعندما ذهبت إلى البحر في اليوم التالي، انشق البحر كشفا عن طريق قزحها لتعبر عائلتها البحر ولتقابلها .
السبب العلمي وراء الظاهرة
دورة دوران الأرض وحركات الأرض والقمر تسبب وجود مسافات مختلفة بينهما، وهذا يعتبر مثالا على التوافقات المدية والجزرية لأنها تحدث بشكل منتظم. ووفقا لموفيت، يتأثر هذا بتأثير مجموعة من العوامل بالإضافة إلى شكل ومواقع الجزر ومضيق ميونغنيانغ الواقع شرق جيندو، مما يؤدي إلى حدوث مد وجزر منخفض جدا وهذا هو السبب في انشقاق بحر جيندو سنويا .
مهرجان انشقاق بحر جيندو
يتجه مهرجان انشقاق بحر جيندو بشاطئها إلى استقطاب مئات الآلاف من السياح الراغبين في الاستمتاع بالمهرجان والطقوس الشعبية، وذلك لإحياء ذكرى بيونع التي يوجد تمثالها على شاطئ جيندو، كما يتوجه العديد من الناس إلى جزيرة مودو لزيارة تمثال عائلتها الموجود هناك .
يتم في المهرجان عرض الرقص الكوري التقليدي وأغاني الدفن وأغاني الفلاحين التقليدية وعرض لكلاب الجيندو وألعاب نارية وأحداث أخرى متنوعة، كما تبحث الزوار عن المحار والسلطعون وأذن البحر والطحالب البحرية وأطعمة بحرية أخرى .