امثلة على القراءة المتعمقة
القراءة المتعمقة
يجب على القارئ تحديد الهدف الذي يرغب في تحقيقه من القراءة حتى يكون للقراءة عمق، لذا من الأفضل أن يبقي تصوره عن القراءة في ذهنه ليربط بين الأفكار التي تدور في ذهنه وبين ما يقرأه، ثم يلخص أفكاره مع آراء الكاتب ليصل إلى المعلومات الهامة. ومن الممكن أن يحدد بعض الأسئلة قبل البدء في القراءة ليجد إجاباتها خلال القراءة.
استراتيجيات القراءة المتعمقة
يوجد العديد من الاستراتيجيات التي تساعد القارئ على القراءة العميقة والاستفادة منها بشكل سريع، وتم وضع هذه الاستراتيجيات من قبل الباحثين، ومن بين هذه الاستراتيجيات هي طريقة SQ3R التي اتبعتها جامعة أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1930م، ويتم استخدام هذه الطريقة لمساعدة الطلاب على القراءة العميقة والفعالة للكتب العلمية والأدبية، وتعتمد الطريقة على استنتاج بعض الأفكار التي تساعد في الإبداع والابتكار
في العام 1940م طور العالم التربوي الفرنسي فرانسيس روبنسون هذه الاستراتيجية في كتابه الشهير (الدراسة الفعالة) المعروف باسم (SQ3R)، ووضع خمس خطوات للقراءة المتعمقة، وهي: “التصفح”، “السؤال”، “القراءة”، “الإعادة”، و”المراجعة
الخطوات الخمس للقراءة المتعمقة
تتمثّل خطوات القراءة المتعمّقة في خمس خطوات، وتلك الخطوات كالآتي:
التصفّح
يبدأ القارئ في البداية بجمع الكتب التي يرغب في قراءتها، ثم يقوم بالاطلاع على فهرس كل كتاب ومعرفة الموضوع الذي يتناوله الكتاب وأسلوب الكاتب في الكتابة وخطته، كما يجب أيضا أن يتعرف القارئ على شخصية الكاتب ومكان نشأته والأساتذة الذين تلقى تعليمهم عندما كانوا طلابا، لأن البيئة العلمية والأدبية التي نشأ فيها الكاتب تؤثر على كتاباته وتميل إلى تحديد اهتمامات الكاتب وأفكاره
الأسئلة
في الخطوة الثانية، يقوم القارئ بوضع بعض الأسئلة حول الأفكار الغامضة التي يتناولها الكاتب في كتابه ولم يتمكن القارئ من فهمها أو استنباط معناها. قد تكون هذه الأفكار غامضة بسبب شخصية الكاتب أو قد تكون مقدمة لأفكار أخرى يقوم الكاتب ببنائها. ويعد وجود العديد من الأسئلة التي يطرحها القارئ أثناء القراءة علامة على قراءته العميقة وتركيزه في النص.
القراءة
تعتبر هذه الخطوة الخطوة الأكثر أهمية من بين الخطوات الخمس للقراءة. تبدأ القراءة من خلال هذه الخطوة في فهم وتحليل أفكار الكاتب ومحاولة الإجابة على الأسئلة المطروحة في الخطوة الثانية. تكتمل القراءة بالحصول على كافة المعلومات، ولذلك فإن هذه الخطوة تعتبر الأهم بين الخطوات الخمس للقراءة المتعمقة، وذلك بناء على ما تم قبلها واستعدادا لما بعدها.
التسميع
في هذه الخطوة، يتسنى للقارئ استرجاع جميع المعلومات التي استنبطها واستدل بها من الخطوات الثلاث السابقة. تعد هذه الخطوة تأكيدا وتثبيتا للمعلومات التي جمعها القارئ في ذهنه قبل القراءة المتعمقة. إنها خطوة مهمة ضمن الخطوات الخمس للقراءة المتعمقة، حيث يقوم القارئ بحفظ جميع المعلومات التي تم الحصول عليها من القراءة، بهدف الاستفادة منها في حياته ومشاركتها مع الآخرين.
المراجعة
في هذه الخطوة، يقوم القارئ بمراجعة ما قرأه بعناية، ليعيد النظر في ما فاته خلال القراءة، أو ليتأكد من صحة الإجابات التي قدمها للأسئلة التي جمعها من القراءة، وعلى الرغم من أن هذه الخطوة تستغرق وقتا أقل من وقت القراءة الفعلي، فإنها تتطلب تركيزا أعلى وتعمقا أكبر في القراءة، لزيادة تأكيد القارئ على المعلومات التي حصل عليها
عمليات القراءة المركزة
تتمحور عمليات القراءة المركزة في خمس محاور، وهي كالآتي:
- مرحلة ما قبل القراءة: يتطلب الأمر من القارئ الإجابة على هذه الأسئلة منذ البداية، وهي:
- ما هو هدفك من القراءة؟
- ماذا أعرف عن هذا الموضوع؟
- أين يمكنني العثور على ما يمكن أن يساعدني في هذا الموضوع
- ما هو الذي يجب عليَّ فهمه بصورة أفضل؟
- كيف سيأكد عندي بعد فَهمي للموضوع؟
- مرحلة القراءة السريعة: تتضمن هذه الخطوة خمس نقاط وهي:
- يبدأ القارئ في قراءة بدايات فقرات الكتاب
- ثمّ قراءة العناوين الرئيسة والعناوين الجانبيّة.
- يجب إجراء نظرة عامة ودقيقة على محتوى الكتاب، بما في ذلك الرسوم والجداول
- يمكن للقارئ في هذه النقطة الحصول على فكرة عامة عن محتوى الكتاب
- معرفة الأدوات التي استخدمها المؤلف من خلال كتابته ومحاولة الاستفادة منها قدر المستطاع
- مرحلة القراءة المتعمقة: وتتم عن طريق خمس خطوات أساسية وهي:
- تصفّح.
- واسأل.
- واقرأ.
- وسمّع.
- وراجعْ.
- مرحلة ما بعد القراءة: بعد الانتهاء من القراءة، يجب على الكاتب الإجابة على خمسة أسئلة مهمة وهي:
- هل تحتاج إلى مزيد من المعلومات حول هذا الموضوع؟
- هل تمكّنت من الإجابة على جميع الأسئلة التي طُرحت خلال القراءة؟
- هل كانت إجابات تلك الأسئلة مُقنعة؟
- هل كان مُلخّص البحث كافيًا؟
- تحديد موعد للمراجعة اللاحقة.
- مرحلة التركيز وزيادة الفهم: وتنقسم هذه المرحلة الأخيرة والمهمة أيضًا إلى خمسة محاور استراتيجية وتتمثل في ما يلي:
- تتضمن الأسئلة التي تم وضعها من القارئ قبل القراءة والتي وضعت بعد القراءة تركيزًا وتمعنًا عاليين
- أما الاستراتيجية الثانية وهي التسميع، فتتضمن اختبار قدرة القارئ على حفظ وتكرار الأرقام المذكورة في الكتاب لمعرفة مدى استفادته من القراءة
- أما الاستراتيجية الثالثة، فتعتمد على الرسوم والجداول
- تتمثل الاستراتيجيات الرابعة والخامسة في تدوين وكتابة الملاحظات والتعليقات التي يجريها القارئ بشأن الموضوع
أهمية القراءة المتعمقة
- تساعد على التحفيز الذهني: العقل هو عضو في جسم الإنسان مثل باقي الأعضاء، ويحتاج إلى بعض التمارين التي تساعد على تنشيطه، وأحد هذه التمارين هو القراءة المتعمقة التي لها العديد من الفوائد على صحة الدماغ، حيث تعزز الاتصالات في الدماغ وتحسن وظائف المخ وتحمي من فقدان الذاكرة مع التقدم في العمر
- تساعد في تخفيف التوتر: يساعد الانغماس في قراءة عميقة والتركيز مع شخصيات الرواية على التخلص من ضغط الحياة والابتعاد عن المشاكل اليومية، مما يساعد في تخفيف التوتر والقلق الذي يعاني منه الإنسان يوميا
- تساعد على النوم : في بعض الأحيان، يصعب على الإنسان النوم بسبب التفكير في الكثير من الأمور الشخصية، لذا القراءة العميقة وحتى لو كانت قصيرة تساعد على تطهير ذهنك من جميع الأفكار المتعلقة وتساعدك على النوم بعمق
- القراءة المتعمقة فرصة جيدة للتعلم: لا يستطيع الإنسان أنّ يحصل على كافة المعلومات من الدورس والمحاضرات فقط، لأنّ العلم له العديد من المجالات الواسعة يمتد من شرق الأرض إلى مغربها، وكل هذه المعلومات توجد في الكتب وأحيانًا كثيرة بشكل مجاني كما أنّ الكتب ليست باهظة الثمن، لذلك يتطلب منك الاطّلاع والقراءة بصورة منتظمة للحصول على فرصة مجانية للتعليم، كما تزيد القراءة من حصيلة المفردات اللغوية لدى الإنسان وتحسين القدرة على التحدث بمفردات جيدة.