ادب

الياسق كتاب جنكيز خان في القانون

الياسا هي كلمة مغولية تعني القاعدة أو القانون، ويعتبر الياسق أول كتاب في القانون في العالم الإسلامي يخرج عن حدود التشريع الإسلامي، وقد تم تأليفه من قبل جنكيز خان في عام 1206، وانعته علماء المسلمين بالكفر والخروج عن الشريعة الإسلامية، بمن فيهم ابن كثير وابن تيمية وغيرهم من علماء السنة والجماعة.

جنكيز خان [1165 – 1227]، مؤسس إمبراطورية المغول، كان له شخصية قوية وحاز على لقب الملك العالمي في عام 1187م. حقق انتصارات عسكرية واسعة بحيث امتدت الإمبراطورية المغولية من المحيط الهادئ إلى بحر قزوين عند وفاته. ومع ذلك، ارتكب أعمال فساد في الأرض وارتكب مذابح بحق المسلمين في بلدان عديدة. قتل الأطفال والشيوخ والنساء وسفك الدماء. قام جنكيز خان بتأليف كتابه الياسق كبديل للشريعة الإسلامية وفرضه على المسلمين في حكمه، ومن لم يلتزم بهذا الكتاب عليه أن يقتل. لا يوجد معارضة أمام هذا الحاكم الجبار القوي، وله عبارة مشهورة تشير إلى ذلك وهي: `أنا عقاب الرب، فماذا فعلت لكي يبعث الله عليك عقابا مثلي؟`.

بعض قوانين الياسا:
وضع جنكيز خان مجموعة من القوانين التي ألزم بها رعيته، بما في ذلك المسلمين وغيرهم
منعهم من غسل ثيابهم، بل يلبسونها حتى تبلى.
من وجد عبداً هارباً أو أسيراً قد هرب، ولم يرده إلى صاحبه قتل.
إلزام نساء العسكر بالقيام بما على الرجال في مدة غيبتهم في القتال.
من أعطى بضاعة فخسر، ثم أعطى ثانية فخسر، ثم أعطى ثالثة فخسر، يقتل.
منع أن يقال لشيء أنه نجس، فإن جميع الأشياء طاهرة.
من أطعم أسير قوم أو كساه بغير إذنهم قتل.
من وقع حمله أو قوسه أو شيء من متاعه وهو يكر أو يفر في حالة قتال وكان وراءه شخص فإنه ينزل ويناول صاحبه ما سقط منه، فإن لم ينزل ولم يناوله قتل.

حكم ابن  كثير على كتاب الياسق:
قال ابن كثير: ينكر تعالى على من خرج عن- حكم الله – الحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر، وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكيز خان الذي وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعاً متبعاً يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حُكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى