صحة

النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات يزيد من خطر الوفاة

أظهرت دراسة جديدة أن الوجبات الغذائية المنخفضة في الكربوهيدرات ترتبط بزيادة في معدل الوفيات، في حين أن الأشخاص الذين يستهلكون الكربوهيدرات بشكل معتدل لديهم خطر أقل، وأوضحت الدراسة أيضا أن النظم الغذائية المنخفضة في الكربوهيدرات التي تحل محل الكربوهيدرات بالبروتينات والدهون من مصادر نباتية ترتبط بانخفاض خطر الوفيات مقارنة بتلك التي تحل محل الكربوهيدرات بالبروتينات والدهون من مصادر حيوانية .

دراسة جديدة حول تناول الكربوهيدرات

يبدو أن تناول الكربوهيدرات بشكل معتدل هو الأفضل للصحة والعمر الطويل، وفقا لبحث جديد نشر في مجلة لانسيت للصحة العامة. أظهرت الدراسة التي شملت أكثر من 15400 شخص في مجتمعات محلية بالولايات المتحدة الأمريكية (ARIC) أن النظام الغذائي المنخفض في الكربوهيدرات (أقل من 40٪ من الطاقة) والنظام الغذائي العالي في الكربوهيدرات (أكثر من 70٪ من الطاقة) مرتبطة بزيادة في معدلات الوفيات، بينما لدى المتناولين المعتدلين للكربوهيدرات (50-55٪ من الطاقة) خطر وفاة أقل .

تشير النتائج الأولية لتحليل ميتا للدراسات المتعلقة بتناول الكربوهيدرات، والتي شملت أكثر من 432000 شخصا من أكثر من 20 دولة، إلى أن جميع حميات منخفضة الكربوهيدرات تبدو متساوية، عند تناول كمية أكبر من البروتينات والدهون الحيوانية مثل اللحم البقري، وأن تناول اللحوم مثل لحم الضأن ولحم الخنزير والدجاج والجبن بدلا من الكربوهيدرات يزيد من خطر الوفاة، بينما تترافق كمية أكبر من البروتينات والدهون النباتية مثل الخضروات والبقول والمكسرات مع انخفاض معدل الوفيات .

أظهرت التجارب العشوائية السابقة أن اتباع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات مفيد لفقدان الوزن على المدى القصير وتحسين المخاطر القلبية، ومع ذلك، تثير آثار تقييد الكربوهيدرات على المدى الطويل لمعدل الوفيات جدلا، حيث تؤدي الأبحاث المستقبلية إلى نتائج متضاربة حتى الآن، وما هو أكثر من ذلك، فإن الدراسات السابقة لم تناقش مصدر أو جودة البروتينات والدهون المستهلكة في الأنظمة الغذائية قليلة الكربوهيدرات .

خطورة تناول وجبات عالية أو منخفضة في الكربوهيدرات

بدأ الباحثون دراسة على 15,428 شخصا بالغا، تتراوح أعمارهم بين 45 و 64 عاما، وكانوا ينتمون إلى خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة من أربع مجتمعات أمريكية (فورسايث في نورث كارولاينا، جاكسون إم إس، مينيابوليس في مينيسوتا، ومقاطعة واشنطن). أفاد جميع المشاركين بأنهم يستهلكون ما بين 600 و 4200 سعرة حرارية يوميا للرجال، وما بين 500 و 3600 سعرة حرارية يوميا للنساء. تم استبعاد المشاركين الذين استهلكوا كميات عالية أو منخفضة من السعرات الحرارية من الدراسة. في بداية الدراسة ومرة أخرى بعد 6 سنوات، أكمل المشاركون استبيانا غذائيا حول أنواع الأطعمة والمشروبات التي استهلكوها، وحجم الحصص، وعدد المرات التي تناولوها. استخدم الباحثون هذه المعطيات لتقدير التراكم السعري اليومي للطاقة المستمدة من الكربوهيدرات والدهون والبروتين .

وقد قيم الباحثون العلاقة بين إجمالي دخل الكربوهيدرات (مصنفة حسب الكميات) وجميع أسباب الوفاة بعد تعديل العمر والجنس والعرق، واستهلاك الطاقة الإجمالي والتعليم وممارسة الرياضة ومستوى الدخل والتدخين والسكري، وخلال فترة المتابعة لمدة 25 سنة، توفي 6283 شخصا، وأظهرت النتائج وجود علاقة بين إجمالي دخل الكربوهيدرات ومتوسط العمر المتوقع، واعتبر الباحثون أنه بعد سن الخمسين، يكون متوسط العمر المتوقع أطول بمقدار 33 سنة لأولئك الذين يتناولون كمية معتدلة من الكربوهيدرات – أطول بـ 4 سنوات مقارنة بأولئك الذين يتناولون كمية منخفضة جدا من الكربوهيدرات (29 سنة)، وأطول بسنة مقارنة بأولئك الذين يتناولون نسبة عالية من الكربوهيدرات (32 سنة) .

في الخطوة التالية من الدراسة، أجروا الباحثون تحليلا تفصيليا للبيانات، وشملت البيانات 432،179 شخصا في بلدان أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، وكشف هذا التحليل عن اتجاهات مشابهة، حيث تبين أن المشاركين الذين تناولوا وجبات تحتوي على نسب عالية وزيادة في الكربوهيدرات، كان لديهم متوسط عمر أقصر من أولئك الذين تناولوا كمية معتدلة من الكربوهيدرات. وفي تحليلات أخرى لدراسة مدى تأثير مصدر البروتين والدهون في الحمية الغذائية – سواء كانت نباتية أم حيوانية – على العمر، وجد الباحثون أن استبدال الكربوهيدرات بالبروتين والدهون من مصادر حيوانية كان مرتبطا بمخاطر وفاة أعلى مقارنة بتناول كمية معتدلة من الكربوهيدرات. وعلى الجانب الآخر، كان استبدال الكربوهيدرات بالأطعمة النباتية مرتبطا بانخفاض مخاطر الوفاة .

خطورة تناول الكثير من البروتينات والدهون الحيوانية

يظهر من النتائج ارتباطات الملاحظة وليس السبب والأثر، وعند النظر إلى الأدلة من دراسات أخرى، يتوقع الباحثون أن الأنظمة الغذائية التي تتبع النمط الغربي وتحتوي على كميات كبيرة من البروتينات والدهون الحيوانية، وتقيد بشكل كبير في الكربوهيدرات، تؤدي غالبا إلى انخفاض كمية الخضراوات والفواكه والحبوب، ويمكن أن تسبب تحفيز المسارات الالتهابية والشيخوخة والإجهاد التأكسدي، وبالتالي زيادة مخاطر الوفيات. بالمقابل، الوجبات الغذائية الغنية بالكربوهيدرات (الشائعة في الدول الآسيوية والدول الأقل حظا اقتصاديا) غالبا ما تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات المكررة مثل الأرز الأبيض، ويمكن أن تسبب زيادة نسبة السكر في الدم بشكل مزمن، وتؤدي إلى نتائج استقلابية سيئة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى