اسلامياتالقران الكريم

المقصود بالطير الأبابيل المذكورة في القرآن الكريم

الكعبة المشرفة هي أقدس وأعظم مكان على وجه الأرض، فهي أول بيت وضع على الأرض لعبادة الله تعالى، وذلك منذ زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام

مكانة الكعبة عند الله تعالى والمسلمين : لدى الله سبحانه وتعالى مكانة عظيمة للكعبة والمسجد الحرام؛ إذ إن المسجد الحرام هو أول بيت وضع للناس على الأرض، ولذلك شرفه الله وجعله حرما أمينا في جميع الأوقات. كما جعل الله الصلاة في المسجد الحرام مضاعفة عن الصلاة في باقي المساجد في العالم، فإن صلاة واحدة في المسجد الحرام تعادل مائة ألف صلاة. وبالتالي، يعتبر المسجد الحرام مركزا للمسلمين في جميع أنحاء العالم، حيث يتوجه المسلمون من جميع الأعراق والألوان لأداء الصلاة فيه، ويفرض الله على المسلمين أداء فريضة الحج إلى البيت الحرام، ولذلك يتجمع الملايين من المسلمين في المسجد الحرام لأداء شعائر الحج والاحتفال بها، وهو مشهد يخشع له القلب.

قصة طير الأبابيل : حفظ الله تعالى بيته من جميع الأعداء، وأمل كل كافر ومشرك في غزو البيت الحرام، وذلك لأن المسلمين يهتفون بالزيارة إلى بيت الله الحرام. وقد أظهر التاريخ أن ملكا من الحبشة سيطر على اليمن وأراد أن يغزو البيت الحرام. لذلك، قام أبرهة بتجهيز جنوده وأفيالهم ليهاجموا الكعبة المشرفة. اعتقد هذا الجيش القوي والمتكبر بأنه سيدمر بيت الله الحرام، ولكنهم لم يعرفوا أن الله تعالى سوف يدمرهم جميعا، فكانوا تحت المرصاد. وعندما اقترب هذا الجيش القوي، أرسل الله تعالى أسرابا من الطيور حاملة حجارة من الطين، فرموا بها على الجيش، فأصبح حالهم كحال العصف المأكول، وهذا العذاب عبرة لمن لا يتعظ. ومن الممكن أن يحل بأي ملك أو حاكم يريد غزو الكعبة أو الإضرار بها أي شر

وتم ذكر طير الأبابيل مرة واحدة في القرآن، ووفقا للسير القصصية، يقول إن قائد جيش الحبشة، أبرهة الأشرم، قام ببناء كنيسة ضخمة وسماها `القليس`، بهدف استقطاب العرب لأداء الحج فيها، وفي ذلك الوقت، كان هناك رجل من قوم كنانة يتبول في الكنيسة؛ فغضب أبرهة وأقسم بتدمير الكعبة، وقد حشد جيشا ضخما مصحوبا بالفيلة، وتقدم أبرهة وجيشه حتى وصلوا إلى `المغمس`، وهي منطقة قريبة من مكة المكرمة، وأرسل أبرهة رسالة إلى أهل مكة يخبرهم أنه لم يأت لمهاجمتهم، وإنما جاء لتدمير الكعبة، وأراد العرب محاربة أبرهة وجيشه، لكنهم أدركوا أنهم غير قادرين على مواجهة أبرهة وجيشه الضخم

المقصود بطير أبابيل : أراد الله تعالى تدمير الجيش وقائدهم، فأرسل طيورا تلقي بحجارة من الحجر والطين عليهم، مما ترك هذا الجيش وكأنه أوراق الشجر الجافة الممزقة كما يذكر القرآن الكريم. وكان لهذه الهزيمة تأثير كبير على العرب، حيث زاد تعظيمهم لبيت الله الحرام وإيمانهم بمكانة الله. كلمة “أبابيل” قد تشير إلى نوع من الطيور، ولكن هذا بعيد عن الحقيقة واللغة. ففي كتب التفسير واللغة، يتفق المفسرون على أن “أبابيل” تعني مجموعات متتابعة ومتفرقة من الطيور، ولكنهم اختلفوا في تحديد أشكالها وأحجام تلك المجموعات.

وصف أسطوري للطير أبابيل : هناك من قدم وصفا مبالغا لطير الأبابيل، قائلا إنها طيور سوداء تمتلك خراطيم كالفيلة وأكف مثل الكلاب، وتعيش بين السماء والأرض، وقيل إنها كانت طيور خضراء برؤوس مثل رؤوس السباع، وجاءت من البحر. وهناك من قدم وصفا خياليا قائلا إنها أجسام فضائية تحمل أسلحة نووية تمتلك تأثيرا حراريا وإشعاعيا. وآخرون قدموا وصفا متضيقا معتبرين أن طير الأبابيل هو مجرد بعوض يحمل ميكروبات وأن موت الجيش وهلاكه كان بسبب وباء مرضي شبيه بالجدري، وهذا يتعارض بشكل كامل مع سياق ما ذكر في القرآن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى