المفهوم الخاطئ للنوم عند الأطفال وطرق تصحيحه
إذا كان طفلك من النوع العنيد الذي لا يحب النوم ويعتبره شيئا يجب ألا يقوم به، فربما تكونين أنت السبب في ذلك، فالكثير من الأمهات تدفع أطفالهن لكره النوم ومقاومته، وعندما يرتكب الطفل أي فعل خاطئ أو يقوم بسلوك غير مرغوب فيه، يعاقبه الوالد بالنوم، ومع تكرار هذه المواقف المزعجة من جانب الطفل وربط النوم بالعقاب، يتم تكوين رابط في العقل الباطن للطفل بأن النوم شيء سيء يجب مقاومته .
المفهوم الخاطئ للنوم عند الأطفال ؟
النوم هو نعمة وهدية يسعى الكبار دائما للحصول عليها، حيث تتمنى كل أم لو أنها تحصل على ساعة نوم في منتصف النهار لتنعم بقسط من الراحة، أو تنتظر الليل لترتاح بعد يوم شاق وطويل، وتتمنى أن تنام الليل كاملا دون أن تصحو أكثر من مرة لرعاية الأطفال، ولكن الأطفال ليس لديهم نفس الرغبة والفكرة عن النوم، حيث ربطت الأم النوم لدى طفلها على أنه نتيجة لسلوكياته المزعجة، وبالتالي فهو أمر يجب عليه مقاومته .
كيف يمكننا تصحيح هذا المفهوم الخاطئ لدى الأطفال؟
بعد أن تتاكد الأم أن طريقتها مع طفلها هى التي دفعته لمقاومة النوم ،فانه عليها الآن أن تصحح وتعيد تشكيل هذه الفكرة الخاطئة عن النوم لدى الطفل ،على الأم أن تجعل طفلها يرى النوم من منظور إيجابي ،فتحدث الإبن عن أهمية النوم في راحة الجسم ،و إمدادنا بالطاقة التي نحتاجها و أنه يساعد في التطور العقلي ومعالجة العقل لأحداث اليوم ،فالنوم هو حجر الاساس في عملية النمو والتطور ،يمكن للأم أن تخبر طفلها عن مقدار السعادة والتحسن الذي سيشعر بهما بعد أن ينام وينال قسطا من الراحة ،كما يمكنها أن تذهب معه للنوم وتخبره أن هذا هو وقت راحتهما سويا ،وذلك لمحاولة تعزيز الأفكار الإيجابية عن النوم لدى الاطفال .
هناك خطوات يمكن لكل أم اتباعها لتغيير المفهوم الخاطئ لدى طفلها حول النوم
1- عدم معاقبة الطفل على سلوكياته الخاطئة بالنوم بعد الآن ،إذا رفض الطفل أن ينظم غرفته ويجمع العابه قبل النوم فالحل ليس أن ينام كعقاب له ،الحل هو ان يتم حرمانه من اللعب بهذه الالعاب في اليوم التالي ،اذا رفض الطفل تنظيف اسنانه فالحل ليس النوم ،الحل هو حرمانه من الحلويات في اليوم التالي ، لاتعاقبوا اطفالكم بالنوم من الآن فصاعدا .
2- التحدث عن النوم بطريقة ايجابية: يمكن للأم أن تشجع طفلها على النوم بإخباره أن وقت النوم هو وقتهما الخاص معا، وتحدثه عن الاسترخاء والراحة وأفكار إيجابية حول النوم .
3- التحدث عن فوائد النوم: كلما كان الطفل ينام بمقدار كاف، كلما نما عقله وتطور أكثر. يمكن للأم إخبار طفلها بأن النوم يجعله أكثر قدرة على اللعب والجري ويزيد من نشاطه. كما أن النوم يساعد في شفاء الجروح ويخفف الألم. والتحدث عن فوائد النوم مع الطفل يساعده على تغيير الفكرة الخاطئة التي قد تكون لديه عن النوم .
4- تشجيع الانشطة التي تتحث عن فائدة النوم: ويكون عن طريق
يمكن للأم أن تطلب من طفلها رسم صورة تعبر عن جميع الأشياء التي حدثت له خلال النوم، أي الأحلام .
يمكن استخدام الدمى لإعداد الطفل للنوم .
يُمكنُ تجهيزُ روتينٍ خاصٍ بالنومِ مع الطفلِ، مثل ترتيبِ الألعابِ، وغسلِ الأسنانِ، وغسلِ اليدينِ والقدمينِ، وتغييرِ الملابسِ، وإغلاقِ الضوءِ، ويُمكنُ تشغيلُ ضوءٍ خافِتٍ
سوف تساعد جميع هذه الأشياء في بناء رابط قوي بين الطفل ووقت النوم وستساعد الأم كثيرًا .
إذا قامت الأم بتطبيق الخطوات السابقة وأظهرت بعض الصبر مع طفلها الصغير، فستحصل على ما تريد، ومن الآن فصاعدًا ستجد طفلها يستعد للنوم بمفرده، حيث يقوم بجمع ألعابه، وغسل يديه، وتغيير ثيابه، استعدادًا لوقت النوم، الذي يسترخي فيه عقله الصغير وجسمه أيضًا .