المجتمعمنوعات

المشكلات المترتبة على الانحراف وأثره على الفرد والمجتمع

مقدمة عن الانحراف

يشير “الانحراف” في سياق اجتماعي إلى السلوكيات التي تتعارض مع الأعراف الاجتماعية الرسمية أو الغير رسمية، ويدرسها علماء الاجتماع وعلماء النفس والأطباء النفسيون وعلماء الجريمة لفهم علاقتها بالانحراف، وكيفية تغيير المعايير وتطبيقها بمرور الوقت.

يمكن أن يختلف الانحراف بشكل كبير عبر الثقافات، المعايير الثقافية نسبية، مما يجعل السلوك المنحرف نسبيًا أيضًا، تأخذ الأبحاث الاجتماعية الحالية حول الانحراف أشكالًا عديدة، حيث يدخل الأشخاص الذين يتمتعون بحالة اجتماعية واقتصادية معينة طواعية إلى طبقات اجتماعية مختلفة، وغالبًا ما تكون أقل.

يؤدي الانحراف أو انتهاك الأعراف الاجتماعية إلى تلقي عقوبات اجتماعية، وتختلف درجة الانتهاك والعقوبة المترتبة عليه، وهناك ثلاثة أشكال رئيسية للعقوبة الاجتماعية للاضطراب، وهي: العقوبة القانونية، والوصم، وتفضيل سلوك على آخر.

يؤدي الانحراف الرسمي أو الانتهاك القانوني إلى اتخاذ إجراءات جنائية من قبل الدولة، ويؤدي الانحراف غير الرسمي أو انتهاك قواعد السلوك الاجتماعي غير المكتوبة إلى عقوبات اجتماعية أو وصمة عار، وتؤدي الانتهاكات الأقل من ذلك إلى التفضيل بدلاً من الوصم.

ما هي المشكلات والآثار المترتبة على الانحراف الأخلاقي

يعتبر الانحراف الأخلاقي أحد أكثر مشاكل المجتمع، وأسوئها، ويؤدي الانحراف داخل المجتمع إلى الكثير من المشكلات، والمشكلات المترتبة على الانحراف هي نفسها الآثار المترتبة عليه ويمكن تفصيلها فيما يلي:

– أثر الانحراف على الفرد 

يمكن للسلوك المنحرف انتهاك القواعد الرسمية أو الأعراف الاجتماعية غير الرسمية، حيث يشمل الانحراف الرسمي الانتهاك الجنائي للقوانين الرسمية، ويشير الانحراف غير الرسمي إلى انتهاكات الأعراف الاجتماعية غير الرسمية، التي لم يتم تقنينها في القانون، مثل الصراخ بصوت عال أو الوقوف بالقرب من الآخرين بدون داع، وتؤثر هذه الانحرافات على الفرد

  • تؤدي فقدان السمعة وتأثرها إلى الشعور بالألم النفسي.
  • فقدان الوظائف وصعوبة العثور على وظائف جديدة.
  • الابتعاد عن المجتمع والأصدقاء والأهل وحتى أفراد الأسرة الواحدة
  • الاغتراب والشعور برغبة في الانعزال والوحدة
  • تأثر العلاقات الاجتماعية.
  • التأثر الاقتصادي.
  • الخلافات والمشاكل.
  • فقدان الشريك العائلي مثل الزوجة أو الزوج
  • تأثر الأبناء، وربما انحرافهم.

-أثر الانحراف على المجتمع

يشير مصطلح الانحراف إلى سلوك غير عادي أو غير مقبول، ومن المعروف أن الانحراف في البعد الاجتماعي يتمثل في أي انتهاك لمعايير المجتمع، وقد يكون هذا الانحراف صغيرًا مثل مخالفة المرور، أو كبيرًا مثل الجريمة، ولذلك فقد يؤثر الانحراف على المجتمع بشكل كبير

  • معوق وظيفي للنسق الاجتماعي.
  • خطر مقاومة المجتمع والأسرة لسلوكه.
  • مصدر قلق، واضطراب لمؤسسات المجتمع.
  • تهديد استقرار النظم الاجتماعية.

تنتج الانحرافات عدة مشكلات على المستوى الاجتماعي، مثل انتشار الجرائم وتأثيرها على الأمن العام وانهيار الأخلاق والثقافة وتفكك المجتمع، وأما على المستوى الفردي فتشمل ضياع السمعة، كما تم ذكره سابقًا.

– ومن أمثلة الانحراف، بحسب التصنيف من البسيط إلى المرتفع

  • رفع الصوت على الوالدين.
  • سرقة أحد الوالدين أو الأخوة.
  • سرقة الزملاء.
  • إلقاء القمامة في الشارع.
  • إلقاء الحجارة على المارة.
  • كسر إشارة المرور.
  • دفع الناس وبخاصة المحتاجون.
  • كسر القواعد في الطوابير، والصفوف.
  • إتلاف المال العام.
  • ترك المنزل أو الهرب منه.
  • تناول المخدرات والتدخين.
  • التحرش.
  • السرقة.
  • الاغتصاب.
  • القتل.
  • الحرق.

أما عن مشكلات الانحراف حيث تعتبر ظاهرة الانحراف واحدة من ظواهر بالفعل قديمة ومنتشرة في المجتمعات كلها، ولكنها تختلف من مجتمع إلى مجتمع في الدوافع المؤدية لها، وكذلك في الأسباب المؤدية إليها، بحسب الاختلاف وبحسب محددات السلوك وكذلك المعايير والقيم التي تسود في هذا المجتمع، وأيضاً الوضع الاقتصادي والثقافي.

تلعب الأسرة دورًا رئيسيًا في الحد من انحراف الأبناء وتوعية الآباء والمسؤولين عن الأحداث بالعديد من الأمور المهمة، مثل تعريفهم بأهمية دور الأسرة في تربية الأطفال وحمايتهم من المخاطر، وخاصة الانحراف.

يمكن أن يكون الفقر عاملاً في الانحراف، حيث يؤدي الفقر إلى حالة عدم استقرار اجتماعي، ويؤثر أيضًا على الحرمان الاقتصادي.

وهي قد تؤدي إلى مجموعة من المشاكل الاجتماعية التي تهدد وجود الأسرة، وتجعل الآباء يبتعدون عن أولادهم، وتعيق عملية التنشئة والتربية الصحيحة، مما ينتج عنه سلوك غير ملائم ويؤدي إلى الانحراف

يمكن أن تتسبب أسباب عكس الفقر، وهي كثرة المال، في الانحراف، إذ يمكن أن يؤدي تبذير المال والإنفاق بشكلٍ زائد على ما يحتاج إليه الفرد إلى انحراف سلوكخاطئ، وكذلك الحرية المطلقة قد تؤدي إلى ذلك، حيث يمكن أن تؤدي الحرية الكاملة التي يمارسها الأشخاص الصغار الذين ليس لديهم الخبرة الكافية إلى سلوك غير مسؤول.

 فإن العواقب في تلك الحالة قد تكون عواقب وخيمة، فهم لا يفهمون المعنى الصحيح للحرية، ومعناها يظهر بشكل واضح في قول وفعل ما يشاؤون بحسب فهمهم الخاطيء لها، وفي الخروج أو الدخول دون تعقيب، وفي ارتداء ما يشاؤون، وصرف مال كما يريدون، ولا يدركون أن تلك المفاهيم الغير صحيحة توصل لطريق الانحراف.

عوامل الانحراف

الانحراف هو واحد من الأمراض الاجتماعية التي تؤثر على المجتمع وتؤدي إلى العديد من الانهيارات والانحرافات المختلفة. لذلك، يعمل علماء الاجتماع بشكل منتظم على دراسة الأسباب التي تؤدي إلى الانحراف وتقليلها والتخلص من الأضرار التي تسببها للمجتمع.

لذلك، يشير كل من علماء النفس وعلماء الاجتماع والتربويين إلى عدة عوامل أو أسبابات قد تكون السبب وراء الانحراف، وتشمل هذه العوامل والأسباب ما يلي:

  • يؤدي عدم استغلال الفراغ بالشكل الصحيح إلى حدوث الانحراف، ولذا يُعتبر الفراغ مجالًا كبيرًا للتطوير.
  • يُعدّ التفكك الأسري من الأسباب التي تؤدي إلى الانحراف، حيث يشعر الأبناء بأثر التفكك، ويمكن أن يرافق ذلك الإهمال أو التدليل الزائد وغيرها من الأمور التربوية الخاطئة.
  • يعد الأصدقاء عاملاً هامًا في الانحراف، حيث لا ينحرف الشخص بمفرده في الغالب، بل يحتاج رفيقًا أو صديقًا يرافقه في هذه العملية ويؤثر فيه.
  • البيئة تعد عاملا مساعدا في تنظيم التصرفات والسلوكيات في إطار معين، وعادة ما يتأثر الشخص بالبيئة التي يعيش فيها. إذا كانت البيئة تشجع على سلوكيات صالحة ومستقيمة، فمن المرجح أن يعود ذلك بالنفع على الشخص نفسه. والعكس صحيح أيضا، إذا كانت البيئة غير صالحة، فلن تشجع على السلوك المستقيم
  • الفقر، أحيانًا يكون الفقر عاملًا مساعدًا في حدوث الانحراف.
  • المال بدون ضوابط يُعد سبباً من أسباب الانحراف ويؤدي إليه.
  • يمكن أن تؤدي الحرية الغير مسؤولة إلى الانحراف.
  • يعتبر غياب دور الأسرة أمرًا خطيرًا، حيث تلعب الأسرة دورًا هامًا ورئيسيًا في إصلاح الفرد وتنشئته بطريقة صحيحة.

مفهوم الانحراف في الإسلام

الانحراف هو عدم سير الشخص على طريق الله تعالى، كما قال الله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} [فصلت: 30]. ولا يمكن للشخص أن يستقيم إلا بعد الشهادة بالتوحيد، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك”، قل: “آمنت بالله، ثم استقم

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: إذا تجاهل الأب تعليم ولده ما ينفعه وتركه بدون توجيه، فإنه يرتكب أسوأ الأخطاء، وغالبا ما يكون فساد الأولاد ناتجا عن إهمال الآباء لتعليمهم وتركهم دون تعليمهم الفرائض الدينية والسنن، مما يؤدي إلى فقدانهم للفرصة في استخدام هذا التعليم لصالحهم ولصالح آبائهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى